نحن نتشظى...أحمد صالح نعمة الحصناوي
أجد
إنني كائن مركب من ملايين الكائنات .... فقد لا يكون انفي هذا أنفاً
حقيقياً بل ربما هو جزيئات من نبات أو طير أو حيوان أو ربما جماد ... وربما
ذرات من دموع أم بكت فتبخر دمعها فأستنشقه أبي أو ربما أمي فكان لي انف
... أو هو بقايا من جلد ميت لا يُرى سقط من خلف أذن لحسناء فاتنة نتيجة
احتكاكه بالقرط ... أو مخلفات لحيوان كان يمارس حياته بلا ضوابط ... فنبت
عليها نبات فأكله خروف فأكلناه وسنخلفه ليكون أذناً أو عينا لأحدكم ... أجد
أننا نتشظى إلا أن تشظينا هذا لا يبعـــثرنا كالشظـايا ... بل يقــوي
روابطــنا ... فنحن الأخوان شئنا أم أبينا... تحاببنا أم تعادينا حياة تنتج ممات يخلف حياة لأنتج ممات لأحياء الغير ...
أرى
انه لا بد لنا من أن نستفيق من هذا التوهان القادم من الزخم والزحام ...
لنعرف بأننا ما أتينا عبثاً ... وعلينا أن لا ننتهي أليه ... هل جربت مرة
أن تزور مكان ما وتتفاجاء بأن ما يجري قد مر عليك .. ويستعرض ذلك في عقلك
كفلم سينمائي ... وأنه يوحي إليك بما سوف يدور وما سيكون ... فتجدك تذهل
وتتابع المشاهدة بلذة وشهوة ... وينتابك بعض الغرور ... كونك تتنبأ وتعرف
هذا الغريب القادم .
من
أنت داخل هذا المشهد ... أنت لست أنت لأنك غير موجود ... وأن من تشظيت
منهم من نبات وحيوان أو جماد هم الممثلون داخل هذا الفلم التوهاني ...
أوقف
عنانك فلا جدوى ولا تتابع ... فأنه سراب لأنك سراب ... وغداً سيدخل أثيرك
غرفتي شبحاً ... لتجدني أكتب بهذه الكلمات ... وبعد قرون سيأتي من يراك
تدخل غرفتي لتراني اكتب ... وهكذا نحن ... شظايا من انشطار كان قبل ملايين
السنين .
إلا إننا مسلمون موجودون موحدون ... وشعارنا لا اله إلا الله ومحمد رسول الله ( ص ) ...
هل
قرأت يوما قصةً عن تشظي البشر أنها لمثيلي قبل مليون سنه ... لكنك لم تكن
هناك ... لأنك كنت جزءاً في الهواء واخر في الماء واخر في الأحشاء
....ونصيحتي لك أن لا تتابع ما اكتب الآن ...كي لا تتنباء بما سوف اكتبه في
السطر القادم ....
وكي لا تكتشف بأنك أنت من كتب هذه القصة ولست أنا .!!!!!
أحمد صالح نعمة الحصناوي
009647801940097
العراق / ميسان