ألسَـلـَفْ وَ اٌلخَـلـَفْ
داود الرحماني .. من أنقره في 4 تموز 2010
خلال انتخابات المجلس النيابي الأخيرة تقدم حوالي6300 مرشح تنافسوا لملئ 325 مقعد نيابي!.. اغتبطتُ ودهشتُ في حينه لهذا العدد من الغيارى على مصالح المواطنين في مثل هذه الحقبة الرُبُع (أو الرَبُع) شفافة والحرجة من تاريخ هذا الشعب المبتلي والمبتلى بنفسه.
ومن خلال (الدعابات) الانتخابية والتدقيق في أسماء الشخوص توصلت الى نتيجة مفادها ان 5000 منهم قد رشّح نفسه وهو يعلم..أو لا يعلم أو شبه يعلم أو يرفض ان يعلم أنْ لا أمل له في الفوز!. أما الـ 1300 الباقون فنصفهم أي (650) مرشح منهم له أمل لا بأس به في الفوز.. أما النصف الآخر الـ (650) مرشح فهم من ذوي الأمل الأكبر والثقة في الفوز ومن بين أولئك وهؤلاء سوف تملأ المقاعد...أعود الى الـ 5000 مرشح أعلاه وأتساءل : من ذا الذي دفعهم أو (وَهدَنهم) للترشّح؟. وما أسهل الإجابة على هذا السؤال.. فمنهم ذلك الثري الذي أشبعه المتزلفون نفخاً ليشبعهم طبخاً وأوهموه بأن (الفلوس تجيب العروس).. ومنهم من توهّم واتّـكأ أو تعكّـز على اسم عشيرته وصدّق بأن نسبة المنافقون منهم لا تتعدى الـ 85 %!!. ومنهم من اعتمد على تاريخ وشهرة عائلته ومكانتها الاجتماعية أو الدينية وتناسى ولم يدرك أن الناس تدرك بأنه (حتى عبدالمطلب بن هاشم بجلالة قدره قد انجب أبي لهب؟). ومنهم من تبنته بعض الجهات أو الإتجاهات أو الأثرياء وجعلوا منه كبش فداءٍ لغايةٍ في نفس يعقوب وما أكثرها من غايااااات.. وذاك الذي تصور ان ظواهر تديّـنه المفرط وهذا الذي توهم ان مجاهرته المفرطة بعلمانيته قد تشفع له عند الناخبين وإذا بكلٍ دمنهما قد (غطس ولم يطفو).. ومنهم من اعتقد أن حب الناس له وشهرته الإعلامية أو الرياضية أو الأدبية تؤهله لنيل أصواتهم ولم يدرك ان الحب والشهرة لا تعنيان الثقة ولا تكفيان لوضعها فيه.. ومنهم مَن هَـمّ بهمّةٍ دون الاهتمام بالنتيجة (الفشل المحتوم) وهمّه الوحيد هو ما سوف يجنيه من بقايا الملايين التي سوف تهدر على دعايته الانتخابية مضيفاً إليها شهرة محدودة بائسة! فليس هنالك ما يخسره فيما لو فشل..ومنهم..ومنهم..وتعددت الأسباب والهمّ واحدُ.. ألا وهو(عِمَت عيني) مصلحة الوطن والناس؟..الله يساعدهم فليس لهم أية مصلحة ذاتية عندما تقدموا للترشيح فلا تهمهم الامتيازات ولا رِزَم المليونات ولا دبلوماسيّة الباسبورتات ولا بريق صلعات الحمايات ولا قطع الأراضي والـﭭـلَـلْ الفارهات على الشواطئ والكورنيشات ولا الإيفادات ولا الشهرة والتصريحات على الفضائيات.. فهمهم الوحيد هو خدمة الناس والأجر والثواب فقط.هؤلاء هم الـ5000 اللي كان فشلهم مصوﮔر.
أما النسوة الناشطات (النشيطات) من المرشِحات فاني أرثي حالهن فكم بذلن من جهدٍ مضنٍ في التوعية وكم عقدن من الندوات والتجمعات وكم سمعن من وعودٍ وعهودٍ من بنات جنسهن (وهن نصف المجتمع) .. ونسين أو تناسين ان90% ممن يحق لهن الانتخاب لازلن (ولأسبابٍ شتّى) تحت تأثير وَ وطأة اتجاهات وميول وهوى الأب أو الأخٍ الأكبر أو الابن الكبير او الحبيب أو الخطيب أو الزوج وهذا موضوع يطووول شرحه...وقد أتت النتائج مع تلك الرياح التي أتت بما لا تشتهي السفنُ.. وَفـزنَ فوزاً عقـيما.
أعود الى الذين فازوا وفزن وأقول لهم :- إن كان سلفكم في المجلس المنصرم تحت النظر فقط.. فاٌعلموا بأنكم اليوم تحت المجهر حيث العيون تخضرمت والعدسات تطورت فكونوا خير خلف لخـير (خُمس) سلف وَعودوا بذاكرتكم الى ما جرى وحدثْ ممن وعدَ وعاهدَ وأقسمَ ونكثْ خلال الأربع سنوات العجاف من تاريخ العراق ولا تركّزوا على تشريع وتحليل ما لكم فقط وتحريم ما عليكم و حرروا أنفسكم من الانصياع الأعمى لأهواء من رشّحكم ولا تغلّبوها على آمال مَـن انتخبكم.
واعلم أيها النائب العزيز الجديد (التازه) أن كلمة (نعم) هي أسهل ألف مرّة من كلمة (لا) في القول والفعل؟ فإن وضعت كل منهما في محلها فأنت حُـر.. ولفظة (حر) أتت من الحرية وان ما نسخ عن الحرية عبر تاريخ البشرية المخطوط منه والمطبوع من كتب ومجلدات تملأ 1000 ناقلة بترول عملاقة أو تزيد علماً ان جميع تلك المجلدات يمكن حملها على ورقة صغيرة مساحتها انج مربع واحد واختزالها عليها وبأصغر كلمة في جميع اللغات ألا وهي ( لا ). فكل من يتمكن من أطلاقها معترضاً على من يستعبده أو يستغلّه أو يضطهده فهو حُر..وليت شعري هل تكفي الإشارة؟ واعلموا ان العراقيين يحتملون كل أنواع الضيم إلاّ مشاهدة أهل الحكم والكراسي في نعيمٍ وترفْ وهم في رجيمٍٍ وشظفْ.. وهذا ما جعلهم (الى يومنا هذا) لا ينسوا من الحكام ذلك الذي كان أميناً قنوعاً حريصاً مدركاً لمفردات معيشتهم ولا ذلك الذي كان أنانيّاً يهدر أموالهم هو وزبانيته في الحروب والعطايا والبذخ وشراء الذمم والليالي الحمراء. ولا تنسوا يا نوابنا الأفاضل الجدد ما قيل وقال عن سلفكم من نقد وانتقاد (وأحسب ان من بينكم من كان يقول وينتقد أيضاً). واهتموا أولاً بمراجعة التشريعات الخاصة بامتيازاتكم والتي شُـرّعت بسرعة الصاروخ واختزلوها جميعها الى النصف والغوا البعض منها (لترضى الرعية) وذلك أضعف الايمان وتباسطوا وأجيبوا الناس على هواتفكم ولا تتركوا الخزمجيّه لتجيب!ولا تتكبّروا أو تغترّوا كي لا ينطبق عليكم هذا البيت من شعري
شفْت التكبّر والغرور اٌلباٌلشخِصْ...عاهه تِلازم كِلمن يْحسّ بْـنقِصْ
وذلك يشمل (أيضاً) كل من سوف يمتطي أيّ كرسيّ من كراسي المسؤولية.. وبعكسه فسوف تبق نقمة الناس سارية المفعول و مستمرة في النزول عليكم ويصح عليكم المثل:-
لو هاي ﭽـانت مثل ذيـﭻ ... خوش مرﮔـه وْ خوش ديـﭻ!
وقد شاهدتم كيف انتفضت الجماهير ضد المسؤولين عن شحة الكهرباء وكيف بدأت تلك الانتفاضة تجني ثمارها..فالناس (يا ناس) قد (ملّت و زﻫﮕﺕ) وضربت المجاملات والولاءات والتبعية والخوف (المزمن) عرض الحائط.. وذلك أول الغيث (وْ..ألله يستر من الجايّات ومن تواليها) وأخالني أتنبأ بما سوف تكون عليه انتفاضة المحروم على المتخوم و ثورة المَـعاوِل على المُـقاوِل.. أللهم اني بلـّـغت. drahmani2004@yahoo.cm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق