تأسس موقع ميسان ماسة العراق بجهود فردية لبيان تاريخ محافظة ميسان ويعد اول موقع للمحافظة نشر على صفحات الويب بتاريخ 3/1/2005
موقع عام يتحدث عن محافظة ميسان الماضي والحاضر والمستقبل الموقع الاول على صفحات الانترنت للمحافظة ztch25@yahoo.com الموبايل 009647703229521 رأيكم يهمنا جدا لا تبخلو بالاتصال بنا

ميسان ماسة العراق


اعداد الاعلامي زياد طارق جايد مدير المركز الثقافي في ميسان نفخر باننا اول من اطلق اسم ماسة العراق على ميسان


Google
ميسان ماسة العراق@ يرحب بزواره الكرام@ اول موقع على صفحات الانترنت لمحافظة ميسان انشيء بجهود فردية دون مساعدة اي شخص او جهة معينة@ المواضيع المنشورة بالموقع تعبر عن اراء كتابها وليس تعبر عن راي ا لموقع ztch25@yahoo.com موبايل 009647703229521 الاتصال بنا

31‏/07‏/2008

رواية جديرة بالقراءة والتفكُّر

رواية جديرة بالقراءة والتفكُّر

بينما النبي صلى الله عليه واله وسلم في الطواف إذا سمع اعرابيا يقول : يا كريم
فقال النبي خلفه : يا كريم
فمضى الاعرابي الى جهة الميزاب وقال : ياكريم
فقال النبي خلفه : ياكريم
فالتفت الاعرابي الى النبي وقال: يا صبيح الوجه, يا رشيق القد , اتهزأ بي لكوني اعرابياً؟ والله لولا صباحة وجهك ورشاقة قدك لشكوتك الى حبيبي محمد صلى الله عليه واله وسلم . فتبسم النبي وقال : اما تعرف نبيك يا اخا العرب؟
قال الاعرابي : لا
قال النبي : فما ايمانك به ؟
قال : اّمنت بنبوته ولم اره وصدقت برسالته ولم القه
قال النبي : يا أعرابي , اعلم أني نبيك في الدنيا وشفيعك في الاخرة، فأقبل الاعرابي يقبل يد النبي صلى الله عليه واله وسلم فقال النبي :
- مه يا اخا العرب لا تفعل بي كما تفعل الاعاجم بملوكها, فإن الله سبحانه وتعالى بعثني لا متكبراً ولا متجبراً, بل بعثني بالحق بشيراً ونذيراً
فهبط جبريل على النبي وقال له : يا محمد. السلام يقرئك السلام ويخصك بالتحية والاكرام, ويقول لك : قل للاعرابي لا يغرنه حلمنا ولا كرمنا,فغداً نحاسبه على القليل والكثير, والفتيل والقطمير
فقال الاعرابي : او يحاسبني ربي يا رسول الله؟
قال : نعم يحاسبك إن شاء
فقال الاعرابي : وعزته وجلاله, إن حاسبني لأحاسبنه . فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم :
- وعلى ماذا تحاسب ربك يا اخا العرب ?
قال الاعرابي : إن حاسبني ربي على ذنبي حاسبته على مغفرته, وإن حاسبني على معصيتي حاسبته على عفوه,وإن حاسبني على بخلي حاسبته على كرمه فبكى النبي حتى إبتلت لحيته فهبط جبريل على النبي. وقال :
- - يا محمد, السلام يقرئك السلام , ويقول لك :
- يا محمد قلل من بكائك فقد الهيت حملة العرش عن تسبيحهم وقل لأخيك الاعرابي لا يحاسبنا ولا نحاسبه فإنه رفيقك في الجنة.

في ميسان ندوة حوارية للاعلاميين

في ميسان
ندوة حوارية للإعلاميين عن حرية الصحافة والتعبير
ميسان – خاص
عقدت جمعية الصداقة العالمية لحقوق الإنسان في ميسان ندوة حوارية للصحفيين والإعلاميين حول حرية الصحافة والتعبير .
وأكد حكيم زاير مدير الجمعية " سعت جمعيتنا ومنذ تأسيسها على أقامت الندوات وورشات العمل والمؤتمرات التي تهم المواطنين والمثقفين والنخب العراقية ومن بينهم الصحفيين والإعلاميين الذين قدنا لهم ندوة حوارية لمناقشة واقع حرية الصحافة والتعبير في العالم والعراق".
وأضاف زاير" حضر الندوة مراسلو الصحف والفضائيات العراقية ووكالات الإنباء ورؤساء المؤسسات الصحفية العاملة في ميسان وقدم فيها الصحفي حيدر سليم الحسني محاضرة موجزة ومهمة عن تاريخ حرية الصحافة والتعبير في العالم منذ نشأة الخليقة وما جاء في القوانين السماوية والوضعية ".
من جانبه أكد محاضر الندوة الصحفي حيدر سليم الحسني " قدمت في المحاضرة شرح مفصل عن نشئة حرية التعبير منذ ان عرف الإنسان فن التواصل مع الآخر ومن ثم تطور وسائل الاتصال في مجال الصحافة وواقع حرية الصحافة في البلدان الغربية والعربية ".
وأشار الحسني "وأعطيت نماذج عن حرية التعبير وحرية الصحافة في بلدان تعتبر متقدمة حضاريا وبين بلدان متأخرة وأخر تقارير منظمة مراسلون بلا حدود عن واقع حرية الصحافة في البلدان العربية والعراق على وجه التحديد ". وأوضح الحسنى " خلصت ندوتنا الحوارية التي تخللتها حوارات معمقة بين الزملاء الصحفيين والإعلاميين إلى ضرورة منح الإعلام في العراق هامش كبير من الحرية المنضبة كي تأخذ دورها في بناء المجتمع وان تسارع الجهات الحكومية بإقرار قانون حماية الصحفيين ".

في ميسان افتتاح بطولة الجائزة الكبرى لوزير الشباب والرياضة للفرق الشعبية

في ميسان
افتتاح بطولة الجائزة الكبرى لوزير الشباب والرياضة للفرق الشعبية

ميسان – خاص
افتتح المهندس علي كاظم خلف نائب رئيس مجلس محافظة ميسان بطولة الجائزة الكبرى لوزير الشباب والرياضة للفرق الشعبية في محافظة ميسان.
وأكد أياد نعيم ألساعدي مدير شباب ورياضة ميسان " افتتحنا اليوم بحضور نائب رئيس مجلس محافظة ميسان بطولة الجائزة الكبرى لوزير الشباب والرياضة بمشاركة (20) فريقا شعبيا في مركز واقضية ونواحي محافظة ميسان والتي تقام برعاية المهندس جاسم محمد جعفر وزير الشباب والرياضة ".
وأضاف ألساعدي " وتم في حفل الافتتاح استعراض الفرق المشاركة في البطولة وتوزيع التجهيزات الرياضية لها والتي شملت ادريسات وشورتات وأحذية رياضية مقدمة كهدية للفرق المشاركة من قبل وزير الشباب والرياضة ".
وأشار ألساعدي" وستوزع المباريات على خمسة ساحات شعبية هي ساحة الحسن العسكري والرسالة والماجدية والصناعة والاستقلال وللفترة من 1/8/2008 ولغاية 15/8/2008 ووفق نظام التسقيط الفردي".
من جانبه اكد علي كاظم خلف نائب رئيس مجلس محافظة ميسان" نحن نقدم كل دعمنا في مجلس محافظة ميسان لقطاع الشباب والرياضة وسنعمل جاهدين على توفير أجواء وبناء تحتية مناسبة لتطوير هذا القطاع المهم والحيوي وما بطولة اليوم الا خطوة مهمة أقدمت عليها وزارة الشباب والرياضة لخلق اجواء منافسة وطنية لكل المحافظات نتمنى ان يوفق كل العاملين عليها".
ويذكر إن لجنة الأعمار التي شكلها رئيس الوزراء نوري المالكي بعيد تنفيذ حملة بشائر السلام في ميسان منحت قطاع الشباب والرياضة أربعة مليارات لتطوير البنى التحتية لمؤسسات الحركة الشبابية والرياضية في ميسان .

حلاق أيام زمان ... ممرضا وختانا

حلاق أيام زمان ... ممرضا وختانا

ميسان/سامي الشواي

في محافظة ميسان أيام زمان كانت الحياة بسيطة وميسان على غير الاتساع الذي هي عليه ألان من تراثيات ميسان مهنة الحلاقة وهي مهنه عريقة توارثها الآباء عن الأجداد والحلاقة تعني إزالة الشعر والحلاق الذي يحلق الشعر يقال له(مزين)والحلاقون (مزاينه) وكانت الحلاقة في ميسان على أنماط وطرائق شتى بحسب أعمار المحلوقين والتقاليد الاجتماعية حيث حدثنا الحلاق الحاج هاشم عبد الحميد القيسي عن حلاقة الشعر في ميسان في قديم الزمان وفي الحاضر فقال ...إن إزالة شعر الرأس في بقع مختلفة من الرأس حسب رغبة الزبون والحلاقة أنواع عند حلاقه الشعر يترك مقدمة الرأس وتسمى (الكذله) وتزين الكذله بخضرمه زرقاء تلصق بالشعر وهذه تسمى (سجريه ) ونوع أخر يحلق الشعر ما عدى مرتفع الرأس فيبقى الشعر على وضعه وتسمى (حدريه)وطريقه أخرى تحلق الزلوف فقط وجوانب الشعر وهذا النوع يسمى(الحفر) وهناك حلاقه تسمى زيان(الحواف) حيث تتم الحلاقة على حافات الرأس بواسطة الموس وهناك زيان(ألمجيدي) وهو إن الحلاق يقوم بحلاقة وسط الرأس بحيث تكون محاطة بشعر دائري يقال له كعكوله نوع أخر يسمى زيان (التواليت )أو ما يعرف بسبورت وهو النمط الحديث الذي يمارسه الحلاقون الشباب والصبيان منذ العشرينات حيث تتم إزالة قسم من الشعر وإبقاء القسم الأخر وأضاف الحلاق هشام في وصفه لحلاق قديم قال كان الحلاق يتخذ دكه له في رأس الطرف أو شارع من الشوارع مكانا له لممارسة عمله أو يتخذ دكانا في الأسواق أو المحلات الماهوله بالناس وهناك الحلاق المتجول الذي يحلق الناس على قوارع الطرق باجر زهيد واحيانآ يتطلب الأمر قصد البيوت ليحلق رؤوس أصحابها وأشار الحاج هشام إن بعض الحلاقين كانوا يذهبون إلى القرى وأرياف المدينة كل شهر أو شهرين بعد اتفاق مسبق مع أهلها راكبين الحمير وحاملين عدة الزيان وما أن وصلوا إلى القرية ألمعينه حتى ينادي من أبناء تلك القرية بأعلى صوته (أجه المزين ...أجه المزين) أي أتى الحلاق فيهرع الفلاحون ليحلقوا رؤوسهم وأوجههم على مختلف الأنماط مقابل عينات من الحنطة والشعير وهناك أعمال أخرى والتي يقوم بها الحلاق هي ممارسة(الحجامة) وهي عملية تشريط الظهر بموس الحلاقة ثم تضع له الحجامة والتي هي أشبه بكأس صغير ولازلنا نمارسها بالاضافه إلى معالجة المريض من مرض عرق النسا ولديه خبره في هذا المجال حيث يأتي العديد من أبناء المحافظات للعلاج من هذا المرض وقد شفي الكثير منهم وكان الحلاق في قديم الزمان يقوم بقلع الأسنان بواسطة(الجلابتين) ومعالجة ألصره(الوكعه) وان الحلاق ايضآ كان يمارس عملية ختان الأطفال حيث يقوم الحلاق بمساعدة شخص في مسك الطفل وإجراء عملية الختان ومن المواقف الطريفة قال لي الحلاق هشام بان احد الشبان قد جاء للصالون لأحلق له من خارج ألمحافظه فقال لي(زيني غرفتين وهول)حيث مودة جديدة تسمى بهذا الاسم في ذلك الوقت فأراد منه أن يبين حلاقة فأجابني إن احلق جوانب خفيفه ويترك قمة الشعر فوافقت على حلاقة بعد وضع المقص على شعره تكلم معه هل تريد غرفتين وهول شيلمان أو حديد فضحك وقا لي إني سامع حلاقة مودة غرفتين وهول وعن كثرة الزبائن في أي يوم فقال في أيام الخميس والجمعة والعطل الرسمية والأعياد الدينية واخيرآ كلمة(نعيما) نقولها للزبائن كانت ولا تزال هي ألمرادفه بإنهاء الحلاقة حيث الختام

المظلة

المظلــة

*تحسين عبد الرضا حسين
في صباح ممطر.. الشتاء نشر أمطاره على معظم الأشياء ألمحيطه بنا , نهض من فراشه واخذ يجول ببصره من نافذة غرفته المطلة على الشارع , كل شيء من حوله مبلل حتى أسلاك الكهرباء راحت ترتعش من قطرات المطر .
اليوم هو يوم شتائي , قليل ما يجود الشتاء بمطره في مدينته .. أنه يوم مميز حقا ..
(( اللهم اجعل أول يومي هذا صلاحا ووسطه فلاحا وأخره نجاحا )): هذا دعائه المعهود الذي يتمتم به مع إطلالة كل صباح .. توجه نحو الحمام ليغسل وجه واخذ يمشط شعره نظر بالمرآة كالمعتاد ولكنه اليوم فوجىء بشعرة بيضاء غريبة غزت وتربعت على صدره هذه المرة . تأملها قليلا وراح يتمتم يا للهول الشعر الأبيض غزا رأسي وراح يزحف نحو صدري .. لا حيلة لهذا الأمر اخذ يصبر عن نفسه ويطمئنها إن سنوات العمر نضجت ثمارها .
ارتدى ملابسه على عجلة من أمره كالعادة وهم بالخروج من البيت وإذا بأمه تناديه قبل خروجه من البيت . ولدي العزيز خذ مظلة أبيك لتحميك من المطر . أجابها شكرا لك يا أمي تتذكريني في كل شيء ؟ وتسائل في نفسه: (( كيف للزوجة أن تكون أما وزوجه في آن واحد )) . هيهات . هيهات .

وصل إلى السوق وفتح دكانه الواقع في قلب المدينة وسط السوق الذ يعج بالعربات والعبرات فالعربات تحمل كل صباح للسوق البضاعة المرسلة من العاصمة إلى كل الدكاكين أما العبرات فالشهر محرم وبضعة أيام تفصلنا عن عاشوراء الإمام الحسين (ع) مكبرات الصوت تدوي في كل مكان ...الشوارع اتشحت بالسواد ...اللافتات معلقة على كل الجدران تندد بهذه المأساة وتلعن (يزيد) وكل سفاحي العالم وكل قتلة الطفولة.

. مطر... مطر....مطر منذ ساعات الصباح الباكر والمطر ينهمر يا نعمة الرب هذا العام خيرا أن شاء الله .
بدأ ببيع بضاعته للناس وطرح مظلته في مكان يابس لكي ينشف الماء الذي علق بها وبأسلاكها المعدنية راح يقف بباب الدكان تارة ثم يعود ويجلس على كرسيه تارة أخرى مشهد المطر فرصة لا تعوض ثم عاد بإصرار مقصود وكان يشعر لحظة بعد أخرى أن شيء ما سيحدث ولا بد أن يحدث غير انه لا يمكن أن يستمر وكل ما تقع عينيه على المظلة يرى قطرات الماء وهي تنزلق من قماش المظلة . ا لوقت صار ظهرا والشارع بدأ يودع رواده وهم على عجلة من أمرهم هذا الذي يضع كيسا بلاستيكيا على رأسه وهذا الذي يغطي رأسه بجريده وهذا الشاب الذي لا يبالي بالمطر وكأنه يتحدى المطر عاد إلى كرسيه وأطلق لسيجارته العنان الجو رومانسي يشجع على التأمل هدأت الحركة ودب السكون في كل مكان وقف عند الباب.. يا أللللللللللللللللللله .... ما هذا ما بال هذه الفتاة تضم رأسها تحت سترتها وتلوذ مثل العصفور بين ثنايا المكان . رق قلبه وخفق مسرعا ولكنها تجاوزته بحركة خاطفة وتمنى في هذه اللحظة أن يكون قلبه لها مظلة وينشره على كل أنحاء جسدها الرشيق وسرعان ما عادت ثانية وبنفس العجالة الأولى إلى مكانها الأول واستنتج أن عودتها إلى مكانها الأول حتما لأمر طارىء او نسيان شيء تريد أخذه . فجأة قفزت بباله فكرة أن يعطيها مظلته أن عادت مرة ثانية ودخل مسرعا وجلب مظلة أبية كأنها إكليل ورد سوف يسلمه إلى الفائز الأول في ماراثون طويل وفتح المظلة ووقف تحتها عسى أن تعود ويقدمها لها لتحميها من المطر .. يا ألللللللللللله ... لقد ظهرت ثانية مسرعة كعادتها تتنقل بخطى كأنها تطرز الأرض بالورود والفراشات كأنها خطوات طفل تعلم المشي توا . أحس بقشعريرة تسري في بدنه وفكر انه لا بد أن تمر من أمام دكانه لا بد أن تمر من أمام الباب. قلبه اخذ يخفق بهذه الثواني القليلة وهو يتأمل وجهها ويحوم بنظراته حولها يريد اصطيادها , هذه الثواني أصبحت ساعات وأخيرا اقتربت أكثر ثم اقتربت أكثر وألان هي بقربه تماما وأطلق للسانه العنان وقال توقفي رجاءا وخذي المظلة لتحميك من المطر رفعت رأسها ورسمت ابتسامة مبلله على وجهها الأبيض وقالت شكرا وبحركة خاطفة رشيقة مدت يدها وتناولت المظلة وغادرت المكان.
أخيرا لقد نطقت بأربعة حروف فقط قالت شكرا ما أجمل نبرة صوتها وتمنى أن تقول له جملة تحتوي كل حروف اللغة العربية ولكن أربعة حروف لا بأس بها فهي أفضل من السكوت غابت عن ناظريه ولكنها لم تغب عن باله وتسأئل هل يستطيع أن يطرق باب قلبها ؟؟ انه باب موصد هل يمتلك يا ترى مفاتيحه ويقول بنفسه أتراني اعصر حجرا لاخرج منه ماء؟؟؟ .
كم تمنى لو كان الجو صحوا لتمكن من رؤيتها بصورة أجمل واقل سرعة ولكن كيف والمطر اليوم نعمة فهو سبب في أن تكون مظلة أبيه بين أناملها الناعمة البيضاء وعاد يبحث في ذاكرته مقلبا صورتها في فكرة ما أحلى وجنتاها البيضاويتين حتى أن ماء المطر روى هاتين الوجنتين حتى توردت فزادها المطر جمالا طبيعيا دون مكياج فكان عقله شارد تماما وحواسه مشغولة بأمر واحد فقط كيف يعرف ولمن يسأل عن وجهتها والشارع قد ابتلع خطاها بسرعة هل يسأل النسمات الباردة أم حبات المطر وهو في هذه ألدوامه من التفكر وإذا بصديق له رمي عليه التحية من بعيد تنبه ورد له وعيه ورد عليه السلام وأحس انه مبلل تماما من رأسه حتى أخمص قدميه وتبين له منذ لحظة إعطاءها المظلة إلى الآن هو واقفا تحت مرزاب الماء وبدأ بصراع مع نفسه أيدخل أم يظل واقفا حتى يأتيه الجواب عن تساؤلاته؟ هل لها عوده أخرى أم غابت هي والمظلة . ثم غادر باب الدكان وعاد إلى كرسيه ساخرا من نفسه وضاحكا من عقله الصغير .

الحدائق العامة مكان لهروب كبار السن في العمارة


الحدائق العامة مكان لهروب كبار السن في العمارة



ميسان/ للزميل المرحوم محمد الحمراني



الكثيرون من كبار السن في العمارة بدأت تزعجهم البيوت الحارة والكهرباء المقطوعة لذا اقاموا مايشبه الاحتجاج الجماعي فتركوا البيوت للنساء والاطفال وبدأوا يقضون ساعات طويلة في الحدائق العامة...الحاج جاسم محمد يقول عن هذا الموضوع مايلي: طبعا الحرارة هي السبب وكذلك الاطفال الذين يبكون باصوات مرتفعة ويزعجوننا فبدأنا نحن بعض المتقاعدين وكبار السن في اللجوء إلى حدائق شارع دجلة وسط العمارة وفي هذا الشارع توجد العديد من الحدائق التي تحولت إلى كازينوهات ويوم بعد اخر بداء كبار السن يجتمعون حول طاولات الدمينو والطاولي والشيشة وبعضهم شكل روابط تهتم بالمتقاعدين وآخرون شكلوا روابط ثقافية...لذا وجودنا في الحدائق نوع من الهروب من مشاكل المنزل.الاستاذ امير الامين وهو معلم متقاعد قال حول هذه الظاهرة مايلي: الكثيرون من كبار السن كانوا يعملون في دوائر مختلفة ولهم صلات وتعارف سابق ولكن الحرب الاخيرة فرقتهم وبدأ كل واحد منهم يجلس في منزله ولكن حرارة الجو في هذا الصيف القاسي جعلت بعضنا يهرب إلى الحدائق وفيها بدانا نجمع أصدقاءنا ونتواعد للجلوس في مقهى محدد لنكون على تواصل مستمر.السيد علي خيون قال: انا حقيقة هارب من العائلة فهم يطلبون مني ان اذهب إلى (الصمون) وكلك إلى البنزين والغاز والتسوق وانا رجل كبير في السن وأولادي لا يقدرون كبر سني ويعتبرونني فائضاً عن الحاجة فيقولون لي انت بلا عمل فاجلب لنا هذه الاشياء وانا ارفض ان تكون مهمتي في الحياة هي تقديم الخدمات لمن هم أصغر مني عمرا لذا انا التقي اصدقائي في الكازينوهات لنتحدث عن ذكريات الشباب وعن المشاكل اليومية طبعا ونخوض مباريات في الدومينو وكل ما نريده هو البحث عن لحظات السعادة.السيد سامي جاسم ضابط سابق في الجيش قال: بيوتنا اصبحت حارة وفي هذا الصيف عشنا قسوة كبيرة بسبب ازمة الوقود وانطفاء الكهرباء الابديلذا نحن كبار السن نهرب من البيوت من اجل الحصول على الراحة ولو لساعات قليلة.الدكتور ايهاب احمد متخصص في علم النفس قال عن هذه الظاهرة: الكثيرون من كبار السن ليست لديهم الطاقة للتعامل مع باقي افراد العائلةفهم يتمنون ان يعيشوا في حياة مستقرة لاتوجد فيها مشاكل ويبحثون عن وسائل الراحة التي هي الان غير متوفرة في اغلب بيوتنا الفقيرة حتى انني في عيادتي بدأت اطلب من كبار السن الذين يراجعونني بعدم سماع الاخبار والنزول إلى الشارع والاستمتاع مع اصدقائهم في الحدائق والمقاهي لان في ذلك ترويحاً عن النفس من الضغوطات التي تطوق حياتهم وفرصة للخروج من الانزواء الذي يولد الكآبة لدى كبار السن.اذن الحدائق العامة في العمارة هي مكان لهروب كبار السن من الحر ومشاكل العائلة واخبار الحروب والموت الذي تزفه لنا الفضائيات يوميا وكذلك توفر جواً من السعادة والشللية ربما تذكرهم بايام الشباب لان بعضهم يقضي يوميا اكثر من عشر ساعات في هذه الاماكن والبعض الاخر يقول الحدائق هي المتنفس الوحيد لنا في العمارة.

بين اعشابيها تصلي النجوم

أسرة ميسان ماسة العراق المحترمون
تحية لجميع الاخوة في ميسان الحبيبة وليكم من بلد الثلج السويدهـذه القصيدة
محملة ً بالشوق إلى دجلة وإلى شارع التربية وإلى نخيل ميسان الشامخ
الشاعر
حسن رحيم الخرساني
السويد
almdar2211@maktoob.com
بين أعـشابـِها تصلي النجوم
---------------------------------- حسن رحيم الخرساني
ليس َ لي سلم ٌ ـ كي تحط َ على
كلماتي العـيون ُ..
لتبقى السماء ُ طريقا ً
وأبقى أنا
حيثما كان قـلبي
أكون ُ..
-----------------{ أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُالمعـنى بصوت ِ الياسمين }
من موتـِها
تتسلق ُ فوق َ نـور ِ
النخيلْ ،وللغـياب ِ
تـُغـني بأسمائِها ـ نجمة ٌ ـ
ولا تخـتفي
مثـلَ حلم ٍ قـتيل ْ..!
----------------
عـلّمتْني العصافيرُ
أنْ أنتمي .. ولا أنتميْ
عـلّمتْني العصافير ُ
أن ّ الهـواء َ دمـيْ ؛
وأن ّ العـراق َ يتيم ٌ بذاتي
وذاتي بذاتي ـ بلى ـ
يحتمي .
-------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
للغـيوم ِ
توزع ُ وجـه َ السواد ِ
ولاتنحني ..
تطعـم ُ الموت َ ما يشتهي
القبر ُـ هـذا البساط ُ دمـي ـ
هـذا المكان ُ به ِ
لبن ُ العاصفة ْ..
روحـُها تـنهل ُ النور َ
بأسرارهـا ..
وتبقـى كأيامنا
واقفـة ْ ..!
-------------
المعـنى : أنـّك َ تخرج ُ
من شهوة ِ التقـاطيع
وتأخـذ ُ نورَ الأفـولْ ؛
لأن ّ المسافـة َ
بين الفـراتين ِ ـ أ ُنثى ـ
وأنت َ ربيع ُ الحقـولْ ..؛
وأنت َ... أنا
ولاصورة للدم ِ ..
ذائـب ٌ في كف ِّ ليل ٍ
يـُشاركُني مأتمي .
---------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
قلقـي
شمس ُ الوقـت ِ
ـ في الداخل ِ ـ أتوهـج ُ
من أثـداء ِ الموت ِ ..!
---------------
يهـبط ُ النورُ نخلة ً.. نخلة ً
في قـوافـل ِ هـذا الجسد ْ
تحمل ُ الأرض ُ موتـَها
ـ سكرانة ًـ
مثـل َ هـذا الزمانْ ؛
كان صوتا ً لوجهي
والآن َ
صوتا ً يابسا ً
للمكان ْ ..!!
--------------
ليس للـريح ِ
سوى أصواتـِها
تتوارى
بين قلبي والطريق ْ
جثث ٌ
تبحث ُ عن أنفاسـِها
ـ بين الجثث ـ
عـبثا ً..قالت ْ
لنا الحرب ُ:
لكم هـذا الشهيق ْ.
--------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
تحت َ أسرارها
جلست ْ نخـلة ٌ
وأنا
وواد ٍ
لنا جـرحـُها .
-------------
المكان ُ رغـبة ٌ
نزعـتْ ثـوبـَها .. فجـرَها
والروح ُ حيرانة ٌ
تحمل ُ مـوتـَها .
------------
بين يـديـها ، الفضاء ُ
يخط ُ على وجنتيه ِ
أسمـَها ..
وجهُها لغة ٌ للنهارْ ؛
لكنـّها ـ ذ ُبحتْ ـ في الطرقاتِ
بأيـد ٍ
أظافرُها من غبارْ..!
--------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
معي تتنقل ُ
تحلم ُ مثـلي ـ تتوارى ـ
في جميع ِ الجهات ْ؛
ليلـُها نور ٌ ، به ِ
أحيا ؛ وفـيه ِ
ماء ُ دجلة َ
والفراتْ .
------------
له ُ نشوة ُ الطين ِ ، هـذا الفراغ ُ
يأخـذ ُني للرحيل ِ مكانا ًـ وللرحيل ِ
كلام ْ ..
طيفـُه ُ للصباح ِ فراش ٌ ، وموجة ٌ
للظلام ْ ..!
-------------
في منامي
يتوفى الضوء ُـ روحي إليه ْ ـ
ويبكي أمامي ؛ كأني أنا
جئت ُ من مقلتيه ْ
-------------
عليها
قـميص ٌ من الشمس ِ
وفي مقـلتيها تـُصلي
النجوم ُ..
وحـدها للمكان ِ ـ كتاب ٌـ
يـذوب ُ فيه ِ الزمان ُ
إنها بيت ُ فجر ٍ
لقلبي ..
بين أعشابـِها
كان حبي ..
-------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
أدخل ُ
في كأس ِ الحب ِـ مثل َ
نبي ٍ
يتوهـج ُفي المستحيلْ ..!
-------------
مدن ٌ تسبقـُني للمكانْ
أنا فيها تراب ٌ
أنا فيها زمانْ ..
قالتْ الأرضُ : هنا أ ُغـنيتي
وتوارى ـ في حليبِ الشمس ِـ
تلك الطائرانْ ..!!
-------------
جالسا ً ـ كالفجر ِـ تحتَ
ظلِّ النخيلْ ..
حزنـُه ُ شمعـة ٌ
وليل ٌ طويلْ .
------------- { أسمـُها لا يـُرى تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
على صدرها ـ للضوء ِـ ثمة َ أعـين ٌ
ترنوـ بأهـداب ِ النخيل ِـ لنلتقي
ناديتـُها ـ يايقظتي وتأمـُلي ـ
لغة ٌ أنا ـ
سُجنتْ بصحراء ِ الجليد ِـ وليسَ لي ـ
إلا ّ الطفـولة َ.. دجلة َ
وبقايا قـلب ٍ مـُتعب ٍـ في مَعـزل ِـ
--------------
على صدرها يغـفو الفرات ُ
ويستحي مما جـرى ..
لكن َّ فـيه ِ دم ُ الحسين ِـ له ُ ثرى
يغـفو ...ولا
يتقـرب ُ النوم ُ لعـينيه ِـ ولا
عـيناه ُ ترتحلان ِ ـ كالأمس ِ ـ
هـذا فـرات ُ الغاضرية ِ ـ نبعـُه ُ ـ 1
جسد ٌببغـداد َ
وبرق ُ ضيائـِه ِ ـ ثوب ٌ
إلى القـدس ِ .
------------- { أسمـُها لا يـُرى ـ تملك ُ المعـنى بصوت ِ الياسمين }
على صدرها ـ قـبر ٌـ عـليه ِ
ظل ُّ الغـراب ِ
وما توارى في يـديه ِ..
موتى تـُقاتـل ُ بعـضَها ـ والسامري ُ ـ 2
هـو الإله ُ ـ باق ٍ
يـُداعـب ُ مقـلتيه ِ..!!
-------------
على صدرها
شاهـدت ُ أزمـنة ًـ تطوفُ
بفـعـلِها ـ ولها ...وليسَ
لها طريـقْ ...
شاهـدت ُ وجهي َ ـ مثلَ
ناقـة ِ صالح ٍ ـ والقاتلين َ
بلا شهيـق ْ..!
-------------
على صدرها
كان الصباح ُـ كما يـُريد ْ..؛
حياء ُ العـذارى ـ يستريـح ُ
بضفـتيـه ِ...من الوريد ِ
إلى الوريـد ْ.
---------------
أسمـُها المعـنى
بصوت ِ الياسمين .
----------------
هامش :
1 ـ الغاضرية : أسم ٌ آخر لكربلاء
2 ـ السامري : الآية84 ــ من سورة طة

تمضون ابرياء ... ونحن في الاثر؟


تمضون ابرياء ... ونحن في الاثر؟
للزميل الشهيد نزار عبد الواحد
لايسعنا الا ان نعود الى اجترار الالم ونحن نفقد يوميا زملاء اعزاء لنا لم يكن لهم ذنب سوى نقل الحقيقة ، مع كل مجريات الواقع الهش امنيا لم نرصد أي موقف حازم من الحكومة امام موجة القتل المقصود لفرسان وفارسات صاحبة الجلالة ، الى متى يبقى التلويح ببيانات ومواقف استنكار فرغت محتوياتها من كثرة التكرار الم تخجل الحروف وهي تسطر نعيا وتابينا للذين اشبعوها الفة وحبا معبرة بصدق عن معاناة وشكوى مكبوته وانةٍٍ مختزنهٍ اوتنقل صوت ظلامة ساقتها ايادي جلادي بلادنا في مختلف المراحل الزمنية ، الم يكن نبض الشارع همهم الباعث فيهم روح البحث والتقصي لتكون الصور كاملة الابعاد ، ام يريد الظلاميون ان تبقى الصوره قاتمة وناقصة امام مراى الجميع . مع كتابة سطورهذا المقال وحسب مااعلن فان عدد الصحفيون والاعلاميون الذين راحو ضحية عمليات العنف والارهاب بلغ 190 شهيدا ، ثلة مباركة لم تفرق رصاصات الغدر بينهم للاعتبارات التي اكره ان اضمنها كلماتي ،لعل جميع افراد الاسرة الصحفية والاعلامية العراقية متفقون على ان دمهم صار مباحا ومهدورا وليس لهم حام او مدافع سوى مايخطه القدر ، ولسنا اليوم في موضع الاستنجاد من هذا او ذاك لاننا عزمنا ان نمضي بالدرب حتى نهايتة وفاء لدماء احبائنا الزاكية ، لانريد بعد اليوم قانون او تشريع او اجراء يحمينا ففي اعناقنا دين نأمل ان نرده يوما للماضيين . سنبقى مثل فراشات الليل التي تطير الى حتفها ،حاملين قبس الحقيقه لنخط صفحة جديدة نسير معها عكس التيار الذي سنجرفه حتما بهمة اولها موضوعية واوسطها حيادية واخرها مسؤولية . اليوم نعمد انفسنا مع اطلالة الذكرى الرابعة لسقوط سطوة التكميم القسري معلنين ان مافقدناه طوال السنين الماضية وماينتظرنا من مصير مجهول سيهفوا باروحنا الى حيث استراحت انفس اطلقت صرخة مدوية ملات اركان الفضاء باحتجاجها المضرج بالدم العبيط. وانتم يامن ابحتم دمنا لاتتركوا احد منا ولاتاخذكم بنا رأفه اسحقونا اقتلونا ،اقتلوا حتى اطفالنا واسحقوا كل جميل في بيتنا ، لن نكتب في وصيتنا بأن يؤخذ ثارنا او ان يطالب ذوينا بدية دمائنا ولكن فقط نطلب ان يعترف من قتلنا بأنه اراد قتل الحقيقة الكامنة فينا مغموسة بحب الوطن . واليكم ايها المكللون بالغار والياسمين نقطع العهد باننا سنمضي في اثركم ولن نرتد امام من يحسبون بانهم الخطر ، ولنجعل منابرنا وقنواتنا المتنوعة متراسا يحمي مبتدانا ومنتهانا ولنشحذ افكارنا لنضع امر حياتنا في نصابه المنطقي والمعقول فخسارتنا بالمبدع الفاعل مضاعفة بالتاكيد وليكن فينا صوت متجدد يحثنا دوما على الفعل الذي يبقينا في راحة ضمير. اامل ان تكون جهودنا في المرحلة القادمة مركزه على دعم مؤسساتنا النقابية المهنية ولنجعل منها نقاط ضوء نحو بناء اسس رصينة تنهض بالعبء الثقيل للوطن المبتلى بكل شراذم الموت ، واود الاشارة الى بادرة مازال شذاها يملأ الانفاس حينما تصدت كل وسائلنا ا لاعلامية الى قضية زملائنا من موظفي وزارة الاعلام المنحلة وتم تبني مطالبهم المشروعة وكيف بدا فن الرفض والتصدي يتجلى بصور حضارية انتهت نهايةاعتقدها مفيدة للجميع ، هذة صورة استحضرتها اشعر ان طاقتنا تحوي المئات من صور رفض القتل اليومي الذي يطالنا مع صمت الاخر المطبق ودعوتي للجميع بأن يتأملو في وضع افكارهم موضع التطبيق ولنجعل دمنا نبراسا لشد لحمة الوطن فرسالتنا تقتضي منا ان نكون صوت الشعب المؤثر ،انها قضية علينا ان نعطيها حيز العمل الجاد لنكون قد انجزنا مايبعث الراحة لارواح الابرياء من احبائنا الماضيين .

ميسان ماء القمر


ميسان (ماء القمر صورة مدينة تشاطئ الحلم وانهكها الزمن وفتك بها الاهمال )


علي رشيد


على حافة الحلم واخريات المياة حيث الاهوار تتسع في فضاء متخيل والصورة لن تكتمل الا بنخيل ومشاحيف واناس طيبين تشاطئ دجلتها في هزيعة الجنوبي لتفترش لها من جسد العراق متسعاً خصباً ومعطاءاً غني بثرواته ثري باهله مورق بهبات الهية ليس النفط اخرها .. وحيث تاخذ بتلابيب النهر تتقسمه بين مناطقها فروعاً توغل في الارض حتى تروي أخر شبر من ارضها فالبتيرة والكحلاء والمشرح والمجر الكبير وغيرها لاتمثل أنهراً للحياة فقط بل للحلم والامل وأشياء أخرى لم يحصيها الا الميسانيون على أمتداد سنين مدينتهم الموغلة في الزمن .
ميسان دولة عربية الاصل والاسم القديم (خاراكس ) ولم تعرف هذه باسم ميسان الا في القرن الاول الميلادي وتشير المراجع أن الاسكندر المقدوني بنى هذه المدينة عام 324 ق.م على مرتفع صناعي عند ملتقى نهر الكارون بنهر دجلة بعد عودته من الهند لدراكه اهمية دور الخليج العربي التجاري والملاحي بين الشرق والغرب والذي يربط بين الهند وعاصمته المقبله بابل التي اراد ان يجمعها عسكرياً بهذه المدينه(ميسان) ورد اسم ميسان باللغة الاغريقية بالصيغة (ميسن ) وفي الترجمة الارامية (ميشن) أي بمعنى المدينه المسورة . وذلك بسبب السدود العظيمة التي بنيت حولها فكلمة ميسان البابلية تعطي معنى (ماء القمر ) ويقصد بذلك المياة التي تتاثر من أوضاع القمر واحداثه المد والجزر وكانت ميسان كورة واسعه كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط وفيها قبر العزير ويتبعها ادارياً المذار والبطائح وكان المثل يضرب بخصوبتها في العهد الاسلامي منذ العصور القديمة باعتبارها مدخل البضائع الهندية والعربية الى دول الهلال الخصيب كما اصبحت مركزاً لسك العملة خصوصاً في الفترة الاموية اذ وجدت عملة صكت في هذه المدينه في سنة 79 هـ وذكرت الدراسات في مطلع القرن التاسع عشر نشأت في جنوبي أرض بابل تحت حماية السلوقيين ثم تتدرجت في سلم القوة واصبحت دولم مهمة حكمها ثلاثة وعشرون ملكاً ويعتبر هيسبا وسين أول ملك ميساني أعتلى عرش ميسان سنة 165 ق.م
(سكان ميسان ) ان السكان الاصلين في منطقة ميسان منذ ايام الامبراطورية الاشورية هم من الارامين أي عرب الجزيرة العربية الذين نزحوا الى بلاد الشام واستوطن قسم منهم ضفاف الخابور والفرات كما توغل قسم أخر منهم الى بلاد سومر واكد جنوب العراق واستطاعوا ان يكونوا دولة مستقلة في فترة الاحتلال الاخميني تحكمُ نفسها بنفسها وهذا ما يدل ان حكم الاخمينين كان أسمياً اضافة الى ذلك هناك اشارات قديمة تذكر أن قبائل عربية أستقرت في هذه المنطقة وما جاورها من المناطق الاخرى في الفترة التي سبقت الاسلام مثل قبائل بكر بن وائل التي أستقرت في منطقة كرمانة وقبائل حنظلة التي استقرت في الرميلة وان العرب قد توغلوا شرقا الى الاقسام الجنوبية من فارس عن طريق مملكة ميسان وتذكر
(1)
النقوش الميسانية أن مجتمع هذه الدولة مجتمع زراعي تجاري يتكون من شرائح مختلفة كالعبيد والعمال الزراعين والشريحة البرجوازية .
(الدين واللغة) في دولة ميسان ماكان يختلفون في عبادتهم عما كان يعبده العرب في شبه الجزيرة العربية لذلك نفترض أنهم عبدوا اله الشمس او القمر واله اخرى مع اننا لانملك الأدلة على ذلك ولااسماء الالهه سواء اله واحد عبده العرب الميسانيون هو اله( بعل)ولانستبعد اله الات لان لهذا الاله مكانة فريدة في معتقدات العرب قبل الاسلام ويظهر ان الديانة المسيحية انتشرت في ميسان واحتوت خمس مطرانيات . ان لغة عرب دولة ميسان لابد أن تكون من اللهجات التي يتكلم بها عرب الجزيرة العربية اضافة الىذلك استعملوا اللهجة الارامية والتي كانت سائدة في كل الدول والامارات العربية اما الخط فهو الخط الذي كتبُ به المسكوكات فهو الخط الارامي في سنة 8 م .
(بضائع المملكة )البضائع التي كانت تتاجر بها دولة ميسان منها أنتاج محلي مثل اللؤلؤء والتمور و الاخرى تستورد وتستهلك والقسم الاكبر كان لتجارة المرور ( الترانزيت ) والتي من خلالها تحصل على ارباح كثيرة وهي التوابل والبخور والمر واللبان وتصدر من مؤانى اليمن الملابس والنبيذ والحرير الارجواني ويصدر من فينيقيا خشب الصندل والصاج والابنوس والحرير الصيني وبعد عقود من الزمن قسمت ميسان ادارياً الى ثلاثة اقسام :-
1- المذار وهي مركز الولاية في ميسان حيث تقع بين واسط والبصرة وبها مشهد عامر كبير جليل قد انفق على عمارته الاموال الجليلة وتساق اليه النذور وهو قبر عبد الله بن علي بن ابي طالب (ع) .
2- البطائح جمع البطيحة لان المياة تبطحت واتسعت وسالت في الارض حيث طغى الرافدان دجلة والفرات طغياناً هائلاً مرة واحدة سنة 628 م بحيث لم يعد بامكان أي مجهود بشري ان يقف بوجهه ادى الى انهدام السدود ومشاريع الري ثم تحول الانهر عن مجاريها وتحولت الى مستنقعات واهوار تمتد بسعتها كالبحر وصارت تعرف في زمن العرب البطائح يعني (الاهوار) وهم النسل المباشر للسومريين الذين عاشوا في العراق قرابه خمسة الآف عام حيث اسسوا دولاً وحضارات كالسومريين والبابليين والكلدانيين .
3- (الطيب) سكنها الكلدان وعندما دخلتها جيوش المسلمين وجدت بها الصابئة المندائيين أي مابين كورتي واسط والسوس ولهم قلعة اثرية قديمة تقع بجوار مخفر الطيب الان وهي ذات ابراج متهدمة ويقال انها حصن من حصون الصابئة وتسمى القلعة .
(أعلام ميسان ) من اعلام ميسان في ذلك الحين :-
1- سهل بن هارون كان من رجالات البلاغة والعلم والحكمة في دولتي الرشيد والمأمون وكان قيم بيت الحكمة في عهد المأمون .
2- الحسن البصري شخصية فذة من شخصيات التاريخ وعلم شامخ ينبوع من الحكمة لاينضب ومعين فيضها الذي لايغور .
3- عمبسة بن معدان أشتهر بالنحو ونبغ فيه وعد من واضيعي اسسه ومن مشيدي صرحه ورافعي لوائه اخذه عن ابي الاسود الدؤلي الذي استرفده من مصبه الاول ومعينه الذي لاينضب الامام علي بن ابي طالب (ع) . (2)ص
(الصحف في العمارة ) صدرت في العمارة جريدة التهذيب لصاحبها انور مجيد تحافي وهي جريدة انتقادية اسبوعية وفي 17/اب/1928 وصدرت مجلة الهدى لصاحبها السيد عبد المطلب الهاشمي وهي مجلة دينية علمية استمرت لمدة ثلاث سنوات وكما صدرت جريدة الكحلاء الادبية والاسبوعية حيث كان العدد الاول منها 29/نيسان /1932 .لصاحبها ورئيس تحريرها احمد فائق ومديرها المسؤول عبد الحميد مدحت صدر منها 26 عدداً ثم تولى اصدارها عبد المطلب الهاشمي في 24/ تشرين الثاني / 1932 .
(مدينه العمارة 1933 -1958 ) بلدة الخصوبة والرخاء والنزهه والرفاه حركة العمران فيها سارت سيراً مطرداً حتى صيرتها بلدة واسع الرقعة طيبة البقعة والنازح اليها يشاهدها بلدة فاتنة خلع عليها العمران بروداً من الجمال وكستها الطبيعة جلابيب من الروعة والبهاء ينعطف دجلة عند مدخلها ويتفرع منها الكحلاء ويتجة النهر الاصلي الى الجنوب فتقوم علية البنايات الرئيسية كدار المتصرف والمستشفى الملكي وسراي الحكومة ودائرة الكمرك ودائرة البرق والبريد ومستشفى الامريكان الذي انشاته الجمعية التبشيرية اما نهر الكحلاء فانه يجري نحو الشرق قائمة عليه سلسلة من القصور والبيوت ويفصل شارعان جميلان مبلطان يدعى احدهما شارع دجلة ويسمى الثاني شارع الكحلاء وقد غرست على جوانبهما الاشجار السامقة وانشات في وسطهم الحدائق الانيقة ذوات الانهار العبقة والالوان الساحرة وفي وسط البلد سوق طويلة مستقيمة تقسمها الى قسمين من الغرب الى الشرق فيقع صدرها على دجلة وذنبها على الكحلاء وصفت المحال على نسق واحد واسواق متداخلة فسوق العلافين يمتدجنوبا الى سوق الخضروات ليتكون سوق النجارين الذي تكون بدايته امتدادا للسوق الكبير وهو يمتد الى سوق الحدادين وباتجاه الشمال سوق العطارين يتفرع قبل دخوله السوق الكبير التاريخي المعروف باقواسه وشناشيله يتفرع قبله سوقان شمالاً وجنوباً ،ألشمالي سوق العرب والجنوبي سوق الدجاج ويمتد منه فرع ضيق منه شرقاً سوق الصفافير وشارع المعارف التربية اليوم الذي يتقاطع مع السوق الكبير عند المنتصف سمي بالمعارف لكثرة المدارس والمؤسسات التربوية على جانبية ففيه ثانوية العمارة للبنات ومديرية المعارف وجمعية المعلمين ومدرسة الهدى ويذكر ان بناية ثانوية العمارة للبنات كانت على احد جدرانها لوحه منحوتة من الصخر تحطمت عند هدم البناية مكتوب عليها (جمع من اهل العمارة مبلغ من المال لبناء تمثال للجنرال مود) ولكن اهلها رفضوا وبنوا به هذه المدرسة وتعتبر هذه اللوحة من المفاخر النفيسة التي كانت يجب ان تحفظ لانها تمثل موقفاً ثورياً ولاننسى المكتبة العصرية التي اسست سنة1929 التي كانت للمرحوم الرحماني واليوم يديرها حيدر حسين والتي تعتبر مهوى لعدد من كتاب وادباء وصحفي المدينة والجدير بالذكر ايضاً جامع الشيخ عبد الغفار الانصاري (رحمه الله ) الذي كان ولايزال مسجداً شامخاً ومركزاً لمرور المواكب الحسينية في ايام عاشوراء وملتقى عباد الله .
(محلات مدينة العمارة ) مركز مدينة العمارة مقسم الى عدة محلات هي القادرية – الجديدة- وهي محلة بنيت في العمارة وكانت بها منارة اثرية بناها عبد القادر الكولومندي اول قائمقام للعمارة، السرية وهي المحلة التي بناها سري باشا متصرف العمارة في
(3)
العهد العثماني ، السراي سميت لقربها من سراي الحكومة ، المحمودية سميت نسبه الى التاجر الحاج محمود طه ، الصابونجية سميت نسبة معمل استخراج الصابون ، الدبيسات سميت نسبة الى الدبيسات وهم مجموعة من الأسر التميمية ،الماجدية نسبة الى ماجد مصطفى متصرف العمارة الذي قام باول مشروع للاسكان في مدينة العمارة اذ وزع قطعاً من الاراضي بثمن زهيد جداً فلس للمتر الواحد على الفقراء لاقامه مساكن لهم ،الشبانه وهي المحلة التي تقع على الجانب الايمن من نهر دجلة والشبانة محل الجيش التركي ، منطقة بستان عواشة وبستان الجدة تحتوي على سبعة دور متشابه وهي قصور اثرياء المدينة وتدعى سبع أقصور. (عالم الاهوار) في الحقيقة مثلما في الحلم تاخذ الاهوار من ميسان ومن العراق ايضاً مكانها الاثير حيث لايفكر احد في بنهاية المياة مثلما لايستطيع التغاضي عن استبدادية القصب والبردي والنباتات العائمة في عالم لم تنفتح خباياه لسكان ومكابدي الحياة في الاهوار دأب دائم فزراعة الشلب وصيد السمك ورصف القصب هي المهن السائدة وقد عانت اهوار ميسان وطأة الدكتاتورية التي اجرمت بحقها حتى حبست المياة عنها وفي الوقت ذاته مثلت هذه المناطق منطلقات مضيئه في العمل الجهادي في اسقاط الصنم .

الشاعر حازم جابر


يبارك موقع ميسان لشاعر ميسان (لؤلؤة ميسان) انطلاق موقعه
http://www.hazem-jaber.com/
الشاعر حازم جابر حقا هو (لؤلؤة ميسان) واحد الشعراء الذين شق طريقه مع الشعر الغنائي
وقد كتب كلمات لكثير من المطربين فنتمنا له الموفقية والنجاح ومرة اخرى نبارك له موقعه الجديد ونتمنى ان يواصل طريقه في الشعر.

30‏/07‏/2008

الى مبدعي العراق وميسان

نتمنى مشاركتكم في موقعكم من خلال ارسال اي شيء تروه مناسبا للنشر ونحن على الاستعداد لنشر سيرتكم الذاتية مع صوركم لتكون ارشيفا لكم في موقعكم




ميسان ماسة العراق

الاهوار سحرت الغرب قبل العرب

الاهوار سحرت الغرب قبل العرب
عدي المختار
سحرت الغرب قبل العرب الأهـــوار مهد الحضارة الأولى وقلعة الثوار أحاديث عن الأكواخ والمشاحيف والحياة الأولى لعرب الاهوار وعن ايام المحنة وسنين الغضب العمارة /عدي المختار تعد أهوار الجنوب في العراق منطقة الجذب والاستقطاب الأولى في العالم فهي بندقية الشرق قياسا إلى مدينة فينيسيا الإيطالية المشهورة .. إذ كانت تشهد زيارة الآلاف من السياح ومن مختلف أنحاء العالم .. حيث تقع عند ملتقى دجلة والفرات وتبلغ مساحتها ستة آلاف ميل مربع من المستنقعات والاهوار فكانت منطقة الجذب المغناطيسي للكثير من الرحالة العرب والأجانب ومن مختلف بقاع المعمورة ..، ولعلنا نتذكر الرحالة البريطاني (ويلفريد ثيسيكر) الذي أرتبط أسمه بعرب الأهوار وكتابه الشهير ( عرب الاهوار) الصادر لأول مرة في عام 1964 من بين كتبه الأخرى وكذلك رحلات النائبة البريطانية ( ايما نيكسون) التي زارت المنطقة عدة مرات وانتجت عنها فيلما تلفزيونيا ..وقد طالبت ( ايما نيكسون) المنظمات العالمية ومنظمات الدفاع عن البيئة بالتدخل لإيقاف النظام العراقي السابق عن العبث بالتركيبة البيئية في الاهوار من خلال إصرار ذلك النظام على تجفيف الاهوار والقضاء على طريقة حياة تمتد إلى فترة السومريين ومنذ مايزيد على خمسة آلاف سنة وكانت النتيجة أن عرب الاهوار أضطر عشرات الألوف منهم إلى الهجرة تحت ضغط الإرهاب والتصفية الجسدية إلى إيران ودول أخرى ..، أن ( ويلفريد ثيسيكر)عاش بين أبناء الاهوار سبع سنوات تقريبا وكتابه يحكي بالكلمة والصورة ( إذ كان مصورا بارعا جدا) عن طبيعة أهل الهور وحياة سكانها الاجتماعية وكل ما يتعلق بمفردات حياتهم فهو يرى الحياة التي يعيشونها طبيعية وعلى فطرتها ولم تلوثها الحضارة ..، وان كتابه (عرب الاهوار)كان وثيقة مهمة وصادقة عن الحياة في الاهوار ..، وليثيسيكر تلميذ تعلم على يديه وأصابه هو الآخر حب الاهوار والإعجاب والدهشة بسكان الاهوار وهو( غافن يونغ) الذي التقى ثيسيكر في البصرة أراد ان يرافقه في رحلاته .. إلا انه في السبعينيات ذهب إلى الاهوار مع مصور بريطاني ممتاز هو ( نيكولاس ويلر) وألف عنهم كتابه ( العودة إلى الاهوار) ولم يقتصر المؤلف المذكور على تصوير الحياة الاجتماعية لعرب الاهوار ، بل تطرق أيضا إلى الجانب التاريخي والسياسي لهم ..، والكتابان ( عرب الاهوار )و( والعودة إلى الاهوار)يكمل أحدهما الآخر وهما يشكلان صورة كاملة التفاصيل عن جنوب العراق مهد الحضارة الأولى وجنة عدن . والاهوارهي تلك المساحات الشاسعة من الماء والخضرة التي تكونت منذ مئات السنين يوم كانت المياه وفي الأزمنة الغابرة تغطي المنطقة الوسطى والجنوبية من العراق وأخذت تنحسر تدريجيا حتى انتهت إلى الوضع الحالي وبقيت منخفضات عظيمة ملآى بالمياه تغذيها الأنهار فهي باقية ببقائها ..، وفي كتابه ( قصبة في مهب الريح) يقول كافين ماكس عن تكوين الاهوار: ـ في العصور البابلية أمتد الخليج العربي إلى أعالي العراق ..، وعندما تقهقر البحر ترك في أثره إقليما من الاهوار والجداول والمستنقعات ..، وعلى مر القرون انقسمت الاهوار الطبيعية المعرضة للتغيير بسبب تأثير البحر إلى مساحات يؤثر عليها الفيضان الموسمي والى أهوار شبه دائمة والى مساحات مركزية من الاهوار الدائمة الخضرة الواقعة في المناطق المنخفضة بين دجلة والفرات ..،ت وهناك رأي قريب إلى الواقع يقول : أن سقوط الحضارات وانتهاء عصر الحكام الأقوياء أدى إلى انهيار السدود وانهدام النواظم واندرست الأنهار وقنوات الري فأصبحت المياه تتدفق بلا موجه أو مدبر فغمرت من الأراضي الشاسعة في جنوب العراق وكونت مساحات واسعة من المياه غطت معالم وآثار الحضارة القديمة .. فما هذه القطع النقدية المعدنية وما ذلك الفخار الأصفر إلا من بقايا الحضارات قبل أن تغمرها المياه وعلى كل حال أوجدت المياه عنصر الحياة .. الحشائش المختلفة وتكونت بشكل غابات كثيفة من القصب والبردي ونباتات أخرى .. في حين أحتفظت آثار المدن القديمة بارتفاعها كتلال تسمى ( اليشن) ومفردها ( ايشان ) وعاشت فيها أنواع كثيرة من الحيوانات المائية والمتوحشة وهاجرت إليها الطيور في مواسم البرد.. وهكذا كانت الاهوار عالما كبيرا طالما أحتفظت بمكنوناتها المائية والنباتية والحيوانية نتيجة لما يصب فيها من مياه عند نهايات الانهارالكثيرة التي تخترق محافظة ميسان ( المصندك والبتيرة والكحلاء والمشرح وفروع نهر دجلة المجر الكبير وفرعاه العدل والوادية ونهر الكسارة والسطيح ) وهذه تغطي مساحات واسعة يشكل الجانب الشرقي منها هور الحويزة الذي يمتد على طول الجنوب الشرقي لمياه الاهوار القريبة في جنوب ميسان عند العزير والذي يتصل بأهوار الجبايش في محافظة ذي قار ..، وهناك أهوار الصحين والسلام والميمونة وهور السنية المقابل لقضاء علي الغربي وناحية علي الشرقي من جهة الغرب وكما تنوعت الاهوار في مواقعها وأشيائها الكثيرة فقد تنوع سكانها من حيث التكوين العشائري فسكان الاهوار الشرقية هم من( النوافل والبو غنام) وسكان الاهوار الغربية الجنوبية يسكنها ( البوبخيت) وعشائر متفرقة ويعيش عدد كبير من الصيادين في الاهوار الغربية من شمال ميسان أما أهوار ميسان الجنوبية الغربية فتعيش فيها عشائر آل أزيرج وتعيش في أهوار المجر الكبير عشائر البو محمد أما السواعد فيعيشون قريبا من اهوار نهر المشرح وقسم من اهوار الحويزة من بدايتها الشمالية الشرقية لقد عاشت مناطق الاهوار أكتفاءذاتيا عبر سنوات طويلة معتمدة على مافيها من ثروات بحيث اصبح الإنسان معزولا نتيجة عدم الحاجة إلى المدن فهو يبحث عن عمله داخل الهور كصياد للسمك أو الطيور في مواسم صيدها شتاء أو بقطع القصب والبردي والجولان للصناعات اليدوية الشعبية ( كصناعة الحصران من القصب ولها مسميات : بارية وطريدة واعشيراوية )وكذلك الحصران والطبك ويصنعان من نبات الجولان المجفف وسعف النخيل ) كما يزرع الرز ( الشلب) في المناطق الضحلة أو يرعى الحيوانات ويسكن بيتا مصنوعا من القصب والبردي الذي يجمعه من الهور ويكون البيت عادة على المناطق المرتفعة أو على جباشة يصنعها هو ( وهي كدس من القصب والبردي والطين تعمل منه الأرض الصناعية واحيانا تكون متحركة عند الفيضان ) وقد يكون هناك أكثر من عشر بيوت أو أكثر في منطقة واحدة عندئذ يطلق عليها ( سَلف) ومن الحيوانات يحصل على اللحوم وكذلك من الأبقار ومن منتجاتها يتغذى أو يصدر إلى خارج الهور وكان سكان الاهوار سابقا لا يشربون الشاي فهم لا يحتاجون السكر إلا بعد مرحلة متأخرة أو بعد دخول الإنكليز إلى العراق كما أن هناك نباتات يستعمل منها نبتة مثل( العكّيد) أو مطبوخة أو مملحة مثل ( الكاط) ومسحوق زهور البردي ويسمى ( الخرّيط). وان عرب الاهوار لايتزوجون من خارج بيئتهم وهذا يؤكد انهم أحتفظوا بنقائهم وأصولهم وهويتهم العربية ولخشونة الحياة في هذه المناطق ومناخها الاجتماعي الخاص وظروفها البيئية لم يستطع أي من الغرباء أو الغاصبين التسرب إلى المنطقة أو استيطانها فظروف الحياة ـ على حد تعبير أحد المغامرين الأوربيين في الماضي ـتعطي للموت انتصارا ما وعلى الرغم من ذلك فان الحياة هي التي تنتصر وهؤلاء الذين ينتصرون للحياة هم عرب الاهوار الذين يسكنون في أكواخ مشيدة من القصب ( البواري) تربطهم علاقة القبيلة التي تختص بمنطقة ما تعد ديرتهم يدافعون عنها ضد أي عدو خارجي من حماية حياتهم ومراعيهم وزراعتهم . المشاحيف كوسائط للنقل وان أهم وسائل التحرك داخل الهور هي الزوارق ولها أنواع وان البعض منها ركبت عليه محركات حديثة واطلق عليه أسم ( الشختورة ) وجمعها ( شخاتير) ..،والمشحوف هو قارب خفيف يستعمله سكان الاهوار في تنقلاتهم المائية وهو مستطيل الشكل وضيق بحيث لا يستطيع المرء ركوبه إلا إذا مد رجليه في قعره وهو يمسك بطرفيه لضمان التوازن خشية انقلابه .. ويصنع المشحوف من ألواح خشبية ومن قطع خشبية محفورة ومطلية من الخارج بالزفت (القار) وتصنع احسن المشاحيف في منطقة (الهوير)الواقعة على نهر الفرات والمشاحيف تدار بأعمدة طويلة من القصب أو من ( الجنى) تعرف بالمرادي ويفضل ملاحوها دائما طريقة دفعها بالمرادي على طريق الغرف ألا إذا كانت المياه عميقة الغور لأنها أسرع سيرا وأقل جهدا ويستطيع الملاح ( الدافوع) ان يقطع في مشحوفه في اليوم الواحد خمسين أو ستين ميلاً بكل سهولة وفي الاهوار مسالك مائية يسلكها عرب الاهوار في تجوالهم بين جزيرة وأخرى وبين أجزاء الهور المختلفة لايعرفها سواهم .. والمشحوف من أهم مقتنيات عرب الاهوار التي لايمكن أن يستغني عنها أي بيت من بيوتهم ففي المشحوف يتجول بين منابت القصب والبردي لنقل العلف لماشيته وفي المشحوف يحمل منتوجاته لبيعها في قرى عالمه البطائحي ..، وفي المشحوف أيضا يتنقل بين قرية إلى أخرى واحيانا من بيت إلى آخر وهذا المشحوف نفسه كان يستعمله السومريون في مستوطنهم البطائحي في جنوب العراق إذ صوروه على نقوشهم التي ترجع إلى أقدم الأزمنة ومن الدلائل الملموسة على ذلك النموذج المصغر للمشحوف الذي عثر عليه مع مجاذيفه في المقبرة الملكية في أور وهو طبق الاصل للمشحوف الذي يستعمله عرب الاهوار في الوقت الحاضر . الصرائف وأكواخ القصب وقد أشار الكثير من الباحثين إلى أن أقدم مزارعي العبيد في سومر سكنوا على وجه الحصر في أكواخ من القصب وقد عثر بكل تأكيد على جدران من الآجر الطيني في طبقات أقدم في كل من (أريدو) و(أور) كما أن مثل هذه الآثار وجدت لمنشآت من القصب جنبا إلى جنب مع استخدام الآجر الطيني وظهر منزل من الآجر الطيني في أريدو وله بناية ملحقة من القصب كما يجب التأكيد على أن استعمال المنشآت القصبية لايعني بأي حال من الأحوال إنها مستوطنة ( بدائية) ..، أن الأكواخ القصبية تعد منزلا ملائما للحالة المناخية في جنوب العراق ومازال قيد الاستعمال حتى اليوم . وقد نشر العالمان _ ديفيد وجوان اوتيس في كتابهما ( نشوء الحضارة) بصمة لختم تظهر فيها ماشية في الحقل الأعلى وخراف في الحقل الأسفل مع زرائب شيدت من حزم القصب بداخلها صغار الحيوانات وجرار مخزونة بالتعاقب وقد قارناها بمضيف عرب الاهوار ووجداها كثيرة الشبه بتلك الصورة المحفورة على الختم الذي يرجع عهده إلى عصر الوركاء ..،ويخبرنا نص كتابة سومرية آن شولكي أحد ملوك سلالة أور الثالثة قد أهتم كثيرا بمدينة أريدو التي كانت تقع (آنذاك) على ساحل البحر ـ ويجب أن لا يؤخذ هذا النص بحرفيته ـ ونستنتج من هذا أن المدينة كانت مرتبطة بالبحر بوساطة نظام من الاهوار المليئة بالامواج وان هذه تشكل جزءا من منطقة الاهوارمشابهة إلى المنطقة التي تفصل السهل الرسوبي اليوم عن رأس الخليج العربي وعلى أي حال يظهر أن سكان مدينة أر يدو الاوائل وبعض المواقع السومرية الأخرى كانوا أنفسهم سكنة أهوار يعيشون في بيئة يمكن مقارنتها ببيئة عرب الاهوار الحاليين في العراق .. فليس من المدهش اذن أن تكون العمارة (الرمزية) على الأختام الاسطوانية السومرية والمنحوتات تصور مباني مشيدة من القصب تشابه في تفاصيلها المضايف (جمع مضيف) المخططة بكل براعة والتي يمكن مشاهدتها في قرى مناطق الاهوار اليوم..، ويرى العالم الآثاري (وولي) أن البطائح (الاهوار) كانت موجودة في جنوبي العراق منذ زمن بعيد .. إذ انه وجد أثناء حفرياته في تل العبيد الواقع إلى الشمال من أور بحوالي 7 كيلومترات آثارا قديمة تعود إلى حضارات عصر العبيد (4500 ـ 3800 ق. م) وعصر الوكاء ( 3800 ـ 3500 ق.م ) وعصر جمدة نصر ( 3500 ـ 3200 ق.م ) ومنها بعض قطع من الفخار وعليها آثار عيدان البردي (الحلفاء) وتبين له ان هذه الأرض كان يعيش عليها أناس في أكواخ مصنوعة من عيدان القصب والبردي .. ان وجود آثار القصب والبردي لدليل على وجود الاهوار منذ ذلك الوقت إذ أن هذه النباتات توجد حيث توجد الاهوار والمستنقعات . الاهوار وأيام المحنة وفي عام 1991 شهدت الاهوار ثورة شعبية لم تشهد لها المنطقة من مثيل وذلك نتيجة الغضب الذي عم العراق ابان الحرب الرعناء مع الجارة ايران مما دعى الا نظام في العراق الى القيام باكبر حملة للاجتثات بؤر المقاومة في الاهوار التي انطلقت منها شرارة الثورة الشعبانية لتسقط في زمن قياسي اعتى الانظمة الدكتاتورية في العالم الا ان النظام وبمساعدة الحلفاء في الخليج استعاد قوتة واخماد التورة من خلال القصف العشوائي للمدن الا ان المقاومة لم تنتهي بل استمرت واخذت طابعا اكثر تنظيما واعدادا ختى باتت الاهوار ملاذا للاغلب القيادات السياسية في العراق حاليا حيث وجدو في حضن الاهوار الكثيف بالحب حضنا امنا . وقد شهدت الاهوار على نضال الابطال الذين كانو يتربصون بالبعثيون ويوقعون بهم اكبر الخسائر . الا ان التظام بداء بحملة اسماها الحملة الوطنية لاستنهاظ الهمم الجنوبية للزراعة وبداءت المئسات حيث اقامت وزارو الري انذاك بحملة تجفيف الاهوار وتهجير اهلها قسرا من ارضهم التي اودعوها ايام صباهم وافراحهم واحزانهم ويذكر اخد الشيخ محمد العبادي وهو احد الذين عاصرو المحنة ومن المجاهدين بين اعواد القصب والبردي بان النظام اقدم على فصف وحرق كل المدن في الاهوار لطمكس معالم الاهوار السومرية الانة اراد ان يفقد اهل الجنوب هويتهم التي اراد هو وقلمة المزيف عبد الجبار محسن ان يرسخو في اذهان البعث ان اهل الجنوب من اصول هنديو وهم غير عرب فكنا نقاتل بجبهنين الاولى الاهوار وهي ساحة المعركة والثانية هي الاعلام وذلك من خلال ايصال صوتنا للعالم والحمد لله هم زالوا وبقيت الاهوار قلعة الثوار والمجاهدين وعنوانا عن دكتاتورية ذلك النظام المجرم واراد النظام مسح هذه هويتنا السومرية لكن الله شاء . وسقط الصنم وسقط الصنم وبقيت الاهوار شامخة بقصبها وبرديها تشرب من دماء الشهداء لتسموا . عادت الاهور وفق خطط وضعتها وزارة الموارد المائية ومنح قدمتها الدول المانحة قدرت بالمليارات الا انها لم تجد لها على ارض الواقع من تنفيذ وبقيت مجرد خطط على ورق سوى ان التغيير الوحيد الذي طرء على الاهوار هو غمره بالمياة فقط ويبقى السؤال من المسؤول عن جعل الاهوار منطقة سياحية ؟ وهل سيفي المسؤولون بوعودهم التي قطعوها للاهوار ايام المحنة ؟ام هي كلمات ذهبت مع مهب الريح ستبقى التساؤلات تملاء عقولنا حتى نتلمس شيء يمنحنا الامل لكن الاهوار ستبقى معقلا للثوار وملاذا امنا لرجال الحق والكلمة الصادقة

الاستاذ عبد الحميد البصير



ولد الاستاذ عبد الحميد البصير سنة 1914 بعد دراسة الكتاب وحفض القرأن لكي يكون رجل دين ولكن الاستاذ لم يكون مقتنع في هذه المهنه ففضل ان يتجه الى المدارس لكي يكمل تعليمه فبدأ دراسته من الصف السادس أبتدائي ,وبعد كل ا لصعوبات التي لاقاها من ناحية فقدانه لحاسة البصر وكذالك لعدم وجود اللغه ا لمنقطه ذالك الوقت اضطر الاستاذ للاستعانه باصدقائه ورفاق مدرسته للدرسه سويه لكي يقرأوا بصوت عالي ليسمع ويحفض لقد أنها دراسته الجامعيه سنة 1950 من كلية الملكة عاليا قسم اللغة العربيه وكان من مدرسيه الذين كانوا فخورين به الاستاذ محمد مهدي البصير وكان يعتز بتلك المحبه و له أتصال دائم معه وكذالك كان الاستاذ في ذلك الوقت موضع أهتمام نوري سعيد رئيس ألوزراءفي تلك الفترة وللاستاذ صور تذكاريه معه,عمل الاستاذ مدرس للغة ا لعربية وللدين في معضم المدارس الثانوية للبنات والبنين له ديوان شعر غير منشور في شعر القريض والشعبي ,تخرج من مدرسته كثير من المدرسين والمهندسين والمتعلمين من أهل المحافظة التي أحبها وأحبته,تزوج ورزق بأربعة أولاد هم أمجد وأزهر ومازن وشاكر وأبنتان والاستاذ هو أبن شاكر أفندي وعمه نادر أفندي وهم من مؤسين هذه المحافظة العريقة وقد توفى باجلة المحتوم في10/4/1974,هذة نبذه مختصرة عن حياة الاستاذ حيث كان يعد المرحوم من المدرسين الاكفاء الذين ليس لهم نضيرفي المحافظة وله فضل كبير لا تنساة محافظة ميسان.

المدعي العام المرحوم غازي الضيف


عندما تدخل بناية المحاكم في ميسان تشعر برهبة كبرى حيث تجد البناية الضخمة وتدخل الباب الواسع فتجد رجال الشرطة بابهى صورهم ويقف امامك شامخا سلم المحكمة فتجد بجانبة الايسر داشرة الادعاء العام في ميسان.
كل اهالي ميسان الشرفاء يتذكرون الاستاذ المرحوم غازي الضيف الذي عرف بشدتة وحبه للقانون ولا ولن يرضى او رضى بغير الحق والقانون.
الاستاذ المرحوم غازي الضيف من الشخصيات المعروفة بثقلها الجبار في ميسان حيث عندما يذكر اهالي ميسان النزاهة والشرف والاخلاق السامية في المحكمة يتطرقون للمرحوم بكل خير وهذا شرف لميسان ولعائلته الكريمة.
تخرج المرحوم غازي الضيف من كلية الحقوق جامعة بغداد عام 1964
وكان صادقا محبا للخير ومساعدة الاخرين وكارها الكذب والنفاق ومعروفا بنزاهته في زمن كثرت فيه انتشار ( الرشوة) والمحسوبية.
في فترة 1970 اشغل منصب نائب المدعي العام.
وفي فترة1980 اشغل منصب المدعي العام لمحكمة جنايات ميسان.
وانتقل الى بغداد عام 1995 واشغل منصب المدعي العام لمحكمة جنايات الكرادة الشرقية.
وبعدها اشغل منصب المدعي العام في وزارة العدل.
وكان ملما باصول القضايا والمرافعات ومن المعرف عنه في ميسان بانه يحتفظ ويحفظ جميع القرارات التي تصدر في الصحف اليومية ومن المعروف عنه ايضا بانة موسوعة الادعاء العام في ميسان.
بحيث كان يلجاء الية معضم الحكام للاستشارة القانونية.
وكان دائما ينال عدة كتب الشكر والتقدير من وزير العدل في المناسبات وخصوصا عيد العدل
فنتمنى له الرحمة في مستقرة الاخير .

خبز ميسان السياح


تشتهر ميسان بكل اقضسها ونواحيها بخبز السياح.
خبز السياح يتكون من طحين الرز ويفضل رز العنبر( العنبوري) ذو الرائحة الزكيه الفواحة والمعروف لدى الجميع
وكان في السابق يطحن الرز بالة تسمى( الرحة) تتكون من حجرين مدورين وفي وسطهما مسمار او وتد حديدي يسمى( قطب الرحة) وبعد ان تطورت الصناعة اتجه الناس الة الالات الكهربائة
فيطحن الرز وياخذ الطحين ويخلط بالماء والملح ويوضع على (التاوة) وهي قطعة من البليت مدورة ومحدبة ولها ثلاثة ارجل يوضع تحتها البردي او القصب ويوضع فوقها سائل العجين المعد سابقا ويشوى السياح
ومن العادات الميسانية يوكل السيح مع السمك او البيض صباحا ويقدم الى المدعوون وخصيصا القادمون من غير محافظات.

الباحث جبار الجويبراوي


جبار عبد الله الجويبراوي
مؤرخ وباحث فولكلوري

مواليد : العمارة – محافظة ميسان - عام 1947
تخرج في دار المعلمين الابتدائية – عام 1966

أمضى أربعة عقود في مجال البحث والتنقيب في تاريخ ميسان وتراثها الشعبي وأصدر أربعة كتب تاريخية توثق تاريخ وفولكلور ميسان وبعض المدن العراقية في الجنوب . ولديه بضعة كتب مخطوطة وأخرى قيد الدراسة والبحث .
شارك في العديد من الحلقات الدراسية والندوات الفكرية والتخصصية وندوات بغداد للتراث الشعبي منذ عام 1976 ... ونشر الكثير من الدراسات والبحوث في مجلات عراقية وعربية منها التراث الشعبي والمورد والأجيال والقيثارة والعراق والجمهورية والثورة والصباح والفرات وميسان والعمارة والأتحاد الأماراتية والوطن وعالم الفن الكويتيتين وجريدة عدن اليمنية وغيرها.
علاوة على كتاباته في المسرح فقد قدم له المسرح المدرسي لأول مرة في العمارة أوبريت (شموع المحلة) عام 1972 و (الأم الشجاعة) عام 1973 وكانا من أخراج الفنان كاظم جبر العبودي .
وفاز بالجائزة القطرية الأولى في تلفزيون بغداد عام 1976 عن اوبريت العمل وفاز بالجائزة القطرية الأولى في مسابقة المسرح الريفي عام 1977 عن مسرحيته (عرس الگاع) . وساهم في المهرجان القطري الثاني لمسرح الطفل الذي اقامته وزارة الثقافة لجنة المسرح العراقي عام 2002 عن اوبريت (العصافير الملونة) ومنح جائزة تقديرية.
وخلال تسعة عشر عاماً نشر (23) موضوعاً في مجلة التراث الشعبـي ..
وهو مصور فوتوغرافي رشحت مجلة التراث الشعبي أربعة صور له أغلفة لها كما زحفت أحدى لقطاته على الغلاف الأمامي لمجلة (فنون) العراقية الملغاة عن لوحة للفنان عبد اللطيف ماضي.
منح عدة جوائز وشهادات تقديرية منها شهادة تقدير من الهيئة التأسيسية لأتحاد الفولكلوريين العرب والمركز الحضاري لعلوم الإنسان والتراث الشعبي في جمهورية مصر العربية والامانة العامة لحلقة الحوار الثقافي في لبنان لما قام به من خدمة وسعي ثقافي واجتماعي وتربوي ووطني بارز .
وهو عضو في جمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين. وعضو في اتحاد المؤرخين العرب. وعضو في الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. وعضو في جمعية التراث الشعبي في العراق .
وقد ترجمت بحوثه ودراسته وإصداراته في أكثر من أربع معاجم وفهارس عراقية.
وعلاقته بأساتذة التاريخ في الجامعات العراقية وطيدة. وأكثر من عشر رسائل وإطروحات جامعية اعتمدت بحوثه واصدارته وهي :
1 – تاريخ ميسان وعشائر العمارة 1990 م
2 – عشائر الفرات الأوسط والجنوبي 1992 م
3 – سلاماً أيتها الأهوار 1993 م
4 – تاريخ التعليم في العمارة 2001 م

وهو يؤمن بأن البحث في تاريخ المدن هو الكشف عن الجوانب المشرقة في تاريخ العراق المعاصر .
علماً أن كتابة تاريخ المدن كان متداولاً في العصر الجاهلي وأزدهر في صدر الإسلام وأن هذا النوع من الكتابة التاريخية هو وليد الشعور بالقومية.. وتعبير صادق عن ارتباط الإنسان بوطنه واعتزازه بأرضه التي ولد وترعرع فيها لذلك عبر المؤرخون العرب عن ضرورة أهتمام المؤرخ بالكتابة عن مدينته قبل أي اعتبار آخر . فالواجب عليه أن يلم بتاريخ المدينة ويعرف أخبار أهلها قبل غيرها.
وقد استحسنوا ذلك واستقبحوا من ترك أرضه وكتب عن غيرها ويكون كمن ترك الواجب وتبع النوافل...
قيم شيخ المؤرخين المرحوم السيد عبد الرزاق الحسني كتابه تاريخ ميسان وعشائر العمارة وهو بمثابة شهادة علمية تمنح من رجل التاريخ المعاصر السيد عبد الرزاق الحسني للمؤلف.
كما قيم مركز البحوث والدراسات في وزارة التربية كتابه تاريخ التعليم في العمارة وهو شهادة أخرى من مركز متخصص وأساتذة لهم باع طويل في شؤون التربية والتعليم في العراق.
قالو فيه
جبار الجويبراوي
أديب وشاعر ومعروف ذو باع يجيد البحث والتقصي في المجلات الفنية وخاصة الشعر والغناء.
جريدة العراق
23 / كانون الأول 1992

الجويبراوي
كاتب جيد ورائع ... اتمنى أن يكتب للتلفاز والسينما .
الدكتور فاضل خليل
عميد أكاديمية الفنون الجميلة

جبار الجويبراوي
من الوجوه الثقافية المعروفة في ميسان . كتب الشعر ومن خلاله دخل عالم الكتابة للمسرح ومسرح الأطفال خاصة . يكتب الدراسة والبحث الفولكلوري اشترك في عدة مسابقات أدبية مع أدباء متميزين.
أحرز الجوائز الأولى في تلك المسابقات .
الروائي عبد الرزاق المطلبي
جريد العراق
13 كانون الأول 1976

جبار الجويبراوي
شخصية معروفة باهتمامها بشؤون ميسان التأريخية والتراثية وهو ما يزال يغمض عينيه عن حداثة المدينة ليلتقي بطبيعتها وجمالها وأزمانها الماضية بكل ما حملته من فطرة ونقاء وصفاء وعطاء .
وهو ما يزال مغرماً بالجمال الفطري الذي يرفض زيف المكياج ويذوب في رقصات بردي الأهوار. وحركة عصا راعي الغنم وتهادي المشحوف.
وجبار التسعينات ما زال غافياً في حضن الستينات .
جريدة بابل
2 كانون الأول 1991


لا يكف الباحث الفولكلوري (جبار عبد الله الجويبراوي) عن الحديث عن عالمه السحري العجيب ذلك العالم الذي تملكه منذ طفولته ولحد الآن ... أنه عالم الفولكلور للموروث الشعبي والميثولوجيا ... فذاكرته تختزن العشرات من أغاني الحب والعمل وتنويمات الأطفال والترقيصات .. وتمدك بأدق التفاصيل عن تاريخ ميسان في العهود السحيقة والعصور اللاحقة .. وتسرد كفاح القبائل العراقية التي قاتلت المحتلين .
جريدة الثورة
10 كانون الثاني 1990
سلاماً ايتها الأهوار لمؤلفه جبار عبد الله الجويبراوي يُعد الكتاب واحد من الكتب التي تلقي ضوءاً على أصالة الأهوار ودورهم الوطني في الدفاع عن وجودهم . وقد استعرض المؤلف في كتابه اللمحات التأريخية والجغرافية والتراثية لمنطقة الأهوار . وما تضمنته هذه اللمحات في انتفاضات وطنية شهدتها المنطقة ضد المحتلين العثمانيين والأنجليز حيث استطاعت القبائل أن تعرقل جهود المحتلين من فرض سيطرتهم عليها .. كما يوضح الكتاب مساهمة العشائر في الأهوار في ثورة العشرين الخالدة حيث كان أفراد تلك القبائل يشنون الهجمات على السفن الحربية الإنجليزية ويقطعون أسلاك البرق باستمرار فضلاً عن اشتراك جماعات كثيرة منهم في صفوف مجاهدي ثورة العشرين .
مجلة ألف باء
العدد 1300 آب 1993
جبار عبد الله الجويبراوي
يشكل هذا الأسم في وجداني صورة متعددة الألوان تمتزج فيها كل التجسيمات لتكوّن كل المواهب والقابليات لدى هذا الرجل. وتؤطرها بإطار من ذهب. أخلاقه العالية وسلوكه المهذب وهو بكلتا هاتين المفردتين حقق لنفسه ولمحافظته ما لم يستطع أن يحققه الكثير.
عرفته شاعراً وفولكلورياً ثم كاتباً أعتز بأنه أحد أصدقائي الأثيريين لأنه أعطى من وجدانه ومنح من ذاته أعز ما يملك في سبيل الأدب وفي سبيل أن يكتب للناس وأن يستمر.
عرفته صابراً له مطاوله وعرفته صاحب إرادة وإصرار .. صفات أحببتها فيه ، وأغبطه عليها في كثير من المناسبات..
ميسان .. تحبه لأنه أحبها ومنحها الشيء الذي يرفع هامه العماريين أكثر الى اعلى ... ليس بالشيء اليسير ولا السهل ما وصل اليه جبار الجويبراوي .. وليست الطريق التي سارها مفروشة بالورود وأنما كافح كفاحاً عسيراً حتى وصل الى مصاف الكتاب المعروفين لدينا اليوم فهنيئاً له على هذا العطاء وهينئاً لميسان أبنها الوفي وهنيئاً لكل الخيرين الذين يجدون فيه جزء من قابلياتهم ومواهبهم.
طه الموسوي
شاعر ومؤخ ومسرحي
1/ 1 / 2001

الخريط

الخريط ........ زياد طارق جايد
لونه اصفر تراه في اسواق ميسان القديمة يستغرب منه غرباء المدينة وزوارها انه الخريط
وددت ان اطلعكم علية ..... للطرفة سمعت احد الاشخاص يسرد حكاية لصديقه في بغداد ويقول له في العمارة وجدت نساء تبيع مادة تشبه الطابوق المكسر يسمونه الخريط!!!!!!
الخريط
مادة توجد في اهوار ميسان لوجود القصب والبردي هناك.
يؤخذ طحين الخريط من نهاية البردي حيث يوجد فيه الطحين يتكون من مادة صفراء اللون . حيث يتفنن الميسانيون في صناعته.
فاما يخلط مع التمر او السكر او الدبس ويطبخ في طريقة خاصة جدا اختص بها الميسانيون فقط.
يوضع ماء في قدر لمنتصفه او اقل وتشد على فوهة القدر قطعة من القماش النضيف ويوضع المخلوط المعد سابقا على قطعة القماش ويخطى القدر بغطاء وفوق الغطاء يوضع الطين لعدم تمكين البخار من الخروج من القدر. وبعدها يكتمل عمل الخريط ويقدم الى الناس الاعزاء ومن المعروف ان هذة المادة مشهورة في ميسان ولا توجد في مناطق اخرى من العراق.

الشيخ عبد الغفار الانصاري



بسم الله الرحمن الرحيم اللّهم صلِ على محمدٍ وآلِ محمد سطور مضيئة عن فقيد العلم والأدب والأخلاق سماحة الحجة الحاج الشيخ عبد الغفار الأنصاري( ره) مقدمة يزخر تاريخ العراق المعاصر بمعالم مشرقة من صفحاته الوضيئة بحياة الأعلام من خريجي الحوزة العلمية في النجف الأشرف الذين رفدوا ساحة المعرفة الإسلامية بنتاج قرائحهم ، وثمار فضائلهم . وقد شهد القرن الماضي جيلاً من رواد الفكر ، وقادة العلم ، وطليعة الفضل الذين كان لهم دورهم الفاعل على مستوى أعمالهم الجليلة حيثما ازدهرت بهم البلاد العراقية من الشمال والوسط والجنوب ، وكان للزعامة الروحية في كل بلدة أقاموا بها أثرها الكبير في التوجيه ومهمة التهذيب الاجتماعي ، وقيادة الوعي الوطني وتربية الأجيال تربية صالحة . ولم يكن العالم الديني منهم ممثلاً للمرجعية الدينية فحسب بل كان أباً روحياً لبلدته يرشدهم إلى الطريق السوي من خلال أخلاقه وسيرته والناس ينظرون إليه باعتباره المثل الأعلى الذي لا يسمو ولا يتقدم على رأيه أحد وذلك بما يلمسون في ذاته من الاستقامة والشهامة حيث نجد الناس كلهم على مختلف مشاربهم الفكرية والسياسية والاجتماعية بل وحتى لو تباينت دياناتهم تراهم قد أجمعوا على محبة هذا الرمز المقدس بالإجلال والتقدير والاحترام وتقديم فروض الطاعة والانقياد لكلامه ورأيه .. وعلى هذه السجية الحسنة كانت تستقر الحياة الاجتماعية وترفد بالسعادة والحبور على أن المسألة أساساً لم تخلو من مقومات ما كانت تتمثل به شخصية هؤلاء الأعلام الذين تصدوا لزعامة بلدانهم من الدراسة العلمية الجادة ، والأصالة ، وسمو النفس ، والابتعاد عما في أيدي الناس ، والنزاهة والتقوى والشرف وعفة النفس ونكران الذات . ولقد كانت هذه الصفات الكريمة متجسّدة في شخصية فقيدنا العزيز الحجة الكبير الشيخ الأنصاري (رحمه الله) . ولذلك فإن الفجيعة بفقده كبيرة وقد عزّ على عارفي فضله في المرجعية الدينية وأعيان الناس فراقه ، وتجسد ذلك بالتشييع المهيب الكبير له في النجف الأشرف ، ولمعروفه وجليل أعماله في مدينته (العمارة) وغيرها فقد اتشحت بالسواد وامتلأت أجوائها بالهتافات العشائرية (الهوسات العراقية المعروفة) معبرة عن وفائها للراحل بمظاهر حزنها وأسفها تلك . ولعل في هذه الصفحات الموجزة ما يحكي بعض جوانب سيرة السلف الصالح من علمائنا الأبرار عسى أن نستلهم منها الدروس والعبر ونستمد من إشراقها إحياء نفوسنا في المثل الرفيعة والخصال الحميدة التي نحن بأحوج الحاجة إليها . حياة الفقيد • نسبه هو كبير آل الأنصار وعميدهم الشيخ عبد الغفار بن الشيخ محمد مهدي بن آية الله الشيخ أحمد الملقب بـ(الشيخ آغا) بن الشيخ مبارك بن الشيخ أحمد بن الشيخ مرتضى بن الشيخ شمس الدين بن الشيخ محمد شريف بن الشيخ أحمد بن الشيخ جمال الدين بن الشيخ حسن بن الشيخ يوسف بن الشيخ عبيد الله بن الشيخ قطب الدين (محمد) بن زيد بن أبي طالب بن عبد الرزاق بن جميل بن جليل بن نظير بن الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (الخزرجي) . • أسرته عائلة الانصاري أسرة علمية جليلة معروفة في الأوساط العلمية والثقافية فلها مقامها السامي في دنيا العلم و المعرفة , وكان لها الدور المشهود في نصرة الرسول الكريم وآل بيته المعصومين الاطهار(صلى الله عليه وآله وسلم) على مر السنين والاعصار, وهذا كله من بركات جدهم الأعلى الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه), وقد قدمت لساحة العلم كثيرا من العلماء والمجتهدين والأدباء والشعراء وفي طليعتهم مفخرة الحوزات العلمية والاجتهاد الشيخ الأعظم الشيخ مرتضى الانصاري (قدس سره) صاحب كتابي المكاسب والرسائل , وهما اللذان عليهما تدور رحى الاجتهاد منذ تأليفهما إلى الآن. وأما جد الفقيد فهو (الشيخ أحمد الملقب بالشيخ آغا) وهو ابن خالة الشيخ الأعظم وعديله ويلتقي معه بالنسب في جده الشيخ مرتضى جد الشيخ الأعظم الأنصاري , وبعد أن أصبح من كبار العلماء الفقهاء غادر النجف متوجهاً إلى الهند ليمثل الحوزة العلمية هناك من قبل الشيخ الأعظم الأنصاري (قدس سره) ، إلا أن أهل مدينة العمارة التمسوا منه بعد موافقة الشيخ الأنصاري على أن يكون عالمهم الروحي ومرجعهم الديني ، فمن ذلك العصر سكنوا العمارة إلى الآن واشتهر بيتهم في الأوساط العمارية بـ(بيت الشيخ آغا) وقد عُرِفَ هذا الشيخ بصاحب الكرامات والمقامات المشهودة التي تناقلتها الأجيال ومنها رفع الطاعون بدعائه وصلاته ورفع القحط العام حتى إن الناس لم يتمكنوا من الرجوع إلى بيوتهم من غزارة الأمطار بعد انتهاء صلاته مباشرة . ومن أعلامهم آية الله الشيخ منصور بن الشيخ محمد أمين وهو شقيق الشيخ الكبير الأنصاري من كبار العلماء والفقهاء وقد كان ممن يحفظ القرآن الكريم والصحيفة السجادية. وأما العالم الجليل و الأديب الفاضل والكاتب الإسلامي المتتبع والقاضي المرحوم الحجة الحاج الشيخ عبد الواحد الانصاري (قدس سره) صاحب المؤلفات الرائعة في التاريخ والقانون والعقيدة ومنها مجلة (الميزان) العمارية في الخمسينيات , و كتاب (أضواء على خطوط محب الدين العريضة) , وكتاب (مذاهب ابتدعتها السياسة في الإسلام) , و سلسلة هذه عقيدتنا (مع الله), و (مع الأنبياء والمرسلين)، فهو في الواقع ابن عم المترجم له, إلا انه لقربه منه, ولان أباه رباه بعد وفاة والده (رحمة الله عليهم) ـ وبذا كان يفتخر ويقول لولا الشيخ محمد مهدي لضعت ـ كان يعد الشيخ عبد الغفار أخا له ويعتز به , وكانت العلاقة بينهما متبادلة والود متواصل. ونرجع إلى سيرة شيخنا الفقيد العزيز فقد ولد في مدينة العمارة يوم الأحد (2  1336 المصادف 18/تشرين الثاني/1917) ونشأ وقرأ العلوم فيها على والده وعلى يد الأعلام الشيخ جعفر النقدي ، والشيخ محمد باقر زاير دهام والأستاذ الكبير محمد أمين أفندي ثم التحق بالحوزة العلمية في النجف وتخرج على أساتذة الفن في العلوم الإسلامية واللسانية والخطابة والأدب وسائر الدراسات التي كوّنت شخصيته العلمية والثقافية بما عرف به بعد ذلك في الأوساط . صحب صفوة من أساطين الدين وأعلام الفضل كآية الله الشيخ محمد رضا المظفر وآية الله الشيخ محمد تقي وآية الله الشيخ محمد جواد آل الشيخ راضي وشاعر أهل البيت الشيخ عبد المنعم الفرطوسي والشيخ عبد الحميد الصغير وشيخ الخطباء الشيخ محمد علي اليعقوبي وأستاذ المنبر الحسيني السيد حسن شبر(رضوان الله عليهم) وعميد المنبر الدكتور الشيخ أحمد الوائلي(حفظه الله) وشارك في المواسم والمنتديات المنعقدة في النجف بدواوينها المعروفة وجمعياتها الأدبية والثقافية . ومن يومه علا صيته وطبقت شهرته الآفاق من حيث العلم والخطابة والتواضع والكرم , وارتقى الأعواد فكان عالماً موجهاً وخطيباً مفوهاً وأباً روحياً لطيف المعشر خفيف الروح تطمئن له القلوب وتلهج بعطائه النفوس . • مجلسه فقد كان رحمه الله ممن يشمل الطارقين بألطافه ويحرك عطاؤه مشاعر الناس مِن حوله ، ومجلسه يعرفه العلماء والمثقفون , إذ أن (ديوانه) وبالتعبير (النجفي) ـ برانيه ـ مرتع خصب للأدباء والعلماء والمثقفين , وقد عرفت مدينة العمارة بما زخرت به من الثقافة والعلم بكثير من الأفاضل والأعلام ممن سكنوها أو مرّوا عليها , وكان مجلس الفقيد العزيز يكتنفهم . أمثال فضيلة الأديب والشاعر العلامة الشيخ كاظم السوداني صاحب (المنظومة الحيدرية)، والشاعر الكبير عبد الكريم الندواني , والشاعر أبو هشام الحاج عبد الجبار , والأديب المعروف خليل رشيد صاحب كتاب(جعفر بن محمد (عليه السلام)) , والشاعر الأديب حسين الحاج وهج , والأديب الأستاذ أنور خليل صاحب (الربيع العظيم وقصائد أخرى) و(الصوت الآخر) الذي كان أمينا للمكتبة العامة في العمارة , والشاعر محمد الخليل صاحب ديوان (الدموع) رحمة الله عليهم جميعا , فلهؤلاء ولغيرهم من كافة طبقات المجتمع كانت دار الشيخ الأنصاري منتدى وحلبة لتنمية المواهب وتلاقح الأفكار الخيرة ، يلتقي فيه كلهم حتى المسؤولون الحكوميون على مختلف درجاتهم الوظيفية مع عامة الناس . وكم شاهد الجمع حل أزمات و مشاكل مختلفة بين تلك الجدران المتقاربة المفروشة ببساط بسيط وأرائك (قنفات) أبسط تنبيك عن بساطة العيش مع تعقيدات الحياة . وكلما يحدث من الشجار العشائري , والشجار العائلي , والشجار العقائدي , والشجار الأدبي والعلمي , وحتى الشجار النفسي , تراه يهدأ بين أنامل ذلك الشيخ الوقور الجالس في زاوية الغرفة الذي يعطي لكل قادم كأسه اللائق به فيريحه , ويطيّب خاطره , مع دق فنجان القهوة بإبريقها , ولا يخلو ذلك المجلس من ضيف أو زائر قد شد الرحال إليه على كرور الأيام ؛ فلكل قادم كرامة , ولكل آتٍ موضع ترحاب وتهليل وترحيب؛ فتختلط في كثير من الأحيان الليالي العمارية بالليالي النجفية, وكلاهما بالليالي البغدادية , أو الليالي العراقية بالليالي اللبنانية عند قدوم أمثال (نزار الزين ) صاحب ومؤسس مجلة ( العرفان ) البيروتية أو غيره من العلماء العامليين..... وخاصة عندما يحل شهر المحرم أو شهر رمضان . ولقد كان (مسجد الانصاري) وهو أول مسجد للشيعة بُني في تلك الربوع حيث بناه جده الشيخ أحمد الانصاري المشهور فيها بالشيخ (آغا) , كان هذا المسجد المبارك للعمارة مركزا علميا أدبيا يشع نورا كما هو دأبه كل آن خاصة عند هذين الشهرين بالذات؛ إلا أن ليوم العاشر من المحرم طعماً خاصاً حيث يجتمع الناس قاطبة في مؤتمر علمي خطابي شعري فريد يشدو فيه الشعراء والأدباء بما جادت قرائحهم , وما أكثرهم في الفيحاء , فلم تكن قضية الحسين (عليه السلام) عندهم محصورة باسلوب دون آخر , وكأن هذا الحفل المبارك الذي يقام عصر عاشوراء كل عام بإشراف هذا الشيخ الجليل (مربد) العمارة إذا صح التعبير . وليس من المبالغة إذا قلنا : إن لكل خطيب شهير وشاعر معروف ذكريات جميلة في ذلك المكان المنسي من العالم. وكثيرًا ما قالوا قد ضيّع الشيخ أيامه هناك .... إلا أنه بقي معتزاً بذلك الطيب العماري, والبلد الجالس في أحضان دجلة , وتلك الأرض التي منحته ما به استطاع أن يضم به الشتات ويجمع به الفرقة, ويتقرب به إلى بارئه , فهو قد اوقف نفسه الشريفة لاهل البلد الذي نشأ فيه وفاءاً له فحقق الاية الكريمة بأجلى مصداق وأبين بيان  وما كان المؤمنون ِليَنْفِروا كافة فلولا نَفرَ من كلِّ فِرقةٍ مِنْهُمْ طائفةٌ لِيَتَفقهوا في الدّينِ وليُنْذِروا قومَهُمْ إذا رَجَعوا إليهمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذرون  . فلم يفارقها وقد فتحت الدنيا ابوابها له يوم عُرض عليه الذهاب الى الكويت بعد أواسط الستينات حينها خاطبه سماحة آية الله العظمى مرجع الشيعة يومها الحاج السيد محسن الحكيم (قدس سره) عندما سمع بذلك ( مَن للعمارة غيُرك ؟ ) . كما انه لم يغادرها أيام الشدة والمحنة عندما استهدفت بالقصف الأمريكي فألحّ عليه البعض بالخروج قال ( لا اخرج حتى يخرج آخر انسان منها ) ولذا أحبه أهل العمارة كلهم إلا ما شذّ وندر, يقدرونه كأب كبير لهم لا يريد الا خيرهم و سعادتهم مهما قال أو فعل . ومن تأثير سيرته المباركة ومن قبله آبائه (رحمهم الله تعالى) في ذلك المجتمع المتنوع تحول كثير من شخصيات إخواننا السنة الى مذهب أهل البيت (عليهم السلام) , لا بل تحول بعض من (النصارى واليهود والصابئة) الى الاسلام , وهكذا أراد الائمة (عليهم السلام) لنا أن نكون ولذلك شواهد لطيفة وظريفة لا يسع المقام الآن لذكرها. ولان ننس فلا ننس مقامه عند المرجعية الشيعية واحترام وتقدير المراجع العظام له واجلاله حتى ان آية الله العظمى السيد الخوئي (قدس سره) لم يُعرف عنه انه زار احدا في ايام مرجعيته لاشغاله الكثيرة ولكنّه زار هذا الشيخ الجليل تقديرا واكراما له وهذا مما يُفتخر به, كما انه كان يقول له (أنت بمنزلة ولدي السيد جمال) . ولا ننس من ان هذا الشيخ الجليل له رباطه الخاص بالجليل عز وجل , وله دراية ببعض العلوم الالهية الخاصة ولعل من آثارها (الاستخارة) التي يستخيرها فتتحير الألباب في معرفتها و إدراكها . • آثاره العلمية وأدبه لم تحظ كتاباته أن ترى النور إلاّ القليل منها وذلك للضائقات المالية الشديدة التي كان يمر بها, وان كان ذلك لم يظهر للناس أبداً ولم يطلع على هذا الأمر إلا الخواص ، ومنها : تبصرة الصائمين ـ يبحث عن فلسفة الصوم وفوائده ـ طبع الكتاب في العمارة ، إعرف دينك ـ أرجوزة في أصول الدين وفروعه مشروحة أيضاً ـ طبع في النجف الأشرف ، كتاب في تعليم الصلاة طبع ببغداد ، المطهرون في القرآن ـ أرجوزة لطيفة في حديث الكساء مع شرح واف ـ طبع بالنجف الاشرف ، وغير ذلك من المؤلفات المخطوطة . وله شعر كثير في مدح اهل البيت (عليهم السلام) لم يسعف حظ الأدباء بنشره وما نُشر منه الا مقتطفات في المجلات التي كانت تصدر أبان الانفتاح الأدبي أمثال مجلة العرفان اللبنانية والزمان المكانية والإصدارات النجفية كمجلة الغري والهاتف والإيمان والأضواء وغيرها . ويعتبر الراحل الكريم من الأدباء اللامعين وممن يُعدّ في طبقة أدباء التاريخ الشعري , فهو صاحب التواريخ الشعرية المشهودة بالسبق ؛ ومنها يتألف كتابه ( في أدب التاريخ ) الذي لم يُطبع كذلك ، ولكن تواريخه نشرت عادة في كثير من الصحف والمجلات . من ذلك تاريخ وفاة آية الله العلامة المجدد الشيخ محمد رضا المظفر : بجهاده فاز (الرضا) بيراعه ولسانه خدم الشريعة مخلصاً بالعلم في تبيانه من بعد ذلك ربه جازاه في غفرانه طوبى له أرخ (وقد سكن الرضا بجنانه) 1383هـ وتقريظه مؤرخاً صدور مجلة الإيمان النجفية التي أصدرها المرحوم الشيخ موسى اليعقوبي بقوله : برزت بحسن بيانها (الإيمانُ) فتنورت من زهوها الأذهانُ قد زانها رسم (الحكيم) بداعة إذ للوجود وجوده عنوان وبها الصحائف أشرقت باسم الذي هو للخلائق كلها إنسان (الصادق) الفذ الذي دين الهدى لولاه لم يحكم له البنيان قبس من النور الذي فيه اهتدى (موسى) وفيه أسفر البرهان سل ما تشاء من المذاهب كلها بمن اهتدت إن حُكّم الوجدان فالكل يشهد أنه أصل لهم ومن الأصول تفرَعَ الاغصانُ حارت عقول ذوي النهى عن مدح مَنْ في فضله قد صرّح القرآن فالله يشهد والرسول وصحبه بولاهُ مَنْ قد أُكمل الإيمان بوركت (موسى) إذ عصاك (مجلة) ظهرت وفيها حكمة وبيان والله قد ناجاك أرخ (عنده طرق الرشاد ينيرها الإيمان) 1383 هـ وأرخ وفاة العلاّمة الكبير الشيخ عبد المنعم الفرطوسي بمقطوعتين : 1. قد قلت ( عبدُ المنعم ) المتقي هو الزكيُّ الزاهد الخير لقد جزاه اللّه خير الجزا مع النبي المصطفى يُحشر وآله الأطهار أهل العبا من كان في مدحِهمُ يشعر في جنة الخلد له أرخوا: ( بها المُنى شرابهُ الكوثر ) الجمع: 8+131+508+757 =1404 هـ 2. لم يمض ( عبد المنعم )المتقي وخدن علم اللّه في رحمها وساد بالآداب في عصره من عجمها طرا ومن عربها وأمة الخير له سجلت أعماله بالتبر في كتبها وفي ( الجهات الست ) تأريخه ( تراثه العلمي باق بها ) 6+1106+181+103+8=1404هـ وأرخ صدور كتاب (منهل الشرع) للمرحوم الأديب الكبير السيد العلم الحاج عبد الحسين الشرع : دَعِ المناهلَ طّرا فليس فيهنٌ جدوى إذا وصلتَ فأرّخْ ( ِلمنهلِ الشرع ِ تُروى) وقد أرخ تعمير مدرسة الأنصاري في ديزفول وهي التي درّس فيها الشيخ الاعظم (قدس سره) مِن قِبَل المرحوم آية الله العظمى الشيخ أحمد سبط الشيخ الأنصاري وهو إبن أخت الفقيد : قد شيّد الأنصار في برهم مدرسة العلم بها يُحمدُ (المرتضى) نوّرها للملا فهيَ إلى أعلامنا مسجدُ بمنتهى الأفراح أرختها ( أحسنت في تعميرها «أحمدُ») وقال مقرضاً تأليف كتاب (نسب مشايخ الأنصار) للحاج محمد باقر الشيخ حسن الأنصاري : أبدعتَ ما سجّلتَ بالآثار نسباً خَطَطتَ لجابر الأنصاري وذكرت أمجاداً إليه تنتمي فزكت عناصر نخبة الأبرار نصروا النبي بقولهم وفعالهم وفدوه بالأموال والأعمار والله أعلى ذكرهم بكتابه (1) يغنيهم مدحاً عن الأشعار فاٌهنأ (أبا الهادي) دوماً بالهنا بمحمد وبربه الغفار ما أشرقت شمس الضحى وتبسمتْ وتغنت الأقمار بالأسحار وقال مؤرخاً مناسبة اجتماع (آل الأنصاري) في دار الحاج محمد باقر الشيخ حسن الأنصاري في الأهواز تحت ظل سماحة آية الله الشيخ علي الأنصاري وذلك في 25 1388 قوله: بوركت دار (أبي الهادي) التي بالأماني بأهاليها تشع ومع الست الجهات ازهرت أرخو (الأنصار فيها تجتمع) • أولاده كان له سبعة بنين وبنت واحدة , ولا أكون مبالغا إذا قلت بأنه ربّى ونِعْمَ ما ربّى , فإنه كان يربّي بسيرته قبل قوله فكل واحد منهم له مكانته الاجتماعية والثقافية وهم : 1. ولده الأكبر المرحوم الأديب الأستاذ الحاج عبد المهدي الانصاري , صاحب الروح المرحة , والأخلاق الحميدة, والتواضع الجم مع علو الهمة , كان أستاذا في جامعة بغداد , ومديرا للحقوق في المصرف الزراعي المركز العام, ومحاميا قديرا في الفترة الأخيرة من عمره المبارك . 2. الأستاذ محمد الأنصاري أستاذ في التربية وعلم النفس. 3. الأستاذ الدكتورفي الإدارة محمد سليم الانصاري . 4. الأستاذ صلاح الأنصاري كاتب العدل في العمارة سابقاً . 5. سماحة الحجة الفاضل الحاج الشيخ محمد حسن الانصاري وهو الان أحد فضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف وله مكانه المرموق في مكتب آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله العالي) . 6. سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد حسين الأنصاري وهو الان في بلاد الغربة والمهجر حيث ألقى رحاله في مدينة سدني , أستراليا , نفع الله به المؤمنين . 7. المرحوم الأستاذ محمد علي الأنصاري كان محاسباً في شركة النفط في العمارة . وقد تتوج بتاج العلم ثلاثة من أحفاده وهم : 1. العلامة الفاضل والخطيب الألمعي الحاج الشيخ رشاد الانصاري, الذي هو الإبن الثاني لولده الأكبر, وهو الان يمثل المرجعية الدينية في كل من هولندا وبلجيكا وبعض الدول الأوربية الأخر . 2. العلامة الفاضل الشيخ حيدر الأنصاري وهو من المجدين في الحوزة العلمية في النجف الاشرف . 3. حفيده الثالث العلامة الفاضل الشيخ احمد الأنصاري الذي يؤم المؤمنين الان ممثلا لجده في مسجد الانصاري المبارك في العمارة . وهما إبنا ولده الأستاذ الدكتور محمد سليم الأنصاري . و صهره الوحيد العلاّمة الفاضل الشيخ عبد الكريم الانصاري بن الوجيه المرحوم الحاج صالح الانصاري (ابن أخت الفقيد) وهو من العلماء الذين يمثلون المرجعية الآن في العاصمة العراقية بغداد . • وفاته بعد عمر تجاوز الثمانين عاما قضاه بالبر والتقوى والإحسان والدفاع عن شريعة سيد المرسلين (صلى الله عليه و آله وسلم) اختار الله له جواره فاستجاب دعوة ربه ليلة الجمعة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل يوم 28  1423 هـ , 6/9/2002م . ورقد جوار سيده ومولاه أمير المؤمنين وشفيع المذنبين علي بن أبي طالب (عليه السلام) بعد تشييع مهيب حضره علماء النجف الأشرف ومراجع التقليد فيها وفضلاؤها ومريدوه من كافة أنحاء العراق . وهكذا انطفأ نجم آخر من نجوم طالما أنارت للسالكين طريقهم في هذا الخضم المتلاطم , فَإنا لله وإنا إليه راجعون و لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. • بعض مصادر ترجمته خطباء المنبر الحسيني ، معارف الرجال 3 : 23، معجم المطبوعات النجفية ، معجم المؤلفين العراقيين ، السيرة الذاتية للشيخ محمد حسين الأنصاري وما كتب في تاريخ العمارة وغير ذلك

حسني زهرون صائغ ميساني


زياد طارق جايد



في عام 1906في مدينه العمارة و بالتحديد في محله السريه ولد طفل في بيت عريق لكنه لم يعش طفولته كما يجب بسبب انشغال والده الصائغ الفنان –زهرون مله خضر- بمسؤوليات كبيرة فقد كان مختار الطائفة الصابئه المندائيين , يمثلها في الدوائر الرسمية و يرعى مصالحها و يحل مشاكلها بيته مفتوح لكل أرمله و مطلقه محتاجة ، و كان رب اسرة مركبه قوامها ثلاث زوجات مع الأطفال و الأخوان و الأخوات و الأقارب ، و بسبب تلك المشاغل لم يبق لديه الوقت الكافي للرعاية المباشرة فتركت للأمهات .
في هذا البيت المركب الكبير و في حضرة ام متدينة حنوك اختطف منها الموت اكثر من مولود، ولد طفل أسمته (حسين ) تيمنناً حتى يعيش و عاش و نشأ حساسا نبيها و ذكيا جدا دخل المدرسة و تركها في الصف الثاني الابتدائي لاسباب خاصة ، و في الثامنة من عمره بدأ يعتمد على نفسه و شرع بالجلوس على عتبة الدار و اخذ يرسم وجوه المارة و الأصدقاء فعرف بين أهله و أتقرانه بالرسام و بدأت موهبته بالظهور فاثارت انتباه والده و أعمامه و ذاع صيته و حضي بمعامله خاصة و دخل عالم النقش على الذهب و الفضة صغيرا ذلك العالم الذي اختصت به عائلته و برعت و خاصة والده زهرون فاعتمد عليه والده و أشركه في نقش التحف و الهدايا التي تقدم للملوك و الشخصيات البارزة على نطاق الدولة و العالم و لقب – بحسني – تحببا فمنذ ذلك الوقت اختص بنقش الصور الشخصية و ظل ينقشها كهاوِ و ليس كمحترف او تاجر لانه ينقش كل صورة كأنها الاولى و الاخيرة يؤديها بنفس الصبر و الأناة و الدقة و كان يقول كل صورة هي امتحان جديد لان الوجوه كثيرة و مختلفة و قمة سعادته عند ظهورها بالشكل الذي يرضيه .
حسني الإنسان – كان صادق الأيمان يحمل قلبا نقيا صافيا يفيض حبا و عطفا على كل المحيطين به فهو نعم الأب و الجد و الصديق ، كان وسيما نظيفا باسم الوجه أبدا حليما متسامحا كريما لا يرد محتاجا كم اسقط ديونا دون ذكر أصحابها لانه يكره التباهي ، قنوع عف اللسان ، يكره المجامله و الكرم الزائف .
من ابرز صفاته الكتمان و الصبر على الشدائد و الدليل ذلك السر الذي لا يعرفه الا اقرب المقربين ، و هو ان الفنان و النقاش المشهور لا يعرف كيف يصنع سبيكة ذهبيه و لا كيف يصوغ حلقه ذهبيه بسيطة ، كل عدته أقلام النقش و حجر المس يحملها في جيبه أحيانا عند تنقله بين العمارة و البصرة و بغداد حيث محلات إخوانه و أعمامه و أخيرا استقر في العمارة للعمل مع أخيه جبوري و ابن عمته عبد سلوم و قد صاغت أناملهم أروع التحف الفضية و الذهبية و كم تهافت الناس على اقتنائها ، ثم شارك ابن عمه الصائغ ابراهيم رشيد في محل صياغة في شارع بغداد و بقى شريكا حتى عام 1954 ثم انفصل و قرر ان لا يشارك أحدا و بقي في البيت لمده سنه بلا محل و لا عمل و كان حينها رب اسرة مكونه من عشره أفراد . فرح حساده و هم كثر لغيابه عن الساحة الذهبية و توقعوا ان يموت النقاش الماهر و عائلته جوعا لانه ليس ممن يكنزن المال بل يعمل على قدر حاجته و كانت تلك الفترة خير دليل على صبره .
بدأت محاولاته الاولى لاكتشاف عالم الصياغة المجهول بالنسبة له و هو في الثانيه و الخمسين من عمره دون مرشد و كان يجد غضاضة بل مرارة بالاستعانة باحد و هو لا يعرف أسرار المهنة في تنقيه الذهب و عمل سبيكة قابله للطرق دون تكسرها و لا يعرف كيف يلحم ، بقي يحاول و بعد عشرات المرات بل المئات افلح في تحقيق مراده و فرح بنجاحه و كأنه المكتشف الأول للصياغة و بدأ يصوغ و يا لروعة ما صاغ .
استأجر لاول مرة محلا خاصا به في العمارة في شارع بغداد و أصبحت التحف التي يصوغها لا تجارى و خاصة الاساور و القلائد المطعمة بالميناء السوداء و الصور الشخصية المنقوشة على الذهب و صارت كل فتاة عمارية تشترط على خطيبها صورة من صياغته تتباهى و تتبارك بها و هكذا أصبحت تحفه زينه و خير خزينه و لا يمكننا ان نحصي عدد الصور التي نقشها لعامه الناس والشخصيات البارزه و قد وصلت تحفه الى الدول العربية و الأجنبية و قد قصده الكثير من الزوار لمشاهده التحف و كيف يصوغها .
احب هذا الفنان الطبيعة بل قدسها و خاصة مدينه العمارة الحالمة بأحضان دجله الخالد و أطلق مقولته المشهورة – بلم بشط العمارة تسوى باريس كلها – بعد عودته من سفرة قام بها الى فرنسا للاشتراك في معرض باريس الدولي في الثلاثينيات القرن الماضي و حاول مدير المعرض إغرائه للبقاء في باريس . و هكذا عاد الفنان لارض أجداده و أهله لينعم بدفء حضن مدينه العمارة و أهلها الطيبين تلك المدينة الهادئة الغافية على ضفاف دجلة الخير و استمر بالتعبد و الصلاة صباح مساء على الشاطئ الحبيب بعد الوضوء بالمياه النقية الطاهرة الجارية على مر العصور .
ثقافته شخصيه بحتة . فبعد ترك الصف الثاني الابتدائي تعلم القرائه و الكتابه باللغة العربية و المندائيه و اللانكليزيه من الممارسة و الاحتكاك بالمتعلمين دون مدرسه او معهد احب العلم و المطالعة و من اعز أصدقائه ، السيد عبد الرحيم الرحماني – صاحب اشهر مكتبه في العمارة – مكتبه الرحماني – و قد واظب على شراء مجلة الهلال و قراءتها من الغلاف الى الغلاف و اكن يحب إشراك العائلة بالقصص و المواضيع الطبية و العلمية .
من هواياته لعب الشطرنج و قد تفوق على مدير معارف العمارة الأستاذ – سيد حسن الجواد – في لعبه شطرنج رغب بها المدير تحديا لانه كان امهر لاعب في العمارة.
عاش متدينا صادق الأيمان اخذ من الدين جوهره ، تصرف طول حياته بنكران ذات و بكرم و إباء فاعطى نضره انه من أصحاب الملايين لقناعته و رضاه و الحقيقة انه توفي في بغداد بتاريخ 8/8/1982 – و كانت كل ثروته – صدق او لا تصدق – خمسه عشر ألف دينار لا غير و معها كنز من السمعة الطيبة لا تصنعها مليارات الدنانير ، عاش و مات بلا جعجعة فارغة بل باسم نقش في ذاكرة الزمن بقلم من ماس .

مكتبة العمارة المركزية العامة إحدى معالم المدينة المتميزة



مكتبة العمارة المركزية العامة إحدى معالم المدينة المتميزة


الصحفي / رياض عزيز

عرف الانسان الكتابة منذ الاف السنين واول ما ظهرت على جدران الكهوف و المغارات
وتطورت وسائل التدوين على مر التاريخ الى الكتابة على الرقائم وصحف الجلود وخلال تعاقب الحضارات ازدادت الوثائق والكتب والمخطوطات فاصبحت الحاجة ضرورية للحفاظ عليها من التلف والفقدان وللعودة اليها كل مادعت الحاجة الى ذلك للاستفادة من علومها للدارسين والباحثين ولطالبي العلم .وهنا برزت فكرة انشاء المكتبات لتكن حافظاً ودليلا لكل ما دون وكتب .وبلاد الرافدين مهد الحضارات واول ماعرف الانسان فيها الكتابة وعمل بمفرداتها كانت رائدة في انشاء المكتبات وتاسيس مرتكزاتها على مر التاريخ ومنها مكتبة العمارة المركزية العامة التي تعد من المكتبات النموذجية في الشرق الاوسط حسب الشهادة الموثقة لخبير اليونسكو في المكتبات (ويس راج كاليا) الذي زارها يوم افتتاح مقرها الجديد بتاريخ 8/2/1960 في عهد متصرف العمارة عبد الهادي صالح والذي اشاده بحسن ادارتها وبطريقة ترتيب كتبها حسب نظام ديوي العشري . اخذت هذه العلومات المهمة و القيمة من السيد زياد طارق نجل المرحوم طارق جايد .تاسست هذه المكتبة التي كانت تعرف باسم مكتبة المعارف العامة بتاريخ 15/6/1938م في عهد المتصرف خليل اسماعيل وبمساعدة مدير المعارف في ذلك التاريخ حسن الجواد واقيم احتفال بهذه المناسبة حضره وجهاء المدينة وشخصياتها الذين قاموا بالتبرع بالفي كتاب لهذا المشروع , واول مكان شغلته المكتبة في بناية روضة الاطفال القديمة ثم انتقلت الى بناية صغيرة في مدخل السوق الكبير, وفي مطلع عام 1940 م انشا متصرف العمارة ماجد مصطفى بناية لها على ضفاف نهر دجلة وكان اول اميناً لها عبد الحليم صالح السامرائي وتعاعقب على ادارتها من بعده عدة اشخاص منهم ثابت السامرائي وانور خليل وسعيد مكي ومحمود شفيق طاهر ويعتبر المرحوم طارق جايد اليوسف الذي اشرف على ادارتها مدة 24 عاماً شخصاً متميزاً في ديمومة عملها وتطوير اساليب ادارتها وترتيب فهارس مصادرها واستحداثه لاقسام وقاعات جديدة لها .تمتلك مكتبة العمارة اكثر من 15 الف كتاب في كافة العلوم والمعارف وتحتوي على عدة اقسام وقاعات للقراءة وتعتبر اول مكتبة في العراق انشأ فيها قسم خاص للموسيقى زود بأجهزة الرايدوكرام والريو كوردر كما زودت جميع قاعات المطالعة بمكبرات الصوت التي تنبعث منها الموسيقى الهادئة التي لاتؤثر على القراء كما تحتوي المكتبة على قسم خاص لمطالعة الاطفال والذي خصص لهم اكثر من 1600 كتاب مصنفة حسب سني عمرهم لتتناسب مع قدراتهم الذهنية واذواقهم , كما يوجد في المكتبة قسم خاص لمطالعة الصحف والمجلات التي كانت ترد الى المكتبة يومياً ويعتبر هذا القسم من الاقسام الخفيفة والخاصة للترويح عن القراء .ومن المناظر الجميلة في تلك المكتبة هي حدائقها التي تحتوي على الزهور المتنوعة والاشجار المطلة على قاعات المطالعة .علماً ان اول مؤتمر للمكتبيين في العراق عقد فيها عام 1960 م بحضور جميع امناء المكتبات الرسمية وقد اقيم هذا المؤتمر بناءاً على توصية مؤتمر الحلقة الدراسية للمكتبات العربية الذي عقد في بيروت بتاريخ 8/12/1959 بأشراف اليونسكو وجامعة الدول العربية .

الطيور المائية


بضاعة شتائية
الطيور المائية
بين موسم الهجرة وشباك الصيادين
لماذا يطلق الصيادون أسماء الطيور على أطفالهم
ميسان /ماجد البلداوي
ار تشهد مدن جنوبي العراق سنويا .. وخاصة خلال شهري تشرين الثاني وكانون الأول توافد أعداد هائلة جدا من الطيور المائية التي تهاجر سنويا من موطنها الأصلي في ( شمالي روسيا والمناطق القطبية فيها) هربا من موسم تراكم الكتل الجليدية ,, وبحثا عن الدفء الذي تجده في مناطق جنوبي العراق حتى تجد من يقتنصها لتباع في الأسواق ..
وتختلف هذه الطيورفي أشكالها وأحجامها وألوانها إذ تتميز بلحومها الشهية ذات السعرات الحرارية العالية مما يفسر الإقبال الواسع لشرائها .. فما هي أسرار تلك الطيور .. وما هي أسماؤها وأنواعها ؟ سألنا السيد لطيف عابدين الذي يمتهن عملية صيد وبيع الطيور المائية منذ الستينات ..
يقول السيد لطيف : آن الطيور المائية على أنواع هي ( البط والخضيري وأم سكة وأم جامل والحذاف ودجاجة الماء والكوشمة والبط والكوشرة والبربش والبش والبرهان ) وغيرها من الأنواع ولها فصائل مختلفة والوان حيث يصبح موسم هجرتها فرصة سانحة لصيدها..
ويقول السيد عابدين: ان طرق صيد تلك الطيور تختلف تبعا لنوعيتها ولاسيما ان بعضها يكون عصيا على السيطرة لذلك يعمد الصيادون الى استخدام طرق مختلفة للاحتيال عليها وايقاعها في الشباك .. فالصيد بواسطة(الشباك) تتم بنصب مجموعة من الشباك مختلفة الانواع منها الشباك الخفيفة والخشنة ذات الفتحات الكبيرة وطبقا لطريقة ونوعية الطيور وتوضع على حافات المسطحات المائية بعد رمي الاعلاف و(الطعم) في الحافات حتى اذا مااقتربت تلك الطيور فسوف تقع في المصيدة وتعرف هذه الطريقة (بالدوشة) الا ان هذه الطريقة لاتستطيع الحصول على جميع الانواع من الطيور بسبب فطنة وانتباه بعضها وخاصة (الخضيري) الذي يلجأ اغلب الصيادين الى اصطياده باسلوب اطلاق عيارات بندقية (الكسرية) التي تستخدم مادة(الصجم) عتادا لها.. وهذه الطريقة بطيئة ومحدودة كما ان الطيور التي يتم اصطيادها غالبا ماتموت فنقوم بالحال بذبحها والاحتفاظ ببعضها الاخر حيا من كانت اصابته طفيفة .. ولكن الطيور التي تباع وهي حية تتعرض الى الهزال والضعف السريع نتيجة احساسها بالخوف الذي يتلبسها منذ وقوعها في قبضة الصياد وحتى وجودها في الاقفاص..,،
ويضيف السيد لطيف عابدين :آن المستهلك يفضل شراء طيور الخضيري وهي أفضل الأنواع وتتميز بطعم لذيذ بالرغم من ارتفاع أسعارها بينما يفضل البعض أنواعا أخرى كالحذاف ودجاج الماء لانخفاض أسعارها وتوفرها بكثرة الا آن بعض الصيادين ممن أعمى الجشع بصيرتهم راحوا يستخدمون السموم المحظورة في صيد أعداد هائلة من تلك الطيور على حساب صحة المواطن ..،
صيد الطيور نعمة يبددها البعض باستخدام السموم؟!!
ان عمليات الصيد بالسموم متفشية في بعض المحافظات الجنوبية فحبوب العلف تنقع بالمواد السامة وتلقى الى هذه الطيور فتتسمم اعداد هائلة وتنفق فيأتي بها الباعة الى المدن الجنوبية وهي ميتة مسبقا ومنتوفة الريش وغير مذبوحة شرعا ..، وقد التفت الناس الى طبيعة هذه الطيور المسممة فعزف بعضهم عن شرائها ولكن بعض الباعة لجأ الى التحايل على المشترين بان قاموا بذبح هذه الطيور الميته ووضع دم غريب على نحورها فذا ما جاء المشتري قالوا له أنها مذبوحة..،
واشار بحث ميداني أجراه الأستاذ الدكتور خلف الربيعي من جامعة البصرة واستغرق اربع سنوات حول الطيور المائية للمواسم من (1996 – 1997 إلى 1999 –2000 ) قام خلالها باحصاء طيور البط والوز وتصنيفها علميا في أسواق العمارة والنجف ( مصدرها بحيرة الرزازة) وكان مجموع المواسم الأربعة (11041038) طيرا وبعد اخذ معدل المواسم الاربعة كانت النتيجة(2760259) طيرا لكل موسم وهذه الأعداد من الطيور لو فرضنا في اقل تقدير ان كل طير يزن نصف كيلو غرام في المعدل حيث تقدر أحجامها بين ربع كيلوغرام.. ( الحذاف الشتوي) وثلاث- خمسة كيلوغرامات للوز تكون النتيجة ان العراق يحصل سنويا على اكثر من (1038129)كيلو غراما من لحوم الطير اللذيذة وهذا التقدير قليل جدا هذا باستثناء ما يصطاده الصيادون الهواة وما لم تحصره الدراسة وهو أضعاف هذا العدد فلماذا يعبث بعضهم بهذه الثروة السنوية الوافدة إلى قطرنا ؟ ولماذا نلوث قسما كبيرا من هذه اللحوم بالسموم وماتجره هذه الممارسات من أخطار على الصحة العامة للناس ؟ وان هذه الممارسات متفشية في في المساحة المحصورة بين العمارة والكوت على امتداد الشريط الحدودي فالصيادون هنا قد قاموا منذ سنوات خلت بعمل مسطحات مائية صناعية تحط فيها أعداد كبيرة من البط والوز مما جعل بعض أصحاب هذه المستنقعات يمارس الصيد بالسموم لأنها عملية سهلة كونها تحصد أعدادا كبيرة من الطيور إضافة إلى الصيد بالشباك ولهذا كان على الأجهزة الصحية والرقابية ان تفرض على الصيادين و التجار بأن يسوقوا الطيور الحية فقط كما هي الحالة في بحيرة الرزازة وبعض المدن العراقية الأخرى وعدم تسويق الطيور المذبوحة فربما تكون بعضها مسمومة وبهذا الإجراء سوف تكافح الظواهر السلبية على الطيور وعلى الناس..، اما فيما يخص موسم التكاثر فان الصيد في العراق لطيري البط والوز يقع في موسم ليس فيه فعاليات تكاثر ..، أما موسم تكاثرها يقع في الأقطار التي وفدت منها( بعد مغادرتها في نهاية الربيع)..، كما ان هذه الطيور تتميز بأنها تضع عددا كبيرا من البيض تقدر بين 15-20 بيضة للأنثى الواحدة وهذا العدد كاف لحفظ النوع وفي أوربا تقدم كثير من المطاعم الاوز والبط البري اللذين مصدرهما الصيد البري ..،

ويقول السيد لطيف عابدين : ان من المفارقات في عالم الطيور المائية آن بعض هذه الطيور كثيرا ماتقع في شباك الصيد ونكتشف وجود حلقات حديدية في أرجلها مكتوبا عليها تاريخ وضع الحلقة والجهة التي قامت بذلك مع ختم بعض الهيئات الدولية المعنية برعاية الطيور والمعنيين بعالم الحيوان .. فنسرع بتسليمها إلى الجهات المعنية أو نقوم حالا بإطلاق سراحها مرة أخرى ..، ومن المفارقات الأخرى آن اغلب أبناء الصيادين يحملون أسماء تلك الطيور وخاصة الصيادين الذين يقطنون مناطق الاهوار والمسطحات المائية وهو دليل تعلق وولع وحب لهذه المهنة ومنهم السيد خضيري برهان بربش الفرطوسي الذي هو صاحب عائلة تتكون من خمسة أبناء هم برهان وأبو سكة وبريبش وبطة وبشة وحذافةوغرنوكة وأمهم طويرة يسكنون في ناحية السلام في قضاء الميمونة .

تاريخ الصحافة في محافظة ميسان

صفحات مطوية
من تاريخ الصحافة في محافظة ميسان

ميسان/ ماجد البلداوي
لكل مدينة صفحات مطوية من تاريخها قد لا يعرفها حتى بعض أبنائها من الجيل الجديد ومحافظة ميسان ومركزها العمارة على وجه الخصوص واحدة منها..
لقد عرفت ميسان منذ مطلع ثلاثينات القرن العشرين بنشاطها الثقافي والفكري.. حيث كانت مدينة(العمارة) مركز محافظة ميسان ساحة خصبة للإبداع شهدت صدور العديد من الصحف والمجلات والمطبوعات أسهمت في تنشيط هذه الحركة وفي الصدارة من ذلك المطابع التي أسهمت في انتشار هذه المطبوعات..حيث قام بعض المثقفين بإنشاء العديد من المطابع كانت أولها (المطبعة العمارية) التي أسسها الشاعر محمد خليل العماري عام 1924 صدرت عنها أول جريدة هي جريدة (التهذيب) سنة 1926 للصحفي البغدادي أنور مجيد تحافي وطبع فيها السيد عبد المطلب الهاشمي الأعداد الأولى من مجلته( الهدى) قبل ان يجلب مطبعة خاصة به وبعد ان لمس الحاجة إلى مطبعة حديثة انشأ مطبعة تطبع باللغتين العربية والإنكليزية كان ذلك عام 1929 طبع فيها مجلته(الهدى) والكتب والمراجع الأخرى، كما طبع فيها عام 1923 جريدته (الكحلاء)..،
ولم تقتصر هذه المطبعة على المجلة إنما تعدت ذلك إلى المطبوعات التجارية كالكمبيالات وقوائم البيع والادريسات بهدف تغطية نفقات شراء المطبعة وتمويل إصدار كما أنها –أي المطبعة- استمرت حتى عام 1938 اشترك صاحبها خلال هذه الفترة مع مكتبة الهاشمي لطبع ونشر الكتب المهمة منها على سبيل المثال ( الرسالة الجوابية لشاكر محمود و( رسائل في عدة مسائل فقهية للشيخ عبد الحسين ال ياسين و(الغرر والدرر الدينية) للشيخ محمد مهدي القزويني وغيرها الكثير ..،
وقد أشار الأستاذ فائق بطي في كتابه الموسوم ( الموسوعة الصحفية العراقية) إلى ان السيد عبد المطلب الهاشمي استعان بهذه المطبعة في إصدار جريدة أسبوعية في مدينة العمارة في نيسان 1948 وقد توقفت المطبعة وفي عام 1949 نقلت المطبعة إلى بغداد وتم بيعها هناك..،
من ناحية أخرى ان ما اسهم في تنشيط الحركة الثقافية والفكرية في العمارة انتشار الجمعيات والمنتديات الأدبية والاجتماعية التي منها (جمعية الهداية الإسلامية) التي افتتحت عصر يوم الثلاثاء الموافق 20/ حزيران/1913 كفرع لجمعية الهداية الإسلامية المركزية في بغداد التي أنشئت في كانون الثاني 1930 وقد توسع نشاط هذه الجمعية حيث أصدرت لغاية عام 1936 في بغداد ثماني صحف هي الهداية صدى الإسلام تنوير الأفكار والاعتصام والصراط المستقيم ولسان الهداية والكفاح وكان من ابرز أعضائها الشيخ إبراهيم الرواي كمال الدين الطائي والحاج حمدي الاعظمي والحاج نعمان الاعظمي .. أما الجمعية الأخرى فهي (جمعية السعي لمكافحة الأمية) التي تأسست في 22/شباط/1934 . أما اليوم فان العديد من الصحف والمجلات قد ظهرت للوجود من قبل عدد من الزملاء الصحفيين الشباب في المحافظة ولكن اغلبها لم يصمد نتيجة عدم وجود الدعم المادي لها إضافة لتكاليف الطباعة ورواتب المحررين..، ومن بينها مجلة (جنوبية) وصحف العمارة وميسان وإبداع الأسبوعية والمذار..، يضاف لها عدد الصحف التي تطبع بطريقة الاستنساخ

صناعة الزوارق في ميسان


دخلت في تفسير الأساطير والميثولوجيا الشعبية
الزوارق
صناعة قديمة تولد من جديد
ماهي قصة حفيظ وتل الذهب؟؟
ميسان/ ماجد البلداوي
اشتهر العراق منذ زمن بعيد بصناعة الزوارق وهذه الصناعة كانت مزدهرة في مدينة ميسان (العمارة) والمناطق المجاورة للاهوار كقلعة صالح والكحلاء والمشرح والمجر الكبير والميمونة ،لما للزوارق من أهمية بالغة في حياة سكان الاهوار لأنها واسطتهم الوحيدة في التنقل وقضاء حاجاتهم ،ومن الطوائف التي اشتهرت بصناعة الزوارق وهي الصابئة . ويستخدم في صناعة الزوارق مادة الخشب :وهو ما يستورد من الخارج على شكل الواح طويلة ذات سمك معين وقد يستعمل نوعا اخر من الخشب المحلي وهي اغصان شجر التوت والتي تستعمل في اماكن معينة من هيكل الزورق اضافة الىالجير:وهو القار الذي يستعمل في طلي الزورق من الخارج ويحول دون تسرب المياه داخل الزورق .حيث يتم تثبيتها بواسطة المساميروهذه تستعمل في ربط الخشب مع بعضه وتختلف حجومها حسب الاماكن المراد تثبيتها بواسطتها .//ويقول احد المهتمين بصناعة الزوارق ( جاسب زيدان (65 عاما ) ان من ابرز مواد البناء والآلات المستخدمة في بناء الزوارق هي :-الجاكوج والجلابتين والفاس والجف )وهو منشار صغير يستعمل في قطع الاخشاب الصغيرة .)..، والمنشار(وهو منشار رفيع وطويل ،طوله متر ونصف تربط نهايتاه بخشبتين تقوم كل منهما مقام المقبضين يستعمله رجلان وطريقة استعماله تتم بوضع اللوحة الطويلة المراد شقها الى نصفين على جذع شجرة كبير .يجلس احد رجلين فوق اللوحة ماسكا بيده طرف المنشار في الوقت نفسه يجلس رجل اخر على الارض قبالة الرجل الاول ماسكا بيده طرف المنشار الاخر .ثم يباشر بالعمل حيث يدفع الرجل الاول المنشار بكلتا يديه يساعده الاخر بسحبه اليه وبتكرار هذه العملية يتم شق اللوحة) كما يستخدم المكفال( وهو عبارة عن قضيب من الحديد القوي تكون احدى نهايتيه عريضة على شكل قرص والنهاية الاخرى مدببة يستعمل المكفال لفصل (الجير) القديم عن الخشب .وتتم هذه العملية بعد اخراج الزورق من الماء وقلبه على الارض حيث يضع النجار (المكفال) في منطقة التقاء القير بالخشب ويضرب علية (بالمطكاكة ) الى ان يتم فصل القير الملتصق بالخشب .)كما تستخدم المطكاكة (:وهذه عبارة عن خشبة طويلة ومستقيمة وقوية يبلغ طولها نصف ذراع تستعمل في (كفل) القير وتقوم مقام الجاكوج في بعض الاحيان .) كما تستخدم سوبج الصكلة (وهذه الخشبة مدببة النهاية من الطرفين يبلغ طولها ذراع واحد تستقطع من الخشب الجيدة ، تستعمل في طلي القير وذلك بعد مسحها بالنفط الاسود لكيلا يلتصق القير بها وتتم عملية طلي الزورق بالقير وذلك بمسك (السوبج)من طرفيه ودفعه الى الامام فوق القير ثم سحبه الى الوراء الى يتم تساوي سطح القير كله ). واهم مادة تسنخدم في صناعة الزوارق هي الجيروالجير هذا عبارة عن برميل كبير يشق من وسطه ويمد على الارض مكونا صفيحة من (الجينكو ) يبلغ طولها محيط البرميل وعرضها ارتفاع البرميل نفسه .بعد ذلك تحفر حفرة مستطيلة الشكل تكون ابعادها نفس ابعاد الصفيحة (أي البرميل المشقوق ) ثم يؤتي بالصفيحة وتوضع فوق الحفرة وتثبت بالطين والطابوق مع عمل حافة على الصفيحة لكي تستوعب كميات كثيرة من القير .بعد ذلك يعمل في الحفرة فتحتان احدهما للوقود وتكون كبيرة – ويكون الوقود عادة من القصب والمطال – والفتحة الاخرى صغيرة وعالية لخروج الدخان .) ..، ومن مواد بناء الزورق هي الكاطوعة:وهذه عبارة عن عمود في نهايته كف عريضة من الخشب اللوح . تستعمل في خلط القير وتحريكه في اثناء ذوبانه .كما انها تستعمل في حمل القير من ( الجير ) الى (المنكالة ) . تتكون فيما بعد خشبة على شكل زاوية منفرجة قليلا يكون احد ذراعيها اطول من الاخر .ناخذ (الطابك وهو لوحة طولها (12) ذراعا وعرضها شبر واحد ونضعها على الارض ونضع تحتها (تكوات ) لرفعها عن الارض قليلا ثم ناتي بالعطفات حيث ندق عطفتين متقابلتين في وسط (الطابك) قليلا بوضع (تكوات ) تحته بعد ذلك نضع (4) عطفات صغيرة تمتد من الوحة الفولاذي حتى العطفات الوسطى من كل جهة . و هنا يبدأ الصانع بـ (ركم) لوحة طويلة تمتد من الطولاني الاول -مثبتا اياها على العطفات من الخارج – الى الطولاني الثاني من كل جهة ايضاً . كما تستخدم (المنالة) وهي عبارة عن (طاسة) من الخشب تستعمل لنقل القير من (الجير) الى الزورق المراد طليه بالقير.
ثم تملا اللوحتان السابقتان بالعطف من الداخل وعلى مسافة (كف) بين العطفة والاخرى من الجانبين ايضاً .
بعد ذلك نأتي بلوحتين وندقهما على العطفات من الداخل في كل جانب . حتى اذا ما انتهينا من تثبيت اللوحتين . نضع الجسوت (مفردها جست وهي خشبة عرضية يختلف طولها وعرضها حسب عرض الزورق وكبره وفائدة الجسوت هي تربط جانبي الزورق وتقويته ولكي لاتتحرك الجسوت تربط بخشبات تشبه الزوايا المنفرجة تسمى (الكاورات).
مراحل صنع الزورق
وتتم بتهيئة الواح الخشب الطويلة اولا . وجذوع واغصان شجر التوت ثانيا لعمل (العطفات) منه(والعطفات مفردها عطفة وهذه عبارة عن خشبة تقطع من شجرة التوت بطريقة تسمى (شرح العطف) حيث بعد تكوين هيكل الزورق الخشبي يقوم الاسطة بملء الفراغات الموجودة في هيكل الزورق وهو مايسمى (بالمداواة ) حيث تؤخذ خشبات صغيرة وتحشد في الفتحات وتهذب من الخارج بالفاس لتكون سطحا مستويا . وبعد ذلك يباشر بالعملية الثانية وهي الاخيرة والتي تسمى (الكيار) حيث يبدأ صاحب الزورق بجلب الوقود ويكون عادة من القصب والمطال وهو فضلات الحيوانات ويبدا بشعله مبكرا تحت (الجير) والذي مر ذكره سابقا بعد وضع كميات مناسبة من القير فيه .
واثناء ذلك يقلب الزورق على وجهه بعد وضع (التكوات) تحته وهذه مسندات من الخشب تحول دون تحرك الزورق او سقوطه . وحالما يذوب القير يبدا صاحب الزورق (بالكص) ويتم بواسطة (الكاطوعة) وهي غرافة خشبية . والتي تغمس بين فترة واخرى بقدر مملوء بالنفط الاسود والماء واللذين يحولان دون التصاق القير (بالكاطوعة) على ان يتم نقل القير من احد افراد عائلة صاحب الزورق ايضاً ويكون عادة (بطاسة) مصنوعة من الخشب او (فقه مصنوع من الخوص) تسمى (المنكلة) والتي تمسح في كل مرة – قبل ملئها – بالتراب او الرماد لكيلا يلتصق القير فيها على ان وظيفة الاسطة الصانع تنحصر في هذه العملية لوقوفه قرب الزورق المقلوب ماسكاً بيده (السوبج) ومرتدياً (عباءة من الصوف الاسود ومتمنطقاً بحزام من البردي . عندجما ياتي (الناكول) بالقير يضعه امام الاسطة فوق سطح الزورق . يقوم أي الاسطة (بالكيار) والذي يتم بتغميس السوبج بالنفط الاسود والذي يوضع عادة في اناء قرب الاسطة ثم يبدأ بمسك السوبج وتمشيته فوق القير السائل بطريقة فنية وسريعة وذلك عدة مرات ذهابا وإيابا الى ان يتم تسويته بصورة صحيحة فوق سطح الزوارق كاسياً اياه بطبقة خفيفة من القير يطلق عليها (الثوب) او (السواد) على ان الاسطة يبدا بطلي الزورق بطبقة اخرى من القير تسمى (الكمر) وبعد ان تتم العملية الثانية يقوم صاحب الزورق بطليه بطبقة من (الطين الحري) ثم يستعين بعدد من ابناء قريته لمساعدته لقلب الزورق ومن ثم دفعه الى الماء (تزليجه).
علماً بان عملية صنع الزورق تتم بالقرب من الانهار حيث يعمل لهم اماكن خاصة تسمى (السوابيط) والتي تبنى عادة من القصب و البردي لتقيهم الامطار شتاءا وحرارة الشمس صيفا.

انواع الزوارق
ويضيف صانع الزوارق (سعدون دايش مريدي 45 عاما ) ان انواع الزوارق كثيرة ومختلفة ومنها :-
ماطور (.امويطير.ابليم.جليكة).هذه مجموعة من الاسماء تطلق على زورق صغير طوله (7) اذرع وعرضه ذراع واحد على ان العرض يقل حتى يصل الى الشبر في طرفي الزورق . يستعمله سكان الاهوار لصيد الطيور فقط . يتسع لشخص واحد مع بندقيته التي يستعملها في الصيد يصبغ احياناً باللون الابيض ويسير بالغرافة او (الفالة) واثناء مشاهدة الصياد الطيور في مكان قريب يبدأ بالغرف بيده بعد ان يطرح الغرافه جانباً لكي لا يحدث صوتا يخيف الطيور .
2-المشحوف:وهو زورق صغير طوله (9) اذرع وعرضه ذراعان يستعمله سكان الاهوار لجلب الحشيش الى حيواناتهم او الانتقال من مكان الى اخر .ويسير عادة بالمرادي او الغرافة ويتسع لــ (4) اشخاص .
3-طرادة: وهي اطول من المشحوف وتصنع من الواح خفيفة من الخشب تستعمل في صيد السمك والطيور ايضاً كما يستعملها السكان في الاعراس وتسير عادة بالمرادي او الغرافة .
4-بلـم: وهو زورق كبير يبلغ طوله (20)ذراعاً . يستعمل لنقل الشلب يسيره عدد من الاشخاص ، وكثيرا ما يسيره شخصان حيث يجلس احدهما في مؤخرة البلم وقد امسك بيده غرافة . والاخر ينزل على الارض وقد ربط على صدره حبلا قد شد طرفه في مقدمة الزورق وذلك لجره بسرعة .
5-الكعدة:زورق كبير يستعمل لنقل الشلب ايضا وكذلك لنقل الاسماك من الاهوار الى المدينة وكثيرا ما يسير بربطه بالزورق البخاري او يقوم بجره عدد من الاشخاص بواسطة الشواريف وهي حبال تربط بالزورق ويضع نهايتها الاخرى على صدور الرجال لسحب الزورق وجره بسرعة ايضا.
6-العانية:وهي سفينة كبيرة جدا تسير بواسطة عدة اشخاص قسم منهم يدفع بالمردي من الجانبين والقسم الاخر يجر السفينة بواسطة الشاروفة اضافة للشراع الذي يفتح في حالة اتفاق الريح ومسرع السفينة كما ان السفينة مزودة بـ(سكان) يحركه شخص الى جهتين يجلس على دفة السفينة والسفن تتجول في اهوار العمارة وهي كثيرا ما تكون محملة بالتمر تاتي من مدينة البصرة وتضع في العمارة .
ولا زلت احفظ لعبة للاطفال كانوا يرددونها عندما تاتي هذه السفن محملة بالخلال من البصرة .حيث يصطف الاطفال على ضفتي النهر ويرددون
(هاي العـانيــة ام اشــراع
ذبيلـي اخليـة بالكــاع)
الزوارق في اللغــــة
ويقول الباحث الفلكلوري جبار عبد الله الجويبراوي عن دلالات الزورق في اللغة العربية حيث يقال : شله:يشله:شاله:فعل يقال للنهر الذي يكون ماءوه قليل ولا يستطيع الزورق السير به فيصطدم في قاعه ويقف فيقال : شله البلم زلج:ايزلج:امزلج:في ايام الصيف عندما يقل الماء وخاصة في الانهار الصغيرة .يقوم اصحاب الزوارق بجرها بصعوبة فوق الماء القليل وهو ما يسمى (يالتزليج) فيقال ايزلجون المشاحيف.
نيح:اينيح:امنيح:يقال للزورق الذي يجد ماء كثير فيسهل سيره فيقال :طرادتكم منيحة.
انحدر:ينحدر:منحدر: يقال للزورق الذي يسير مع مجرى الماء .
غرب: ايغرب :امغرب:يقال للزورق الذي يسير عكس مجرى الماء .
رهى يرهي: راهي يقال للزورق الذي وضع فيه حمل ولم يمتلئ بعد فيقال بلمكم راهي لاتخافون عليه .
كلف:ايكلف:امكلف:يقال للزورق الذي امتلاء حتى نهايته واصبح سيره خطرا مثال :كلفوه اهواي بس لا يغط.
غرف:يغرف :غاروف يقال لمن يستعمل الغرافة في تسيير زورقه.
دفع :يدفع:دافوع:يقال لمن يستعمل المردي في تسيير زورقه .
سكن :ايسكن:امسكن يقال لمن يجلس في نهاية الزورق ويضع الغرافة ضاغطاً عليها في الماء دون ان يحركها وانما يستعملها لتوجيه الزورق .
وشل:ايوشل:اموشل:يقال لمن ينظف الزورق من الماء في داخله.
شكص:ايشكص:امشكص:يقال لمن يضع على زورقه (شكصا)وهي بارية مصنوعة من القصب لتقيه المطر والحر اثناء وجوده في الهور لصيد السمك.
عذب:ايعذب:معذب:يقال لمن يقضي بضعة ايام في الهور لصيد السمك ثم يرجع الى اهله .
مطروب:يقال للزورق الذي يوجد في احد جوانبه شق
معيوب:يقال للزورق الذي يوجد في احد جوانبه ثقب صغير
ماخذماي:أي ان الزورق مثقوب.
في الحكايات والميثولوجيا الشعبية
وفي مناطق الاهوار كثيرا مايتحث أبناؤها عن حكايات خرافية خارقة كانت قد حصلت لبعض الأشخاص الذين حاولوا البحث عن مجاهيلها أو ما أشيع من أساطير فهذه منطقة ايشان حفيظ أو تل الذهب الذي يظهر ليلا في أحد المناطق البعيدة ويظهر زورق محمل بالكنوز والذهب الذي يضيء فضاء المنطقة وعليه بحارة يرقصون ويقرعون الطبول والدفوف التي يسمع صوتها من بعيد ..، وان الذي يصل أو يحاول الوصول إلى موقع الزورق فسوق لن يعود إلى أهله ..، وتكاد تسيطر هذه الأسطورة على عقول الكثير من أبناء الاهوار والمدن القريبة..، ومما يدعم حقيقة هذه الأسطورة هو عثور البعض من صيادي الأسماك على لقى آثارية مصنوعة من الذهب والقطع النقدية الذهبية التي نقشت عليها رسوم واختام وكتابات تشير إلى حضارات بعيدة ترجع في تأريخها إلى عصر الوركاء والعصر الإسلامي والعصور اللاحقة ولها تسميات محلية حيك حولها الكثير من القصص والروايات والأساطير..، وأصبح بعضها ذائع الصيت كما في أيشان احفيظ أو جزيرة حفيظ في عمق أهوار ميسان والذي تناقل أخباره الرحالة الأجانب ومنهم ( الميجر هيجكوك في كتابه الحاج ريكان) و( أوليفر دتيسكر في كتابه المعدان أو عرب الاهوار)و(ماكسويل في كتابه قصبة في مهب الريح ) وهؤلاء جميعهم تناقلوا الأساطير عن ذلك الايشان وخلاصتها ( آن تلك الربوة مملوءة بالكنوز وخاصة الذهب ويقال آن من يراها أو يحاول السيطرة عليها يصاب بالجنون أو يتعرض إلى هجوم الأرواح الشريرة ..،إنها محفوظة في مكان يقال له ( حفيظ) لأن الجن تحرسها وأكبر دليل على صدق هذه الروايات تلك النيران التي تشتعل ليلا وان العديد من الذين حاولوا الاقتراب منها أصيبوا بالجنون أو الحمى وبعض منهم فارقوا الحياة ..، وهذه الحقائق التي تناقلتها الأجيال تقرب هذه المنطقة من ظاهرة مثلث برمودا الشهير .
ويضيف الباحث الجويبراوي : من احاديث مايروى عن الزوارق في الاسطورة الشعبية وبعض المناطق المنتشرة في الاهوار : ان (أبو ذهب) :وهي ارض مرتفعة تغمرها المياه من جميع الجهات تقع الى الشرق من ناحية الكحلاء في محافظة ميسان،ولهذا المكان قدسية في نفوس ابناء القرى المجاورة حيث يعتقدون بان زورقا من الذهب يظهر كل ليلة جمعة يضيء هذا المرتفع ،كما يدعي اخرون بانهم شاهدوا هذا الزورق عدة مرات .
ويروي لنا بعض الشيوخ( عبد الحسن كاصد الفرطوسي 75 عاما) ان أحد الملالي أراد الحصول على هذا الزورق الذهبي . فأستدعي لهذه المهمة عدداً من الاشخاص وكلفهم بالحفر في هذا المرتفع وسط الادعية والقراءات الخاصة بالملالي ولكن هؤلاء الاشخاص لم يتمالكو اعصابهم لادعائهم بسماع اصوات مخيفة حالت دون استمرارهم بالحفر فولوا هاربين وأصيبوا فيما بعد بالجنون على ان (الملا) (تمارض ومات بعد عدة ايام من الحادث ). وان الزورق لايزال موجوداً حتى اليوم على حد تعبير السكان هناك.
الجكة: وهي بركة كبيرة جداً تقع بين ناحيتي الكحلاء والمشرح يعتقد كثير من الناس بان (الجكه ) (مسكونة) أي ان الجن والملائكة يسكننونها وانها بين الفترة والاخرى تغرق عدد من الزوارق .لذلك يعمد الناس هناك اثناء عبورهم في الزوارق الى رمي كسرات من الخبز اثناء اجتياز هذه البركة خوفا من الغرق واتقاء من شر الجن والشياطين .
في الأمثال
الك من أيردك يابو الجوير
اللك :لك
من ايردك:من يوقفك عند حدك
يابو الجوير:يا ابو الجير :وهذه كناية عن موصوف والمكني عنه (الزورق)يابو القير والمثل يقرب لشخص يستمر في الغي والعدوان ويتوعده الاخرون بظهور من يردعه ويوقفه عند حده .
حمل حمل وعنيجك طالع
حمل حمل :أي ضع شيئا فوق الاخر دون الاهتمام بالكمية الموضوعية .
وعنيجك:وعنقك
طالع:ظاهر
مثل يضرب في تكليف شخص اكثر من طاقته كمن يحمل وزرقاً اكثر مما يستوعب مادام غنقه ظاهر.
دانك خداده
دانك:واحد من اسماء الزوارق
خداده :اسم شخص
مثل يضرب في الفوضى والاضطراب والهوس كالزورق المحمل ببضائع مختلفة وغير متجانسة .
دانك خلال:
يضرب هذا المثل في الشخص الذي يكثر التوقف ويتباطا في عمله كالزورق المحمل تمرا فانه كثير الوقوف لتحميله من كل قرية .
دانوكتنا جابت دانوكة
دانوكتنا:زورقنا الكبير
جابت:انجبت
مثلا يضرب في غباء بعض الاشخاص كالذين يعتقدون بان الزورق الكبير ينجب زورقا صغير .وللمثل قصة مشهورة .
الدانك ابن عم الجرف
الجرف:جرف النهر
مثل يضرب في غباء بعض الاشخاص كالذين يعتقدون بان الزورق كقرابة الزورق من جرف النهر .
رحت ببلم جيت بخرابة
رحت :ذهبت
ببلم:في زورق جديد
جيت:عدت
بخرابة:زورق عتيق جدا
مثل يضرب في شخص يخرج طالبا غاية ولكنه يعود بائسا كمن يخرج في زورق جديد ويعود في زورق عتيق يكلفه متاعب كثيرة.
الزوارق في الأغاني
ويشير الباحث جبار الجويبراوي لموضوع الزوارق في التراث الغنائي العراقي فيقول :لقد وردت الزوارق في كثير من اغانينا ((كل البلام تفوت ))و((عمي يا بلام))و((يابو بلم عشاري))و((يابو المشحوف تانيني )) و((يامعبر ولك عبرني)) لكن هذه الاغاني تختفي شيئا فشيئا كلما توغلنا في الاهوار حتى نستمع الى نوع جميل من الأغاني تختلف عما نسمعه في الإذاعة . فالشباب هناك يكثرون من اغاني الابوذية والموال والتي ترد فيها أسماء الزوارق بكثرة لما للزوارق من اهمية في حياة المرء في الاهوار .
كتلي الينسل بريحه بلا ماي
ومثل عود الكبر يزهي بلا ماي
طراريد العشك سارن بلا ماي
مراديهن هوة وعملن بلا بيه
الشخص الذي راح يمشط بالعطر زاد المي وقتلني.وبدا زاهيا مثل النبات الصحراوي (الكبر) .زوارق العشق سارت بلايماات .اعوادهن الريح وتركنني احترق اسفا عليهن .
سرت كل البلام وشله بلماي
وكنز النذل صار اعداد بلماي
اشلون البصر لوغصيت بلماي
لايمرك ولادفعه بديه
ساب كل الزوارق الا زورقي اصطدم بالقاع لقلة المياه .نقود (النذل)كثيرة بالماء.ما الامر اذا غصصت بالماء ؟ لايسير ولا استطيع دفعه بيدي !
ولا تخلو اغاني النساء في تنويم الاطفال والطحن على الرحى وندب الموتى من الزوارق لما لها من تاثير فعال في حياة هولاء القوم
داونيك كلبي امحملة اكشاش
وشلهن على ماي العطاش
ابات بالغربة ابـــلاش
زوارق قلبي محملة بالقش .ووقفت على الماء العطشان (وهو اشارة الى الماء القليل) . ابات في الغربة بلا ذنب جنيته
اركبنة ثلاثتنة اببلم
ادوافيعنة رضعان غشم
جابوه للعلوة اوردم
ونصيح يكلاب الرحـم
ركبنا ثلاثتنا في زورق .وبحارته اطفال لا يعرفون الابحار اتوا به الى مكان مرتفع واصطدموا به .اين انتم يا اصحاب القلوب الرحيمة (والمقصود بهذه الاغنية هو حيرة المراة عندما تركب في زورق ولا تجد من يساعدها في اجتياز المسافة المطلوبة الا اطفال صغار لايجيدون الغرف فيؤلمها هذا الموقف)
يـمة الولد يا شبة الباب
يا مفرشي عن التراب
يا طراتي والماي خنياب
يا ولدي انت شبه الباب وانت المفرش الذي يقيني من التراب وانت الزورق الذي ينقذني في الفيضان.
والمردي وهو العود الذي يدفع به الزورق هو الاخر يتكرر في اغاني النساء هنا.
كلبي امغيم وانترس
ومن دفعة المردي انكسر
قلبي غائم وممتليء ومن دفعه المردي اصبح غارقاً
والمردي المستعمل دائما ماخوذ من نبات الخيزران الا ان بعض الناس يستعملون اعواد القصب مراديا في دفع زوارقهم .والعود الماخوذ من القصب لا يتحمل الضغط ولا يعتمد عليه في قطع المسافات الطويلة .
يـم الوحيـــد وين تردين
مردي الكصب بيدج تدفعين
لو ينكصد جاوين ترحلين ؟
يا ام الولد الواحد إلى أين أنت تريدين ؟ بيدك عود من القصب الاتخافين عليه من الانكسار ؟؟ فالى اين تروحين اذا ما انكسر ؟؟ .
وبعد هذا الاستعراض التاريخي لصناعة الزوارق ..، تشهد صناعة الزوارق الآن ازدهارا كبيرا بعد حملة إعادة الاهوار في الجنوب بعد فترة الجفاف التي عاشتها في ظل النظام السابق حيث تواصل وزارة الموارد المائية العراقية اطلاق كميات المياه إلى مناطق الاهواربغية إعادة تأهيلها من جديد .. حيث يجري التنسيق مع بعض المنظمات الإنسانية لاعادة تنمية مناطق الاهوار على اساس علمي صحيح وهنا يتطلب الاهتمام بتطوير صناعة الزوارق لكي تنسجم مع التطور الذي ستشهده مناطق الاهوار .. اذ ستتحول تلك المناطق إلى أماكن سياحية يؤمها السياح من جميع أنحاء العالم لقضاء أوقات جميلة من النزهة في مناطقها ولهذا فان الزورق سيكون هو الواسطة الوحيدة التي يتم من خلالها التنقل بين أكداس القصب ودخول واستكشاف مجاهيل الاهوار إذ لا تمتلك السفن الصغير المختلفة الدخول في أعماق تلك المناطق .



شكرا لكم لزيارتكم لموقع ميسان ماسة العراق الجديد@ نتمنى معاودة الزيارة ان عجبكم الموقع @ تجدون فيه كل ما يتعلق بمحافظتكم الغالية