(لوحة الماء)
قصة قصيرة
نام الجميع إلا عين السماء التي مازالت تمطر بغزارة,,صوت اصطدام قطرات المطر بشباك الغرفة أيقضه منزعجاً,,بدأ يتقلب على سريره وهو يدس قدميه بين طيات غطاءه الدافئ,, فتح عينيه بصعوبة وهو ينظر صوب طاولته التي اكتظت بأدوات الرسم وأكداس الأوراق,, ابتسم,, إذ تذكر حبيبته التي سافرت منذ اشهر والتي أوشك على إنهاء رسم صورتها التي تعتلي لوحاته على الطاولة ,,
بدأ المطر يتساقط بغزارة والرعد يعكس ضوءه البراق المتقطع على الطاولة حيث لوحة حبيبته..
هنا بدأ بالتفكير (ترى أين أنتِ الآن ؟ وهل ما تزالين مستيقظة ؟ فصديقكِ المطر يلهو بالخارج ,, أما زلتي تخرجين وترقصين تحت المطر ؟ )..
بهذه الأثناء تراءى له بصيص ضوء خافت يقدح قريباً من لوحة حبيبته !!مصحوباً بصوت منتظم ..ابتسم وقال (استفيقي أيتها الورقة,,استفيقي وأفيقي وجهها الغارق بألوان الماء..فكم اشتقت لصوتها ,, لملامح وجهها..أين انتِ انه المطر ؟ )...هنا بدأ النعاس يربت على أكتاف جفنيه المثقلين وما هي إلا لحظات حتى غرق بنوم عميق..
وبعد سويعات ,,
سقطت بقعة ضوء تسللت من إحدى زوايا ستار النافذة بدت دافئة وهي تلتصق أعلى وجهه الغارق بالنعاس ,,فتح عينيه وعندها أحس ببرودة عند أقدامه نهض وإذا ببقعة كبيرة من الماء قد افترشت سريره!!نظر للأعلى وإذا بفتحة في السقف قد سمحت لماء المطر بالدخول .. نهض متجها نحو الطاولة حيث لوحة حبيبته ,,
اقترب وإذا به يفزع..
امسكها بكلتا يديه وهو يبتسم بألم ,تذكر الضوء الذي رآه ليلاً هز رأسه وعيناه تلتصقان بالورقة التي تحمل (نصف وجه حبيبته) بعد أن محت النصف الآخر قطرات المطر التي تساقطت من ثقب السقف.
عباس العلاق/ ميسان2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق