تأسس موقع ميسان ماسة العراق بجهود فردية لبيان تاريخ محافظة ميسان ويعد اول موقع للمحافظة نشر على صفحات الويب بتاريخ 3/1/2005
موقع عام يتحدث عن محافظة ميسان الماضي والحاضر والمستقبل الموقع الاول على صفحات الانترنت للمحافظة ztch25@yahoo.com الموبايل 009647703229521 رأيكم يهمنا جدا لا تبخلو بالاتصال بنا

ميسان ماسة العراق


اعداد الاعلامي زياد طارق جايد مدير المركز الثقافي في ميسان نفخر باننا اول من اطلق اسم ماسة العراق على ميسان


Google
ميسان ماسة العراق@ يرحب بزواره الكرام@ اول موقع على صفحات الانترنت لمحافظة ميسان انشيء بجهود فردية دون مساعدة اي شخص او جهة معينة@ المواضيع المنشورة بالموقع تعبر عن اراء كتابها وليس تعبر عن راي ا لموقع ztch25@yahoo.com موبايل 009647703229521 الاتصال بنا

12‏/07‏/2009

كهرباء في الذاكرة

كهرباء في الذاكرة
داود الرحماني
خلال..وبعد حرب أكتوبر عام 1973 وعبور قناة السويس.. شهرَ العرب سلاح النفط في وجه الغرب, ومن الطبيعي ان يتأثر ذلك العالم بنتائج تلك الخطوة التي استخدمها العرب لأول وآخر مرة!. بعدها بعدة أشهر وتحديداً في شباط 1974 كنت في بريطانيا ولمست تأثير ذلك الإجراء على مجريات الأمور فيها فقد ترنّحت وسائل استمرار الحياة الرغيدة الى درجةٍ جعلت من التقـنين الصارم أمراً لابد منه.. لقد انبهرتُ وأنا أرى الشعب وكافة المؤسسات الحكومية وغيرها تتعاون وتتضامن و بشعورٍ عالٍ بالمسؤولية, فقد تكاتف الجميع في تقـنين استخدام كافة انواع الطاقة الغير ضرورية. فتقلص عدد سيارات نقل كبار الموظفين وغيرها الى الربع أما الانارة فحدث ولا حرج فقد شاع استعمال الشموع في صالات انتظار المراجعين في الدوائر والمستشفيات وحتى في العيادات الخاصة للأطباء. ومن أطرف ما لمسته كان في دائرة تصديق الوثائق الـ (home office) فبينما كنت أعقّـب تصديق تقريراً طبياً يخص زوجتي (وكانت معي)..وكنا جالسين في صالةٍ صغيرةٍ تنيرها الشموع مع جمع من المنتظرين..شعرت أن دورنا قد تأخر فنهضت لأستفسر من الموظفة المسؤولة التي يفصلنا عنها شباك خشبي صغير على شكل سلايد أي (قخمه بالعراقي) وكان عليّ ان أضغط على زرِّ جرسٍ كهربائي مثبت الى جانبها لكي تفتح لي تلك القخمة.. ضغطت مرتين وثالثة فلم احصل على استجابة.. فما كان مني وأنا العراقي الحامي! إلاّ ان اطرق على القخمة..ولم تفتح القخمة أيضاً فاضطررت لفتحها بيدي وإذا بالموظفة (التي استقبلتني قبل يومين بكل رقّة وبشاشة) تطل عليّ بعينيها الزرقاوتين وكأنها قطة شرسة تلومني على فعلتي الشنيعة ( وما أريد أطوّلها عليكم ) فقد اكتشفت ان الجرس الكهربائي قد تم اسكاته واستبدل بجرسٍ منضدي وضِعَ الى جانب القخمة ولم أكن أعتقد ساعتها ان أمور التقنين قد تصل الى العودة لاستعمال هذا الجرس (العصملّي).أما التدفئة الكهربائية فهي الشيئ الوحيد الذي لم يبالَغ في تقنينه فقد قـنِّنت الى درجة معقولة بحيث لا تجعلك تشعر ببرودة بائنة ولا تجعلك تستغني عن الجاكيت وتجلس داخل المبنى (بطرﮒ القميص).,كما شاع استخدام المدافئ الموقدة بالفحم أو الخشب وتلك عادة مألوفة لدى البريطانيين (عادت حليمه..مضطرّةً). كما استفزّني الدور الفعّال لكافة وسائل الاعلام وخصوصاً محطات التلفزة فقد كان هنالك اعلان توجيهي يبث على كافة الشاشات ولمئات المرّات يومياً..يتوحد في جملة واحدة هي:-
Switch off somethingأي ( أطفأ شيئاً ما )...أما بقيّة محتويات الاعلان فقد تركت لإبداعات القنوات كل حسب رؤيتها. ومن أظرف ما شاهدته كان اعلان تظهر فيه سيدة تنادي على النساء بأسمائهن وبطريقة تنبههنّ فيها وتحفّزهنّ على إطفاء أي جهاز كهربائي فائض عن الحاجة فتقول مثلاً :- ايلين انت يا ايلين..هل تسمعينني اذهبي الى مطبخك ستجدين المدفأة تعمل, لماذا لم تطفأينها بعد اعدادك طعام العشاء؟ انها تعمل بلا ضرورة منذ اربعة ساعات ونحن الآن في العاشرة مساءً..انهضي أرجوكِ, وانت يا جاكي ويا سوزان وانت يا هيلين ويا پتريشا.. ابحثن في الدار عن أي مصباح أو جهاز يعمل دون الحاجة اليه واطفأنه..هذا نموذج لأعلان واحد وعلى قناةٍ واحدة, ولا يمكنني وصف اخراجه الشيّق والمستفِز والذي يجعل (ولو20%) من النساء اللاتي ذكرت أسمائهن يخجلن وينهضن للإطفاء ( من زود الإلحاح ).
ان السطور اعلاه لا تفي بتصوير قوة تلك الاعلانات وتأثيرها. والجميل في الأمر اني علمت ان جميع تلك الألوف من الاعلانات تعرض مجاناً حتى على شاشات القنوات التجارية!.ان بيت القصيد في كل ما جاء أعلاه هو :- ( إحنه شبينه؟ ليش ما ﻨﮕـﺩر نسوّي مثلهم؟! ) ونحن ذلك الشعب العراقي الذي نتبجّح كل ساعة بعظمته!.وقنواتنا التلفزيونية تتبجح بوطنيتها وهي تمتلك من الفنانين والمخرجين ما يمكنهم من ابتكار ( أقمش ) الاعلانات التوعويّة وتساهم في توعية الأنويين من الناس دون ان تذيّل تلكم الاعلانات بتلك العبارة الخبيثة:- (إعلان مدفوع الثمن!). ومن الممكن تعريب وتعريق مثل ذلك الاعلان الأجنبي ونجعل من آيلين..سعاد ومن سوزان.. سعديه ..الخ..أعود و أوجه كلامي الى المواطن واقول له :- انت المشكلة وانت الحل مما تعاني ويعاني غيرك فلو تركت ربع انانيتك كل عام (على الأقل) في الأشهر حزيران وتموز وآب اللهاب صيفاً وفي ك1 و ك2 شتاءً وتستعمل ما هو ضروري جداً من وسائل التبريد والتدفئة والانارة خلال ساعات تمتعك بالكهرباء الوطنية فسوف تحظ انت وغيرك بساعات أكثر من التمتع...وقد آن الأوان لاجتثاث عبارة (هيّ بقت علـيَّ؟! ) من نفوسنا ونضيفها الى قائمة الإجتثاثات؟.
وللحصول على أفضل نتائج علينا ان نتكاتف جميعاً ابتداءً من قمة هرم الدولة برآستيها والوزارات بمؤسساتها والبرلمانيون وكبار المسؤولين ومناطق سكناهم فهم جميعاً يستهلكون نسبة عالية من الطاقة المخصصة للعاصمة.. ترى ماذا سيحدث ؟ وكم هو كرم جميل منهم لو استغنوا عن50% من استخدامهم للكهرباء الوطنية واكتفوا بما لديهم من تيار وافر تزوّدهم به مولداتهم العملاقة !!!.
وهذا التقنين يشمل جميع مؤسسات المحافظات لا العاصمة فقط. أعود الى وزارة الثقافة حيث يقع على عاتقها الكثير الكثير مما ورد أعلاه .فالثقافة برأيي لا تشمل ما تقوم به وزارتها فقط من رعاية الثقافة من زاوية واحدة وافتتاح المعارض ومهرجانت شعر المديح والمصالحة والمصافحة فهي مسؤولة عن تثقيف كل الشعب أدبياً واجتماعياً لا أن ترعى ثقافة المثقفين منهم فقط.. ولعمري ان هؤلاء هم اول المشتكين من شحّة الرعاية . وعليها ان تبدأ من (اليوم اليوم وليس غداً) من تهيئة حملة اعلامية إعلانية تغزو الشاشات والصحف والاذاعات ووو مستغلة مواهب منتسبيها بالتعاون مع وزارة (القهَرْباء عفواً الكهرباء) ومن يتعاون معهما من المؤسسات الاعلامية الخاصة لتوعية الشعب وغرس روح وثقافة نكران الذات عند العراقيين وأنا أعرف انها (ورطه) ولكن فلتتورّطوا وتحللوا مكتسبات مناصبكم ولا تعتبروها فقط للتشريف والتعريف.. بل للتخفيف عن معاناة الشعب. وأنتنّ ايتها الفضائيّات كفاكنّ صراخاً..الكهرباء..الكهرباء.. تعال يالمالكي وشوف .تِقبلها؟ وكأن المالكي لازم يحل مشكلة كهرباء كل زقاق (إي قابل هوّ wire man؟ ).ماذا قدمتنّ أيتها القنوات للمواطن من توعيه اعلانية ترشده للترشيد والتقنين وتحميله ولو لجزء من المسؤولية..وبدون مقابل (يعني ببلاش) والمردود سيعود اليكنّ وهو اطالة ساعات مشاهدة المواطنين لبرامجكنّ, تلك هي المواطنة الحقة والكرم الخالي من أي مردود دعائي .. لا ان يتحوّل البعض من أرباب القنوات الخاصة بين ليلة وضحاها الى (حاتميٍّ..طيّـاوي المحتد) ويقدم الهدايا والهبات والأموال الطائلة المجهولة (أو المعروفة) المصدر الى المستحقين (مشكوراً) لينال الشهرة وتشكرات ودعوات مستحقيها العلنية و يسلفن بها ماضيه المعلوم ومثله مثل ذلك الأمير الذي وهب ما لا يملك ..أو ذلك الخيِـِّر (اللي يلطم عالهريسه مو عالـ!). وأخيرا أوجه حديثي الى خطباء الجمعة الأفاضل وأقول لهم يا حبذا لو اجتزأتم ولو دقائق معدودات لتوجيه الناس وتعريفهم بفوائد ترشيد الكهرباء وتقنينها فكل ما فيه فائدة للناس هو من العبادة .. وخير الناس من نفع الناس.. ولا أعتقد ان تلكم الدقائق ستؤثر على كنه الخطبة والوعظ والتوجيه السياسي. وليت شعري هل أن جميع من توجّهت اليهم بندائي هذا سيستجيبون؟ و (كلّهمُ حياةَ لِمن ينادي) والله من وراء القصد .. و ليت شعـري.
drahmani2004@yahoo.com

















ليست هناك تعليقات:

شكرا لكم لزيارتكم لموقع ميسان ماسة العراق الجديد@ نتمنى معاودة الزيارة ان عجبكم الموقع @ تجدون فيه كل ما يتعلق بمحافظتكم الغالية