الشيئ بالشيئ يُـذكـر
داود عبدالرحيم الرحماني
في نيسان المنصرم وخلال الأيام التي احتفل فيها الأحرار من العراقيين بسقوط الصنم والتي توافقت (بقدرة قادر) مع ذكرى استشهاد فيلسوف العصر المجتهد الأكبر السيد محمد باقر الصدر. وبينما كنت اشاهد قناة المسار الفضائية وهي تعرض مقابلة مع سيدٍ معمّمٍ جليلٍ عائدٍ من المنافي من آل شبّـر الكرام وهو من مريدي و تلامذة الشهيد صاحب الذكر الخالد..كم اغتبطت وأنـا أشاهد السيّد مع محاوره وهما يفترشان ( متربّعـين ) سجادة فُـرشت على ارضية غرفة استقبال الضيوف وخلفهم مكتبة السيّد العامرة ( فـلا قنفات ستييييل ولا فازات وعنتيكات أو شذروانات من المررررمر الإيطالي النفيس) ويدورالحديث بينهما ببساطة أضْـفَـت عليها بساطة المكان هيبة واصالة وَوقار. سرحتُ بذهني وأنا أستعيد الكثير من الصور المستفزّة لسادة وعوام من المسؤولين وهم يطلّون من وعلى شاشات التلفاز مع محاوريهم ومن داخل قصورهم.. تلك القصور المنيفة التي كانت يوماً ما تُسكن من قِبلِ مسؤولٍ أو مدلّلٍ من حوشيّة وحواشي وأقارب الطاغية.. وتعرض تلك المقابلات على الشاشات ويشاهدها العراقي البسيط وهو ( يتـلمّـظ ) لفخامة الأثاث والانارة والخلفية ذات النهاية اللامنتهية. فهذا قصر لعزت الدوري!.. وذاك القصر الياباني الشهير في المنصور وتلكم قصور آل المجيد بحسينها وحسنها وآل كامل وآل وآل وآل.. الى آخره من الآلات الجارحة.
أعود و أوَجّه حديثي الى ذلك المسؤول الكريم وأقول له :- مولانه .. افتهمنه انك أتيت من المنفى القاحل حيث كنت تسكن الخيام وبيوت الشعر في أوربا وغيرها من بلدان التخلّف حيث العذاب والذباب والحرمز والطوز والعَوز ومن حقك ان (اتطـلِّع حيفك) وتسكن في دار مريحة بعد طول عناءٍ وبلاء.. ولكن..لا تجعل الناس يشاهدوا ما انت فيه وعليه من نعمة هي من نعم هذا الشعب التعبان الذي يشاهدك (و يتحسّر ويسخر).. كيف تريدون ياسادتي ان يتعاطف الشعب معكم وانتم على هكذا حال من الترف والفخفخه؟ لن اتطرق هنا الى الرواتب والامتيازات التي تتمتعون بها فتلك لعَـمري (سالوفه صارت يخني) من كثرة التكرار والاجترار.. وقد قلت فيها الكثير:-
ســـاعه وَ كَـسْــرِ المطبعـه ..... وْ بالمجلس اٌوْﮔف وانتفُضْ
قانونْـــهم .. وَقْعــو سَــلِـﮓ .....وُ بْراتب اٌ يْـهَـدّي النَـبُـضْ
وْ مِثـْـله التـقاعـد لِـلـِّحِـــدْ! ..... ثـمانيـــن بالميّــه وْ فَـرُضْ
فَرهــودْ لو كِلمَــــن اِلـه؟ ..... وْ يا شاعر اٌ يْـعَـرّيـــــــــهه
ولم أقصد أيضاً النسوة من المتبوّءات حالياً فهنّ (عِـمَتْ عيني) لا زلنَ في الظل بالرغم ممّا قيل وقال ويقال ( على الشاشات فقط ) من دفعٍ و دفاعٍ عن حقوقهن المهضومه و أصواتهن المكتومه !.
ان بيت القصيد في حديثي هذا هو تلك القصور الجبارة التي يشغلها المتنفذون من المتنفذين كسكن لهم. ويشاع الآن بأن الدولة سوف تعتبر تلك القصور مؤجرة لهم وتستوفي منهم بدل ايجارها.. ولكن لم يتطرق احد الى مقدار ذلك البدل وكيفية احتسابه وعلى أيّـة أسس. والكل يعلم ان بدل ايجار مشتمل صغير ( أبو80 م ) في المناطق الشعبية وصل الى النصف مليون دينار حيث يدفع الموظف كل راتبه وجزء من راتب زوجته لتلك الفقرة ويعيش على ما تبقى من راتب ( اﻠﻤﮕروده) فما بالك ببدل إيجار قصرٍ منيفٍ مساحته3000م مربع (وعلى شواطي دجله )؟!. و لعل موضوع بدلات الايجار هذا سوف يجيّـر أيضاً الى لجنة يترأسها وزير الـ .. كالعادة وعضوية قوم من سكنة تلك القصور (من الزﮔـرتـيّه) حيث ان أغلب العوائل (خطـيّه) لا زالت في المنافى القاحلة وأغلبها تلتقي بأربابها ( يا وَيلتي ) نصف لقاء كل عام !؟
العراقيون اليوم يعودون بذاكرتهم و يستذكرون بساطة رجال حقبة الحكم الملكي وبساطة حقبة عبدالكريم قاسم ورجاله وحتى عهد الأخوين عارف فلم نسمع بأحد من تلك العهود مَن أيَـهَمَ.. عفواً مَن أوهَمَ المساكين بتيّـارٍ كهربيٍّ موهومٍ ثم يَـهْرب أو يُـهَـرَّب بعد ان هرَّب أموال (وطنه الأصلي) و يكرص خاتـلاً بين ضهراني ( وطنه اﻠﺴﭙـﻴﺭ- التجاري ) ولم نسمع بمسؤولٍ شـلَّـع وشَمّعَ الخيط (بخرجيّـة المسواﮒ) ولم ( يفلـح !! ) فطار وأعيد مخفوراً الى المطار.. وقد سبق للشعب العراقي ان قارن بين المعيشة الاعتيادية لرجالات تلك العهود (الباعِـدة) بالمعيشة الباذخة لأزلام حقبة الدكتاتور ولياليهم الحمراء غير مبالين بما يجري للغالبية المغلوبة على امرها جراء السياسات الرعناء لرمزهم المغرور. فترحّموا لؤلئك ولعنوا هؤلاء.. فتذكّروا ياسادتي بأن يوماً سيأتي تصبحون فيه ذكرى.. فاحرصوا على ان تكون تلك الذكرى حسنة. وليعلم الجميع أن الشعب العراقي يهضم ويغفر أي شيئ يصدر من المسؤولين إلاّ المبالغة في الرفاهية بينما هو يعاني من قساوة الحياة وشظف العيش.. فذلك بربّي هو الخط الأحمر النذير بعينه. وكل ما نأمله منكم هو ان تعيشوا وتتعايشوا مع هذا الشعب الذي استبشر بكم واختاركم غير مكرَه لتعينوه على اجتياز ونسيان حقبة الماضي القريب الرهيب.. تأملوه وهو يعيش في العاصمة والمدن المحفوره.. والشوارع المخطوره.. والقَهرباء المبتوره.. والمَـ..جاري المكسوره.. ومياه الشرب العذبة المجروره.. والآسنة المحصوره.. والأجواء المحروره.. والمو..واصلات المعصوره!. ولم يتبقى له غير الدعاء والنذوره.. وإمام يزوره .. ليعرض له أموره.. ويقدم له الفاتوره... واعلموا ان الناس صابرووون وأملهم في المستقبل وقد فوّضوا أمرهم الى الله وإليكم . ولسان حالهم يقول للغالبية منكم:- رفقاً بالقوارير و (إ تْـهـدّوا)..ولا تـنسوا (الـﭙايَة ) الأولى من سلم الصعود..وافتحوا موبايـلـكم المسدود..وطوبى لحافظي العهود.
drahmani2004@yahoo.com
موقع يضم جميع ما يتعلق بمحافظة ميسان من تراث وحضارة وهو الموقع الجديد لموقع ميسان ماسة العراق اول موقع انشيء لمحافظة ميسان على صفحات الويب الاتصال بنا 009647703229521 ztch25@yahoo.com
تأسس موقع ميسان ماسة العراق بجهود فردية لبيان تاريخ محافظة ميسان ويعد اول موقع للمحافظة نشر على صفحات الويب بتاريخ 3/1/2005
موقع عام يتحدث عن محافظة ميسان الماضي والحاضر والمستقبل الموقع الاول على صفحات الانترنت للمحافظة
ztch25@yahoo.com الموبايل 009647703229521
رأيكم يهمنا جدا لا تبخلو بالاتصال بنا
اعداد الاعلامي زياد طارق جايد مدير المركز الثقافي في ميسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق