ثـواب ... الى الـنُـوّاب
داود الرحماني
ونحن في خضم ماراثون النواب في ساحة الأِستجواب وبين استشهاد الأحباب والدمار والخراب وتفرعن الأِرهاب والتـنابز بالألقاب.. وجدت نفسي عائداً و بلا رغبة مني الى قصيدةٍ سالفةٍ تحاكي ما كنّا ولا زلنا فيه وعليه من فواجعٍ كارثيّـةٍ حدثت ولازالت تحدث نتيجةً لقصورالحزم والتهاون في تجفيف منابع مسبّـبيها من سماسرة السياسة واللاهثون صوب الرئاسة وأمراء (الصكّاكه والعلاّسه؟) عدت الى بيتين من تلك القصيدة.. حاكاني بأولهما أحد هؤلاء وحاكيته بالثاني :-
رايد أرنب.. أنطيك اٌرنبْ ..... رايد لَـقلَـقْ أنطيك اٌرنبْ
أعلَنْهاٌ وْيِـفخَر ما يخجلْ ..... لو ألعبْ لو خَرْب الملعبْ!
طَـيِّبْ يَـحبَـيِّبْ.. إلعب منو لازمك؟ ولكن العبها بروحٍ رياضيّةٍ وبتجرّد.. فإلى متى نبقى على التَـلِّ؟ وإلى متى ستبقى ونبقى معك على هكذا حال؟ ومجلس النواب الموقّر يمارس لعبة (جَر الحبل).. هذا يْجر وذاك يْعـر وهذا يْمُـر وذاك يْـفرْ.. وصح المثل القائل (تغرق السفينه لوكثرت ملاليحها) والأدهى والأمَرْ ان الملاليح سوف يزداد عددهم من 275 ليصبح 325 وتعال ياعمّي شيّـلني! والوادم تسأل عن سبب هذه المكرمه؟ ويأتيها الجواب :- ان تعداد الشعب العراقي قد قفز من 27 مليون ونص الى32 مليون ونص خلال الأربع سنوات المنصرمه من عمر المجلس الذي يجري خبـباً ويتوقف تبعاً لتوقّف الدستور الذي لا يدور إلاّ بإصرارٍ من المَحرورْ!.وأسأل:-كيف ومتى ومن ذا الذي(اِتْحزّم) وأجرى التعداد لنفوس العراقيين؟.. هوَّ إنتو كل جلسه تحتارون بتعداد منو اللي (موافج) ومنو اللي ( ما موافج ) وتعيدون وتسقلون بالعد والرد وْ يَدوب تتوصلون الى نتيجه.. وأسأل أيضاً :- عود ليش لازم يكون لكل100 ألف مواطن نايب واحد يمثلهم؟.. ليش ما تغربلون هذا التمثيل وتجعلوه لكل 150 ألف مواطن نايب واحد يمثلهم؟ كي نجني من الفوائد ما تُـثابون عليه..لوهَمْ مَـيْصير؟.هل لأن هذه النسبة مثبّتة بالدستور؟ أو لأنها نسبة عالمية؟ فإذا كانت بَـسْ على الدستور فَهاي سهله وْهيَّ بِديكم, وإن كانت نسبه عالميه فمعنى ذلك ان مجلس النواب الهندي لابد أن يحتوي على (عَشِرْ تالاف) نايب لأن تعداد شعب الهند مليار نَـفر, أما مجلس نواب الصين فلابد ان يحتوي على13 ألف نايب وكذا اندنوسيا وغيرها. إذن لابد من ان يعرف الشعب العراقي ماهي المنافع التي سوف يجنيها من اعتماد نسبة تمثيل النايب لـ .15 ألف عراقي. دعوني أنا الفقير لله أوضح لكم وللناس تلك المنافع ببساطة..فإن تحققت تلك النسبة (وأنا أبصم بأنها سوف لن تتحقق) سوف يصبح عدد نواب المجلس216 وثلثين نايب أي اننا سوف نستغني عن 108 وثلث نايب أي ثلث مجموع نواب المجلس القادم, فإذا ضربنا هذا الرقم في راتب النايب الواحد لشهر واحد أي في30 مليون يكون مجموع ما سوف نوفره من مبلغ هو ثلاثه وربع مليار دينار شهرياً وهذا المبلغ يمكن ان تعتاش منه وبه وعليه 32 ألف و500 عائله من العوائل التي تسكن النواحي والقرى على اعتبار ان حصة كل عائله100 ألف دينار شهرياً وهو مبلغ يمكن ان يتدبر به رب الأسرة الريفية معيشته لشهر واحد.. وبإضافة الحصة التموينية يرتفع مستواه ويتخطّى خط الفقرعلى اقل تقدير, أما إذا تفضلتم أيها المشرّعون الأفاضل (كما نتمنى عليكم ولكم) وَوَدتم ان تكونوا أكرم من ذلك فليكن الراتب الشهري لكل منكم 20 بدل30 مليون دينار وهوأيضاً مبلغ محترم وضخم..لا بل يزيد على مجموع المداخيل الشهرية لجميع العوائل التي تسكن دَربـونَـتْـنه!؟. ولو أضفنا ما يتوفر من مبالغ تنتج عن هذه الالتفاتة الكريمة الثانية أيضاً.. فسوف يرتفع عدد تلكم العوائل المستفيدة من تلك اللإلتفاتتين الى54 ألف عائلة! واعلموا ان تلك العوائل المعدمة (لازمه سره) وتنتظر وتدعيلكم بالثواب...هذا بالنسبة الى مجلس النواب فقط , أما إذا دققنا و(بَحوَشْـنا) بتجرد في الملاكات المستحدثة لمستشاري المجالس والهيئات العليا والوزارات من ذوي الدرجات الخاصة (وهم بالمئات) واستغنينا عن خدمات الذين لا لزوم ولا ضرورة لبقائهم..وإذا طبقنا ذلك على مجالس المحافظات أيضاً فسوف تتوفر لنا مليارات أخرى.. أما إذا تم تقنين الرواتب التقاعدية لتلك الجمهرة من الكرماء فَحدِّثْ ولا حرج!. أعود لأسأل بدهشة واستغراب عن العبرة والمعنى من ان يخدم البلد شخص لسنة او لسنتين او لأربعة سنين ليستلم (طوال حياته) راتباً تقاعدياً يوازي او يزيد عن مئة ضعف المبلغ الذي يستلمه موظف (جامعي) خدم البلد 25سنة..( إي كالوا سكـنجبيل.. بس مو هالثخن ). وأسأل أيضاً عن العبرة والمعنى من تشكيل لجان من نفس المستفيدين وأقرانهم لتحدّد لهم تلك الرواتب مع غياب من يراقب ( ومن ذا الذي يراقب المراقب؟!). وكل يوم يضاف لهم مطلب جديد من سيارةٍ وجوازٍ دبلوماسيٍّ وأراضٍ ومخصصاتٍ ووو..الخ والحبل عالجرّار.
وأسأل أيضاً وأرجو الاجابة :- مالضرر في ان تصبح نسبة التمثيل في مجلس النواب ( نائب واحد لكل 150 ألف مواطن بدلاً من100 ألف؟) ونستغني عن ثلث عدد النواب؟ وبذلك نضيف فوائد جمّة إضافة الي ما تطرّقت اليه اعلاه, ومنها اختزال ما يلي :- (1) ثلث مقدار الهرج والمرج والحديث الثنائي والثلاثي المؤثر على المنصتين في المجلس. (2) ثلث عدد المعتادون على الغياب. (3) ثلث عدد نقاط النظام. (4) ثلث عدد الذين يتعارضون ويتعرضون و يتداخلون و يناقشون من اجل النقاش فقط لاغير (خالف تعرف). (5) ثلث عدد الذين لم نسمع منهمُ صوتاً ولم نشاهد لهمُ صورةً (خرّاعة خُـضره). (6) ثلث عدد الدور الفارهة المخصصة لسكناهم فى أحياء الخمس نجوم. (7) ثلث عدد (وثَمن) أرتال وقوافل السيارات المعرقلة للمرور ولضوابط الشارع المتمدن والتي تستخدم لمرافقة أغلبهم أثناء التنقل بين البيت والمجلس والفنادق الكبرى والدعوات ووو..الخ. (8) ثلث العدد من الحرّاس الشخصيين ضخام الأجسام من حالقي الرؤوسْ بالموسْ.(9) ثلث مقدار ثاني اوكسيد الكاربون الخانق لتتمتع البقية منهم بزيادة مقدارها الثلث من الهواء النقي المنعش في قاعة المجلس.!؟ (10) وأخيراً اختزال ثلث تلك الأصوات الظلامية التي تظهر على الفضائيات (الشقيّة!) الخبيثة التي بدأت تدق نواقيس الحرب وتذيع أناشيدها التحريضيّة؟!!!. واختتم حديثي بتقديم اعتذاري الى ملتزِم كافترية المجلس كونه سيفقد (حتماً) الثلث من ارباحه أيضاً فيما إذا تم تطبيق ما دعوت اليه .. بعد عمر طويـل!؟ وأقول له :- يا وَ لَـدي لا تحزن ... فالحِملُ علينكَ هو المكتوب ... يا وَ لَــدي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق