من وحي الفساد !
داود عبدالرحيم الرحمـاني
--------------------------
أيْ كَفْ كفى تـكـفـكـفي
قصيدة مستوحاة من القصيدة المشهورة (أيْ طرطَرا تَطرطري) التي نظمها شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري عام 1945 ساخراً منتقداً رموز وسلبيات الحقبة التي عايشها .. وألقاها في حشد كبير عام 1946حيث نُشِرت وانتشرت. نظمتها ناقداً منتقداً وساخراً من الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة (الرسمية منها والأهلية) وقد تعمّدت ان أطعـّـمها ببعض ٍمن المفردات العاميّة كي تستساغ من العامة والخاصــة.
أيْ كَـفْ كَـفى تـكَـفـكَـفي .. تعـطـّـفي .. تـلطـّـفي
كفاكِ نَـهـبـاً وَاٌنصفي
وَبــِـريـشِـنـا لا تـنـتــُــفي
وَبـِخـَـمْـسَـتيـنِ بـِلهفةٍ لا تـغـرفي
أو خــفِـّــفي .. فأضعـفُ الإيمانِ أن تــُــخَــفـّـــفي
فـقـد خـلـتْ خزائـنُ الدولةِ مِمّـا يَخـتـفي!؟
أيْ كفْ كفى .. تـقـشـّــــفي .. تـنـظـّـــفي
تعـوّذي باللهِ من شيطانِـكِ المُتـَـعـجـرِفِ
أمّا إذا لابــدّ أن تـــَـــتــَــعَــسّــفي
فـأقولـُـها لـكِ مُعـلِـناً
وَلِكــلّ ِ لِصّ ٍهاربٍ أو مُـتــَـخـَـفّ ٍ مُـخـتــَــفِ :-
أين المفـرّ وَكـُــلـّــنا لِخطاكمُ متـَحَسّـِبٌ وَ راصدٌ وَمُــقـتــفِ
يا ويحكـُـمْ .. يا ويلكـمْ .. سُـحـقا ً لكـمْ
تـقـتـسمونَ قوتـَـنا بـِـمُـقـفـلاتِ الغـُـــرَفِ؟!
------------
أي كفْ كفى .. لا تـحـزُمي
وَعلى العقودِ بعشرة ٍ لا تـبْـصُـمي
وَعلى العمولةِ في الدجى لا تـرتــَـــمي
وَبكتلةٍ .. أوعصبةٍ .. أو حزمةٍ .. لا تحتـمي
فهؤلاءِ هُـمُ نِـتاجُ قـصورنا
حين اُنتخـَـبنا مَـن ظـنـنـّـا لِـلـنـزاهةِ ينـتـمي
وَإذا ( بـِمُعـظمِهِمْ ) غـَـدا.. مُـتورّطاً وَغاطِساً للمَحزم ِ
( أغـلبــهُــمْ )
لا فرقَ بين معارض ٍ أو واعــظٍ أو رافض ٍ أو سَـلَـفي
------------
أي كفْ كفى .. لا تـنخـُـــري
وَتـنـقــُـــري بعـظمِـنا وَتـكـسـري
فعـظــْـمُـنا كالـﮕـَــرﮔـَــري
لا يحتملْ منـقـارَ نِـسـر ٍ بَـربَــري
رفقــاً به .. وَعـليه لا تــَــتــَـعَــنـتــَــري
بل اٌرأفي .. وَ خـفـّــفي .. وَ هَـفهِـفي
------------
أيْ كفْ كفى .. لا تـفـتـري
عودي إلى ماضٍ قريب ٍوَ اٌحذري
وتذكّري ما ذا جرى لذلك الباغي الشـقيّ ِالمُـفتري
وَعيالهِ .. وَعشيره ِ.. وَ ذيولهِ
من فاشل ٍ وسافل ٍ و قاتل ٍ حَــبَــنــتــَـــري
أو خـَـزمَـﭼـِــيّ ٍ لَـﮕــلـَــﮕـيّ ٍ سَـرسَــري
أو اٌبْـنَ ثـور ٍ أو كِـديش ٍ سوطـَـــري
بوركتَ يا شاعرنا الجواهري
شخـّـصتَهم مبكّراً في حينِها.. وَنَظمتَها مُتهكّـِماً وَساخراً
أيْ طرطرا تطرطري
لكنـَـهم ياسيّـدي تـناسَـخـوا
فـَـبـِمكرِهِم .. وَبغـضِـّـــنا لـلـطـَــرْفِ .. والتَـطـرّفِ
عادوا كما الحرباء زحفاً في الظلام ِ مُبرمَجاً ومُـفهرساً بالأحـرُفِ
فتسرّبوا .. وَتـسلـّـقوا .. وَتأقـلموا .. وَتمكــّـــنوا
وكما تصرّف بالمواردِ والخزائنِ (جُـلـّـــنا!؟) تصرّفـوا
كَـبَـهـيمَةٍ محرومةٍ وَجَـدَتْ طريقاً سالكاً مُمَهـّـدا ً لـلـمَعـلـفِ
---------------
أيْ كفْ كفى .. تحــذ ّري
لا تـنظري بعينِ ذئبٍ جائع ٍ لِـلـمَـنظـر ِ
آن الأوانُ لِـتأخـُـذي من ذي السوابق ِعبرة ً فتعجّـلي وَاٌعـتـَـبـِـري
فالدهر كالناعورِ دوّارٌ فـلا تـتـأخـّـري
و بلندن ٍ أو في دبيّ ٍ أو بمِصـرَ عمارة ً أو ﭭــلـّــة ً
أو أسهماً .. لا تشتري
وَلأجلِها...تقتطفين وُرَيـقة ًمن توتِ .. كي تـتــّــــزري؟
يا كفّ ُ لا .... لن تختـفي
فالوزرُ لا يُخفي الخـَـــنـا .. فتستــّـــري وتعـفـّـــفي
------------
أيْ كفْ كفى .. تــَــعـبّـدي
لا تعبدي المال .. وَلا تـلوّحي بمنجلينِ لِـتحـصُـدي
فالمالُ يَـبني معبداً .. لكنه هشّـاً رقيق المسنـدِ
فـتجـرّدي وَ تـردّدي
وعلى مواردِ أرضـنا لا تعـتـدي
فبكِ اللئام تدينـنا وَتعـيـبـنا بأصولِـنا وَجذورِنا والمَـحـتـدِ
حيث الضباع تأسّدتْ وتكالبتْ
مِن فاسدٍ وحاسدٍ وَناقـدٍ وَحاقـدٍ .. وَمُـشـتــَـــفِ
--------------
أيْ كفْ كفى .. لا ترتــَـــشي
وبجلدِنا لا تهـرُشي
وبخمسةٍ مسنونةٍ .. منقوعةٍ بالملح ِ لا تــُـــخـَــرمِـشي
ولصوتِ كلِ محذّر ٍ أو منذر ٍ.. يا كفّ ُ لا تـُــطـنـّـــشي
وبرشوةٍ لمفتّــش ٍوَمحقــّــق ٍومدقــّـــق ٍأو لجنةٍ لاتـبلَـشي
وتــُـــقـنعي النفس بعذر ٍ ملتــَــو ٍ مزوَّق ٍ مُـزركـَــــش ِ
مفادُه :- لم يبق في عراقِـنا غير الحرامي المرتـشـي!
يا كـفّ ُ لا
لا تخلطي الأوراقَ .. أو تــُــــفـَـــردشـي
لم تـخـلُ من جمع ٍ نزيهٍ خيّـر ٍ لا يَـرتـَــشي
لم تخلُ من متعـفِـّــــفٍ متأنِـّـــفٍ عالي الجناب وَ مُـكـتـَـــفِ
--------------
أيْ كفْ كفى .. لا تبضَــعي
وَترضعي من دمِنا .. كي تـشبَـعي
فجسمـنا لم يبقَ فيه موضعاً لِـتـلسَـعي!
جئنا بكِ ياكفّ ُ كي تكـفـكـفي دموعَــنا .. فتورّعي
أم انتِ مصّـاصَ الدما .. تـتــَــلـذذينَ بكلّ جرح ٍ موجع ِ؟!
فـلأجلهِ جـئنا بك يا كفّ ُ كي تجفـّــفي .. وتــُـــسعـِــفي
------------
أيْ كفْ كفى .. لا ترخـَـــصي
وَعلى طبولِ المالِ .. لا تــَــتــَـــراقصي
فالمال ترياق الحياةِ
فإن تكاثرَ بالخديعةِ والخطيئةِ تـَـنـقــُــصي
فــَـــلـتحرصي
وَعلى المناصبِ والكراسي ( حَـصْـحَــصاً ) لا ترقـصي
لم ننتخب كي نـُــبتـلى بـِـبـِـدعةِ التـَـحَـصْـحـُــص ِ
لم ننتخب كي يمتطينا تاجرٌ مكابرٌ أو جائرٌ مغامِـرٌ مزوّرٌ
أو صَـيــرفـي !
أي كفْ كفى .. كفى كفى .. تكفكفي
dawoodrahmani40@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق