الــﮝـهوه وَ الـكَـمّـونُ وَ المـِـلـِـحُ
داود الرحمـاني
أظنني سوف لن أتحرر من معايشة قصيدة جورج جرداق الخالدة ( بغداد وَ الشعراءُ وَ الصوَرُ ) ولا من السلطنة وأنا أستمع الى فيروز وهي تغرد بها بالرغم من كوني بِـتّ أرثي صوَرها التي أكل الدهر عليها وهضم خصوصاً في هذه الأيام.. أيام الاحتفاليات بيوم بغداد حيث يتهافت و يتبارى الشعراء في الدبكِ و النثراء والقصّخونيّة والمؤرّخونيّه في السكّ والاعادةِ والسقلِ والاجترارِ أمام أصحاب المعالي والسماحة والنيافة والقيافة والسيادة والسعادة . وأنا متأكد من أن من امتطى المنبر اليوم لم يصل اليه إلاّ بعد ان (انهدْ حيله) من رداءة و زحمة الطرقات التي لا بد لها من تحويل مطلع (سالوفته) أو قصيدته الى ( بغداد والطسّـاتُ والعِكَرُ ) أو ( بغداد و العبوات والخطرُ ) أو ( بغداد والأحزاب والكتَـل ُ). وعلى ذكر الكتَـلْ.. والشيئ بالشيئ يذكر فقد قرأت وشاهدت وسمعت خبراً جعلني أخطأ في قراءة مطلع قصيدة جرداق فقرأته
ألـﮝـهـوه والكمّـون والمِـلِـحُ
أنبأني ذلك الخبر(الجُهينوي) اليقين بأن حلفاً وليداً جديداً حميداً مجيداً قد ظهر للوجود طازجاً.. مازجاً الشيخ خلف عليان زعيم مجلس الحوار الوطني بالفقيه آية الله فاضل المالكي زعيم تجمّع أصلاء, مع مازن مكيّـه زعيم تجمع أنصار الرسالة (( المنشق )) عن حزب الدعوة, مع زعيم تجمع الوحدة الوطنية نهرو نجل الشيخ عبدالكريم زعيم الطريقة الكسنزانية وأطلق على هذا الحلف الوليد إسم تحالف الوحدة الوطنية وقد استلم راية زعامته نهرو الكسنزان.. دُهِـشتُ من تلك الخلطة الغير متجانسة (في هذا التحالف) وفي غيره من التحالفات الهلامية النصف شفافة (التكـنِكلر), فمن ذا الذي يقتنع بتحالف خلف عليّان مع فقيهٍ حوزويٍ ومعهما نجلٍ لشيخ الكسنزانية مع منشطرٍ من حزب الدعوة؟! ومن ذا الذي يقتنع أيضاً بتحالف أياد علاوي الذي مُـزّق جسده (وكاد أن يروح بيها) بخناجر البعثيين في لندن مع التبشيري صالح المطلك الذي يبشّر بأربعين كرسي بعـثي محجوز سلفاً ( في صالة فندق المنصور ميليا ) عفواً في المجلس النيابي القادم؟! وعليه واستناداً الى ما جاء في أعلاه وما مدرَج في الفقرتين (4أ ) و (8 ب) من قانون العشاير الملسق والملحق بمتن الدستور رسمنا بما هو آت :- يحق للدواوين ولمضايف شيوخ العشاير أن تقدّم القهوة معطّرةً بالكمّون بدل الهيل وبالملح بدل السكّر؟!. كتب ببغداد في غرّة شهر نوفمبرٍ الحرام وأفهِمَ علناً في نوادي وفنادق الـ***** خمس نجوم الظهر.
واللطيفة في الموضوع ان العراقيين ( بتراكم وتقادم الخبرة ) أصبحوا يعرفون ماضي وحاضر جميع أولئك المتحالفون وتطلّعاتهم المستقبلية (السلبية منها والايجابية) و يدركون أيضاً ان ابن (العالم الرابع) عندما (يتزاعل) مع غيره (يروح زايد) وعندما يصحـووو و يتصالح (ما ينساها ويظل شايلها ولو الى حين)؟!. وذلك ينطبق و يسري على المستوى الشخصي و العائلي و المناطقي و العشائري والقطري والقومي !!!.
أما كلمة المنشق التي وردت في الخبر فهي لفظة لِصِـفةٍ لا تـتناغم أو تتلائَم مع سمفونية و بانوراما الأحزاب الأميـبـيّة التكاثر والتفريخ, لذا أرى ان لفظة (المنشطر) هي الأكثر انسجاماً مع ما يحدث من الانشطار الأميبي لأحزابنا التي دخلت معركة الانتخابات الأولى ( ولنقُـل ) بـ 100 حزب فخرجت منه بـ 300 حزب (عين الحسود بيها عود) وهي الآن تتهيّـأ لخوض الملحمة الإنتخابية المقبلة بـ 400 حزب وحتماً ستخرج منها خلال أو بعد انتهاء الدورة القادمة بـ 1000 ( وكسور ) حزب وهكذا الى ان نصل يوماً الى ما يقارب الثلاثوووون ألف حزب نهاية الأربعة دورات القادمة وتلك أرقام تقريبية (إتساهَـلِتْ في حصرها) وَ بعونه تعالى سوف ندخل بها الى موسوعة (غِـنِسْ) للأرقام القياسيّة!. كما وانها حالة ليست بالغريبة علينا فبفضل رياء إعلامنا وعواء ساستنا ودهاء حكمائنا وذكاء قادتنا وغباء الصهاينة! أمست دول الوطن العربي الواحد 22 دولة و نصْ (إيْ وسبِعْ تَـنعام) وجعلت من شعب مصر خصماً (لا بل معادياً) لشعب الجزائر! ليش يابه؟:- عَـلَمود لعبة طوووبه؟ أو كوووره؟!..أَيْ والله قد خابَ الرجا فيـنا. drahmani2004@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق