من الذاكــرة القريبة
عمـاري في مجالس بغداد الثقافيّة
داود عبدالرحيم الرحماني
كــانت...نعم كـانت...كانت أمسـيات وليـا لٍ وندوات لا تنسى تلك التي(كـانت..) تنعقد مساء كل
يوم وعلى مدار السنة في رحاب بيوتـات كريمة عامرة وفي منتدياتٍ ونوادٍ بغدادية عتيدة .. تلك هي .......... مجالسنا الثقافيّـة البهيجة
سأتطرّق في حديثي هذا الى استذكار أبرز المجالس البغدادية الثقافية التي كانت شاخصة في الحقبة التي عايشتها فيها ولا أزال أترددعلى ما تبقى وما استجد منها. ولن أتطرق الى ذكر المجالس التى كانت قائمة في الربع الأول والثاني والثالث من القرن المنصرم حيث ان العديد من الباحثين قد سبق لهم التطرق اليها (وبإسهاب) في كتاباتهم وإصداراتهم .
نبدأ بمجلس آل الشعرباف في الكرادة الشرقية..أقدم وأعرق المجالس حيث كانت تنعقد فيه ندوة ثقافية مساء كل خميس..أما الأماسي الباقيات من الاسبوع فهو ديوانيّة مفتوحة للأصدقاء ولغيرهم تتبادل في رحابه الأحاديث الأدبية والسياسية والعلمية والدينية والدنيوية وأحداث البلد والبلدان..ولهم أيضاً ندوة أخرى تنعقد سنوياً في ضحى العاشر من عاشوراء. وهذا مجلس أل محيي الدين الأسبوعي العتيد الذي ينعقد في حي الحبيـبية مساء كل ثلاثاء..والمجلس الأسبوعي للدكتور رشيد العبيدي(رحمه الله) الذي ينعقد في الأعظمية بمكتبة حمدي الأعظمي وحصته أمسية الأربعاء...ومجلس الخاقاني الأسبوعي أيضاً في الكاظمية فله أمسية الأثنين…أما أمسية السبت فموعدنا في قاعة الامام الأعظم قبالة جامع مرقده الشريف..كذلك ندوة السيد محمد جواد الشهرستاني (رحمه الله) التي تنعقد مساء كل خميس داخل نطاق الصحن الكاظمي الشريف في الإيوان الذي يضم قبري والديه ومكتبةالعائلة..أما في المنصور فينعقد مجلس الأديب المرحوم الأستاذ مكي السيد جاسم مساء كل ثلاثاء أيضاً..وتلك هي قاعة السيدة وداد الأورفــه لي الرحبة الأنيقة بأجنحتها وحدائقها وكافتريتها الرشيقة حيث تنعقد الندوات المتنوعة على مدار الأسبوع والشهر والسنة وتقع بجوار نادي الصيد في المنصور.. كذلك الندوات الصباحية! فهذه ندوة الموسيقار الشاعر سالم حسين التي كانت تلـتئم ضحى الأثنين من كل اسبوع في ديوانية شقته الأرضية الأنيقة المجاورة لوزارة الثقافة. وتلك ندوة الفنان حسين الأعظمي(قارئ المقام) التي نرتادها ضحى كل خميس في داره على شاطئ دجلة في الأعظمية..تلك هي الندوات الأسبوعية..وهنالك الندوة النصف شهرية التي كانت تنعقد في دارالأديب الأستاذ رفعت مرهون الصفار في شارع فلسطين. بالإضافة الى الندوات الشهرية .. حيث ينعقد مجلس المرحوم الحاج جاسم خماس الربيعي في الكرادة الشرقية مساء الثلاثاء الثالث من كل شهر وله أيضاً ثلاث ندوات سنوية استثنائية أخرى تنعقد الأولى في الخامس عشر من رمضان (مولد الامام الحسن..ع) والثانية في تشرين الثاني من كل عام لمناسبة يوم بغداد والثالثة تنعقد ليلة 9/10 من عاشوراء...أما مجلس السيدة شرقيه الراوي في حي البنوك فحصته أمسية الأحد الأول من كل شهر..ومجلس المخزومي في شارع 14رمضان وحصته أمسية الأحد الثاني من كل شهر..كذلك منتدى أمانة بغداد في الكاظمية الملاسق لموقف سيارات الصحن الشريف في(دار آل النوّاب التراثي) وموعده أمسية الثلاثاء الأخير من كل شهر.. وهنالك الندوات الثقافية الدوريّة الثابتة التي كانت تنعقد في بناية المجمع العلمي العراقي وفي قاعات نادي العلوية والصيد..وتلك ندوات نادي المنصور والفروسية (المناسباتيّـة)..عدا الندوات الحَوليّة التقليدية التي كانت تنعقد في ليالي رمضان. فهذه ندوة السيد رؤوف كمونه ( رحمه الله ) التي تنعقد في التاسع عشر من كل رمضان في داره بحي (البيجيّة) ليلة جرح الامام علي(ع)...ومثيلتها ندوة السيد فوزي الصافي( رحمه الله) و تنعقد في داره الواقعة في المنصور ليلة استشهاد الإمام علي(ع) في21 رمضان...ويمتد بنا السهر فيهما الى ساعات متأخرة من الليل...وبينهما مثيلتهما ندوة المرحوم حكمت كبَه في حي المنصور ليلة20 رمضان. وندوة المرحوم الشهيد الدكتور السيد رعد المولى التي تنعقد في داره بحي البنوك ليلة جرح الامام أيضاً..وندوة المحامي غالب الحاج فليح التي تنعقد في داره بحي المهندسين في الخامس عشر من كل رمضان أيضاً..وغيرها..وغيرها..هكـذا كانت دنيانا الثقافية..تنساب بإيقاعٍ خلاّب...نصبو الى أمسياتها بلهفة ونحضر ونشارك وننهل من العلم أحدثه ومن الأدب أغزره ومن الفن أجمله ومن الشعر أعذبه ننهلها عن أعلام الأدب والعلم والفن والشعر..وما أروعهم وهم يمتطون صهوات المنابر والمنصات على مدار العام.. لقد كنا نروّح عن أنفسنا ونجدها في رحاب ومحراب تلك المجالس بالرغم من منافقي السلطة والمنتفعين منها من المثقفين والاعلاميين!!.
أما الآن (وبعد سقوط تلك السلطة) و بسبب ماجرى وما يجري من الأحداث والحوادث المعرقلة لحرية التنقل (لا الرأي!)اضطر أرباب المجالس الى التوقف عن عقد الندوات حرصاً على سلامة الروّاد وتجنباً لاختطاف الأعلام منهم من قبل أعداء العراق الجديد على اختلاف مشاربهم..ولم تبقَ في الساحة الآن إلاّ ندوة مجلس الربيعي الشهرية التي تنعقد بمواعيدها. وندوة آل الشعرباف الحوليّـة ضحى العاشر من محرم..والبعض من الندوات الرمضانية. بالاضافة الى أصبوحتي السبت والأربعاء الثقافيّتين في مبنى الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بجوار ساحة الأندلس...بالاضافة الى الندوة الفتيّـة التي التأمت هذا العام في الكاظمية وتنعقد عصر الجمعة الأولى من كل شهر ومؤسسها الأستاذ رؤوف الصفار. والاصبوحة الثقافية التي تنعقد ضحى كل خميس في جمعية الثقافة للجميع في الكرادة..كذلك ندوة آل الشهرستاني الأسبوعية التي تنعقد بموعدها المعتاد في الصحن الكاظمي..والندوات النصف شهرية التي تنعقد في نادي الصيد والعلوية...ولربما توجد هنالك ندوات اخرى في بغداد لا علم لي بها..وأقول انني متفائل وكلي ثقة بأن المجالس العريقة ستعود وتفتح أبوابها لتستقبل روّادها المتشوقون لعودة أمسياتهم.
وأخيراُ اليكم مطلع ورقبة القصيدة التي نظمتها بحق تلك المجالس حيث أحصيتها وأحصيت أبرز مرتاديها من الأعلام..وهي من شعرالعاميّة نظمت عام1997
مجالسنه قِــلاع...وْ لِلعِلِمْ سـور
الطرق لو ظَلـّـمت هيّ التِـشِعْ نور
-------------------------
التـداخلْ والنقاش الهادي مفتـوح
ضمِن لِحـْدودْ...نقدكْ كِلـّـه مَسموح
إذا عدّيت لَـَـحْمَـر.. تِفتح جْروح
مجالسنه سفيـنة نوح...وِ جْــسور
شباب التِـنـتِبه تِـظهر بعدْ حيـنْ
تِـثابر...والدفـو بْـحضن الدواوين ظفـرْ كِلمَنْ صُبَرْ لو يصبر سْـنين
الحَجَرْ من يِـنسِقِلْ تِجْـنيهْ بَلـّـور
عمـاري في مجالس بغداد الثقافيّة
داود عبدالرحيم الرحماني
كــانت...نعم كـانت...كانت أمسـيات وليـا لٍ وندوات لا تنسى تلك التي(كـانت..) تنعقد مساء كل
يوم وعلى مدار السنة في رحاب بيوتـات كريمة عامرة وفي منتدياتٍ ونوادٍ بغدادية عتيدة .. تلك هي .......... مجالسنا الثقافيّـة البهيجة
سأتطرّق في حديثي هذا الى استذكار أبرز المجالس البغدادية الثقافية التي كانت شاخصة في الحقبة التي عايشتها فيها ولا أزال أترددعلى ما تبقى وما استجد منها. ولن أتطرق الى ذكر المجالس التى كانت قائمة في الربع الأول والثاني والثالث من القرن المنصرم حيث ان العديد من الباحثين قد سبق لهم التطرق اليها (وبإسهاب) في كتاباتهم وإصداراتهم .
نبدأ بمجلس آل الشعرباف في الكرادة الشرقية..أقدم وأعرق المجالس حيث كانت تنعقد فيه ندوة ثقافية مساء كل خميس..أما الأماسي الباقيات من الاسبوع فهو ديوانيّة مفتوحة للأصدقاء ولغيرهم تتبادل في رحابه الأحاديث الأدبية والسياسية والعلمية والدينية والدنيوية وأحداث البلد والبلدان..ولهم أيضاً ندوة أخرى تنعقد سنوياً في ضحى العاشر من عاشوراء. وهذا مجلس أل محيي الدين الأسبوعي العتيد الذي ينعقد في حي الحبيـبية مساء كل ثلاثاء..والمجلس الأسبوعي للدكتور رشيد العبيدي(رحمه الله) الذي ينعقد في الأعظمية بمكتبة حمدي الأعظمي وحصته أمسية الأربعاء...ومجلس الخاقاني الأسبوعي أيضاً في الكاظمية فله أمسية الأثنين…أما أمسية السبت فموعدنا في قاعة الامام الأعظم قبالة جامع مرقده الشريف..كذلك ندوة السيد محمد جواد الشهرستاني (رحمه الله) التي تنعقد مساء كل خميس داخل نطاق الصحن الكاظمي الشريف في الإيوان الذي يضم قبري والديه ومكتبةالعائلة..أما في المنصور فينعقد مجلس الأديب المرحوم الأستاذ مكي السيد جاسم مساء كل ثلاثاء أيضاً..وتلك هي قاعة السيدة وداد الأورفــه لي الرحبة الأنيقة بأجنحتها وحدائقها وكافتريتها الرشيقة حيث تنعقد الندوات المتنوعة على مدار الأسبوع والشهر والسنة وتقع بجوار نادي الصيد في المنصور.. كذلك الندوات الصباحية! فهذه ندوة الموسيقار الشاعر سالم حسين التي كانت تلـتئم ضحى الأثنين من كل اسبوع في ديوانية شقته الأرضية الأنيقة المجاورة لوزارة الثقافة. وتلك ندوة الفنان حسين الأعظمي(قارئ المقام) التي نرتادها ضحى كل خميس في داره على شاطئ دجلة في الأعظمية..تلك هي الندوات الأسبوعية..وهنالك الندوة النصف شهرية التي كانت تنعقد في دارالأديب الأستاذ رفعت مرهون الصفار في شارع فلسطين. بالإضافة الى الندوات الشهرية .. حيث ينعقد مجلس المرحوم الحاج جاسم خماس الربيعي في الكرادة الشرقية مساء الثلاثاء الثالث من كل شهر وله أيضاً ثلاث ندوات سنوية استثنائية أخرى تنعقد الأولى في الخامس عشر من رمضان (مولد الامام الحسن..ع) والثانية في تشرين الثاني من كل عام لمناسبة يوم بغداد والثالثة تنعقد ليلة 9/10 من عاشوراء...أما مجلس السيدة شرقيه الراوي في حي البنوك فحصته أمسية الأحد الأول من كل شهر..ومجلس المخزومي في شارع 14رمضان وحصته أمسية الأحد الثاني من كل شهر..كذلك منتدى أمانة بغداد في الكاظمية الملاسق لموقف سيارات الصحن الشريف في(دار آل النوّاب التراثي) وموعده أمسية الثلاثاء الأخير من كل شهر.. وهنالك الندوات الثقافية الدوريّة الثابتة التي كانت تنعقد في بناية المجمع العلمي العراقي وفي قاعات نادي العلوية والصيد..وتلك ندوات نادي المنصور والفروسية (المناسباتيّـة)..عدا الندوات الحَوليّة التقليدية التي كانت تنعقد في ليالي رمضان. فهذه ندوة السيد رؤوف كمونه ( رحمه الله ) التي تنعقد في التاسع عشر من كل رمضان في داره بحي (البيجيّة) ليلة جرح الامام علي(ع)...ومثيلتها ندوة السيد فوزي الصافي( رحمه الله) و تنعقد في داره الواقعة في المنصور ليلة استشهاد الإمام علي(ع) في21 رمضان...ويمتد بنا السهر فيهما الى ساعات متأخرة من الليل...وبينهما مثيلتهما ندوة المرحوم حكمت كبَه في حي المنصور ليلة20 رمضان. وندوة المرحوم الشهيد الدكتور السيد رعد المولى التي تنعقد في داره بحي البنوك ليلة جرح الامام أيضاً..وندوة المحامي غالب الحاج فليح التي تنعقد في داره بحي المهندسين في الخامس عشر من كل رمضان أيضاً..وغيرها..وغيرها..هكـذا كانت دنيانا الثقافية..تنساب بإيقاعٍ خلاّب...نصبو الى أمسياتها بلهفة ونحضر ونشارك وننهل من العلم أحدثه ومن الأدب أغزره ومن الفن أجمله ومن الشعر أعذبه ننهلها عن أعلام الأدب والعلم والفن والشعر..وما أروعهم وهم يمتطون صهوات المنابر والمنصات على مدار العام.. لقد كنا نروّح عن أنفسنا ونجدها في رحاب ومحراب تلك المجالس بالرغم من منافقي السلطة والمنتفعين منها من المثقفين والاعلاميين!!.
أما الآن (وبعد سقوط تلك السلطة) و بسبب ماجرى وما يجري من الأحداث والحوادث المعرقلة لحرية التنقل (لا الرأي!)اضطر أرباب المجالس الى التوقف عن عقد الندوات حرصاً على سلامة الروّاد وتجنباً لاختطاف الأعلام منهم من قبل أعداء العراق الجديد على اختلاف مشاربهم..ولم تبقَ في الساحة الآن إلاّ ندوة مجلس الربيعي الشهرية التي تنعقد بمواعيدها. وندوة آل الشعرباف الحوليّـة ضحى العاشر من محرم..والبعض من الندوات الرمضانية. بالاضافة الى أصبوحتي السبت والأربعاء الثقافيّتين في مبنى الإتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بجوار ساحة الأندلس...بالاضافة الى الندوة الفتيّـة التي التأمت هذا العام في الكاظمية وتنعقد عصر الجمعة الأولى من كل شهر ومؤسسها الأستاذ رؤوف الصفار. والاصبوحة الثقافية التي تنعقد ضحى كل خميس في جمعية الثقافة للجميع في الكرادة..كذلك ندوة آل الشهرستاني الأسبوعية التي تنعقد بموعدها المعتاد في الصحن الكاظمي..والندوات النصف شهرية التي تنعقد في نادي الصيد والعلوية...ولربما توجد هنالك ندوات اخرى في بغداد لا علم لي بها..وأقول انني متفائل وكلي ثقة بأن المجالس العريقة ستعود وتفتح أبوابها لتستقبل روّادها المتشوقون لعودة أمسياتهم.
وأخيراُ اليكم مطلع ورقبة القصيدة التي نظمتها بحق تلك المجالس حيث أحصيتها وأحصيت أبرز مرتاديها من الأعلام..وهي من شعرالعاميّة نظمت عام1997
مجالسنه قِــلاع...وْ لِلعِلِمْ سـور
الطرق لو ظَلـّـمت هيّ التِـشِعْ نور
-------------------------
التـداخلْ والنقاش الهادي مفتـوح
ضمِن لِحـْدودْ...نقدكْ كِلـّـه مَسموح
إذا عدّيت لَـَـحْمَـر.. تِفتح جْروح
مجالسنه سفيـنة نوح...وِ جْــسور
شباب التِـنـتِبه تِـظهر بعدْ حيـنْ
تِـثابر...والدفـو بْـحضن الدواوين ظفـرْ كِلمَنْ صُبَرْ لو يصبر سْـنين
الحَجَرْ من يِـنسِقِلْ تِجْـنيهْ بَلـّـور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق