ظاهرة تقليد الشباب العربي للغرب
تحقيق:حافظ جبار صالح
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة تقليد الشباب في بلادنا العربية للغرب في معظم جوانب حياتهم ، ومعالم شخصيتهم ، في مشيتهم ، تسريحة الشعر وصبغه ، البنطال الضيق ، سلاسل الرقبة.....
وكالعادة فقد اخترقت مجلة النجف الأشراف صفوف الشباب وعلى مختلف شرائحهم وسألتهم عدة أسئلة .
في البداية التقينا بالأخ شهاب أحمد دعير / معلم تربية رياضية / مواليد 1980 وسألناه هل أنت ضد أم مع الحرية الفردية في هذا التقليد ؟ وهل هذه الظاهرة تتماشى مع تقاليدنا ؟ وهل أنت مع تدخل حكومي رسمي لكبح جماح هذه الظاهرة ؟ وما هو رأيك في سبب هذا التقليد وما هو الحل في وجهة نظرك ؟ فأجاب :
أن موضوع تقليد الملابس الغربية بالنسبة لمجتمعاتنا العربية قد تكون ظاهرة سلبية في بعض الأحيان مثل ارتداء الألوان الصارخة والملابس الضيقة والتي تحتوي على كتابات ورسوم ( غير أخلاقية )ولا تتناسب مع أخلاق الإسلام .
هذا من جانب والجانب الآخر هو أنه يمكن للشباب تطور ومواكبه الزمن بلبس الملابس الحديثة والجميلة وهذا حق مشروع .
ولا اعتقد أن الأمر بغاية الضرورة الملحة التي تتطلب تدخل الحكومة أو الجهات الدينية المختصة بهذا المجال .
وإنا لا اعتقد أن كل الشباب تأخذ هذا الجانب من منطلق التقليد فالبعض يجب أن يهتم في مظهره الخارجي وهندامه ويجب أن يواكب العصر الحديث والموضوع بحد ذاته يتعلق بالشخص نفسه .
أما السيد علي مطر خنجر / موظف / دبلوم فني / بكالوريوس علوم قرآن / مواليد 1978 فقد قال :
أن تقليد الشباب المسلم للغرب ظاهرة غير حضارية لأن الملابس الضيقة والميوعة وقصات الشعر والتخنث ظاهرة مرفوضة جدا ويجب التصدي لها بكل قوة وحزم من قبل الحكومة ورجال الدين .
حيث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " وهذه من الأمور المشينة ويجب التصدي لها ، وأكد قائلا " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فأن لم يستطع فبلسانه فأن لم يستطع فقلبه وذلك أضعف الإيمان" ويجب القضاء على المتشبهين بالنساء .
وأما السيد محمد سلطان محمد البخاتي / كاسب / مواليد 1970 فقال :
أنا مع الحرية الشخصية لكن بشرط أن لا تتعدى حدود الشرع والدين وأن لا تخالف التقاليد العرفية العربية .
وهذه الظاهرة لا تتماشى مع تقاليدنا ، ويفضل التدخل من قبل رجال الدين لمنع هذه الظاهرة ولا تستوجب تدخل الحكومة ، وأما عن سبب هذا التقليد فأجاب بأن ضعف التفكير والجهل وبسبب تأثير الفضائيات والانترنيت ساعدت على انتشار هذه الظاهرة .
وأما عن الحل فقال : يجب توعية الشباب وتثقيفهم من عدة طرق منها المساجد والمدارس وأولياء الأمور والإعلام بصورة عامة .
وأجاب محمد يوسف سالم موظف حكومي 1977 : اختيار الملابس تعتبر حرية شخصية ولكن البعض يسيء لهذه الحرية باختيار ملابس منافية للذوق العام ، ثانياً : هناك أماكن ومجتمعات تحدد نوعية الملابس ولكن أنا بشكل عام ضد الشباب الذين يميلون إلى التقليد في الملابس والسلوك وطريقة الكلام وللأسف دائما يقع اختيارهم في التقليد على النموذج السيئ ولهذا يجب أن يقوم المعنيون جميعا بالعمل على تثقيف الشباب وتعزيز الثقة بأنفسهم .
أما الأستاذ نبيل البهادلي فقال : هذه الظاهرة لا تتماشى مع تقاليدنا وعاداتنا حيث النظام الإسلامي نظام مستقل بمعتقداته وعاداته حيث الإسلام غير حر وغير ديمقراطي (أي نظام يختلف عما هو معروف بالحرية والديمقراطية) .
ويجب أن يتم تدخل حكومي رسمي للحد من هذه الظاهرة ، وأن السبب في هذا التقليد هو الضغط من بعض الجهات التي تدعي بأنها أسلامية وهي غير أسلامية مارست الضغوط على الشباب حول مسائل غير مهمة في حياتهم مما أدى إلى إصرار الشباب على تقليد الغرب بعاداتهم وتقاليدهم حيث يرون هؤلاء الشباب في القنوات الفضائية أن الغرب لهم حريتهم في التعبير واللبس أيضا وغير ذلك وهذا منافي لعادات وتقاليد الإسلام الصحيح .
وهذه الظاهرة غير صحيحة حيث نرى اليوم أن العديد من الشباب يرتدون ملابس ضيقة وغير مستورة وتحمل علامات سواء كانت دعاية أو علامة شركة ، أن مثل هذه الملابس تعتبر من لباس الشهرة ولباس الشهرة حرام (بالنسبة للرجال) .
ومع الأسف الشديد هناك عدد من النساء متبرجات وغير محصنات وغير محافظات حيث ارتدت بعض النسوة العراقيات ملابس الرجال (البنطال) وهي ظاهرة غريبة أما التي تعتبر نفسها أنها تستحي من أهلها وليس من ربها (تلبس التنورة الضيقة جدا) مما يؤدي إلى ظهور الملابس الداخلية وهذه الظاهرة غير أخلاقية حتما .
وأخيرا قال الأخ نبيل أن هناك العديد من الشباب المسلم الواعي يعزف عن الزواج بسبب ما يرى من ظواهر سلبية لدى النساء من طريقة لبسهن مما يؤدي إلى انعدام الثقة لدى الرجل بالمرأة .
وبعدها سألنا المشرف التربوي عبد الكريم نوري والذي قال عن ظاهرة تقليد الشباب للغرب من ناحية الملبس :
ظاهرة تأثر الشباب العربي بالغرب من حيث الموضة في اللبس وقصات الشعر وغيرها من الظواهر التي تطغي عليها صفة التقليد ؟
كل جيل يحمل منذ نشوءه بذرة التغيير عبر وسيلة ما .
يمكن النظر إلى هذه الموضوع من عدة جوانب . كون الإجابة مفتوحة بهذا الخصوص :
1. أن الشباب على العموم يميل إلى التغيير لأنه يحمل بذرة التغيير على طول الخط .
2. والشباب هو الذي يتبنى ـ حركات الموضة ـ وهي أول تعبير ظاهري على تمرده على السائد ليؤكد حضوره بقوة تجعله موجودا وكونه لا يمكن الدفاع عن حضوره بطريقة فكرية أو فنية بسبب نقص أو عدم اكتمال التجربة فوجد أن الموضة وهو تعبير نفسي وإثبات وجود (وخزعبلات) فنطازية جنسية تأخذ دلالات عدة تفقد الوضوح وتميل إلى الفوضى .
3. أن أوربا هي أكثر حرية وتجديد دائم بفعل غياب الكبت الجنسي الذي يعطي جيل الشباب اكتشاف موضة ملابس وقصة شعر لذلك فأن الشباب العربي يجد أن تقليد الشباب الغربي شي مفروغ منه وهو المنفذ الوحيد الذي يطل منه على العالم والسبب الذي يحتاج إلى مراجعة هو :
أن الشباب العربي لا زال يعاني من ضغوط أسرية ومجتمعية قاسية وخوف من عمر (16 ـ 20) عام وهي معركة أثبات حضور ووجود إذ نراه يبحث عن ما هو جديد ويتمرد على البيئة الاجتماعية والأسرة والتقاليد فنتيجة الحاجة (السايجولوجية والفسيولوجية) وعلى المجتمع أن يعيد النظر بعاداته وتقاليده عبر التنوير ونظريات التطور الاجتماعي حتى لا يسقط الشباب في فخ سياسات خاطئة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق