العزوف عن الزواج أثار وأسباب وحلول :-
حافظ جبار صالح
يعتبر العزوف عن الزواج ظاهرة منتشرة في العراق ، وهذه الظاهرة تهدد مجتمعنا من الداخل ، وإن تزايد نسبة العزوف عن الزواج بين الشباب والشابات ما هو إلا تنبيه إلى أن مجتمعنا يمر بمرحلة الخطورة .
وتعتبر الأسرة هي اللبنة الأساسية والأولى في المجتمع وبصلاح ونجاح الأسرة ينجح المجتمع .
ويعتبر العراق الأول على مستوى الوطن العربي من حيث عزوف الشباب والشابات عن الزواج حيث بلغت نسبة العنوسة حوالي (85%) للشباب والشابات الذين تجاوزا سن الـ(35) عاماً .
أسباب العزوف عن الزواج وتأخر في سن الزواج
تتنوع أسباب هذه الظاهرة فمنها الاجتماعي ومنها الثقافي ومنها الاقتصادي ومنها التربوي .
فما هي أثار العزوف عن الزواج و تأخر سن الزواج ؟ وما الأسباب تزايد هذه ظاهرة في مجتمعنا ؟ وما هي الحلول الممكنة لعلاج هذه الظاهرة ؟
نرى الشباب اليوم محاصر في مجتمعه فهو أما عاطل عن العمل أو من ذوي الدخل القليل ويعيش ظروفا اقتصادية صعبة مع ارتفاع متزايد في أسعار غرف النوم ومستلزمات الزواج وارتفاع مستمر في مستوى المعيشة ، وفي المقابل فإن الشباب مطالب بمهور عالية وتوفير المسكن والملبس والمعيشة الكريمة للزوجة التي تنتظر فارس أحلامها ولا تقبل بالقليل واليسير وتحول الكماليات إلى ضروريات مقلدة بما تراه على شاشات التلفاز من مسلسلات وأفلام .
وهناك فئة من الشباب ممن فقدوا الثقة بنفسهم ولم يتعودوا حمل المسؤولية ولا يريدون أن يخاطروا بذلك فالزواج مسؤولية وارتباط ومتطلبات وواجبات .
وللأسرة دور رئيسي في حماية الشباب من الانزلاق في المخاطر والشهوات ودورها يأتي بدور الآباء والأمهات في تيسير وخفض المهور وتقليل الطلبات قدر الإمكان وإقناع الأبناء بضرورة تحمل المسؤولية والصبر مع الشريك من أجل بناء أسرة تنعم بالسعادة والمحبة .
ولتسليط الضوء على هذه الظاهرة وبيان عزوف أغلب شبابنا عن الزواج ومعرفة الأسباب ووضع الحلول لتجاوز هذه الظاهرة التقت مجلة النجف الأشرف بالأستاذ احمد محمد رضا ويعمل مدرس ويبلغ من العمر 31 عام فقال عن سبب العزوف عن الزواج : -
البطالة تعد من الأسباب الرئيسية ، التي تمنع الكثير من الشباب عن الزواج حيث أن الجانب المادي له الأثر الكبير في ديمومة الزواج هذا أولاًً ، وثانياً غلاء المهور وهذا الأمر له علاقة بكثرة مطاليب الأهل ، وثالثاً غياب المرأة المناسبة التي تتمتع بالأخلاق الطيبة والعفة التي يطلبها الشرع والعرف حيث أن وسائل التطور من الموبايلات والستلايتات كان له الأثر في تغير ذلك النموذج المثالي للمرأة المسلمة .
وأما الأستاذ محمد عباس 30 عام ويعمل إعلامي في مديرية تربية ميسان فقال : تعامل المرأة وأهلها بانتقائية نفعية مادية مع الشخص المتقدم للخطبة ، حيث أنهم يفضلون الخريج صاحب الشهادة والدخل الجيد ومن يمتلك سيارة أو أي شيء بغض النظر عن الجانب الديني والأخلاقي ، وأيضاً ضعف الجانب المادي لدى الشباب يجعل من المتخوفين من مسألة الزواج وتحمل المسؤولية ناهيك عن رفض أهل المرأة لهذا الشاب ، وأكمل قائلاً التطور التكنولوجي والمعلوماتي الذي حصل في العراق عمل على تقريب المسافة بين الشباب (أي الموبايل) والذي جعل من المرأة تغازل الشباب وبالعكس والمجتمع مليء بهذه الظواهر والمشاكل مما أدى إلى انعدام الثقة بالفتيات .
وبعدها تكلم الأخ رائد يوسف مواليد (1977) ويعمل في عقد وظيفي : بعد تجربة أخي في الزواج وصدمتنا بتكاليف الزواج الكثيرة والباهظة قررت تأخير خطوة الزواج لفترة طويلة حتى أستطيع تجميع مبلغ جيد يساعدني على أتمام الزواج ، وأنا أعتبر مشكلة تكاليف الزواج هو العائق الوحيد والأول وأعتبر باقي المشاكل في المرتبة الثانية .
وأضاف المهندس نبيل إسماعيل علاوي مواليد 1983عدة عوائق لعزوف الشباب عن الزواج أهمها المهور الغالية التي يطلبها الإباء بحجة ضمان لبناتهم للمستقبل وهناك العديد من النساء اللواتي الغير متزوجات يضعن العديد من مساحيق التجميل بحيث لا تستطيع أن تميز بين المرأة المتزوجة والغير متزوجة وبما أنه نحن بمجتمع إسلامي يجب ... تلك الأمور .
بعدها التقينا بالفنان عباس العلاق مواليد 1979 والذي أكد من جهته : من وجهة نظري الشخصية أن البطالة وغياب فرص العمل من أهم الأسباب التي تجعل الشباب يبتعدون عن فكرة الزواج ، وكما هو معروف أن الزواج اليوم يحتاج أموال طائلة .. (نعم) أموال طائلة ، أموال لا توازي الدخل الشهري للشاب المتقدم للزواج هذا أن وجد دخل أصلاً . من جانب أخر لأهل البنت دوراً كبيراً حيث أن أغلب العوائل التي يتقدم الشاب لبناتهم لا يراعون وضع الشاب المادي وينظرون للموضوع من (منظار مادي) وكأنها صفقة تجارية .
أما الأخ صباح جبار مواليد (1976) ويعمل في حماية المؤسسات فقال : لا توجد غرفة في البيت فارغة فكلها مشغولات ولا توجد إمكانية لخروج أحد أخواني المتزوجين ولا استطيع أن أبني غرفة فوق سطح الدار لأن تكاليفها البناء باهظة ، وأغلب الفتيات طلباتهن عجيبة غريبة فتريد شهادة وتريد سيارة وتريد بيتا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق