تأسس موقع ميسان ماسة العراق بجهود فردية لبيان تاريخ محافظة ميسان ويعد اول موقع للمحافظة نشر على صفحات الويب بتاريخ 3/1/2005
موقع عام يتحدث عن محافظة ميسان الماضي والحاضر والمستقبل الموقع الاول على صفحات الانترنت للمحافظة ztch25@yahoo.com الموبايل 009647703229521 رأيكم يهمنا جدا لا تبخلو بالاتصال بنا

ميسان ماسة العراق


اعداد الاعلامي زياد طارق جايد مدير المركز الثقافي في ميسان نفخر باننا اول من اطلق اسم ماسة العراق على ميسان


Google
ميسان ماسة العراق@ يرحب بزواره الكرام@ اول موقع على صفحات الانترنت لمحافظة ميسان انشيء بجهود فردية دون مساعدة اي شخص او جهة معينة@ المواضيع المنشورة بالموقع تعبر عن اراء كتابها وليس تعبر عن راي ا لموقع ztch25@yahoo.com موبايل 009647703229521 الاتصال بنا

04‏/11‏/2009

ظاهرة تجوال المواشي بين المناطق السكنية والشوارع العامة .. الأسباب والآثار .

ظاهرة تجوال المواشي بين المناطق السكنية والشوارع العامة .. الأسباب والآثار .

تحقيق : حافظ جبار صالح

ظاهرة غريبة :

من المألوف رؤية الأغنام والماعز في القرى والأرياف ولكن رؤيتها تتجول في المدينة تزاحم السيارات في الطرق والمارة في الأزقة والساحات شيء لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال ، لفتت أنظار المواطنين ولم تلفت أنظار المسؤولين في الجهات ذات العلاقة، جزرات وسطية للشوارع تحولت إلى حظائر لإيواء هذه الحيوانات ، قطعان بلا عدد ترعى في المزابل وأكداس النفايات مخلفاتها وروائحها هي النتاج الذي يجب على المواطنين تقبله مرغماً ، الإقبال الشديد على تربية هذه الحيوانات في المناطق السكنية شكل إزعاجا وتهديداً ينذر بتحول المدينة إلى حظيرة أغنام واسعة.

وهذه الظاهرة ليست بالجديدة ويمكن القول أنها تكونت تدريجياً منذ أكثر من خمسة عشر عاماً متزامنة بذلك مع بداية فرض الحصار الاقتصادي على العراق، وهذا يعني أن هذه الظاهرة جاءت نتاجاً حتمياً لظروف العوز المادي والبطالة وخصوصاً بين فئة الشباب الذين يشكلون القاعدة الاقتصادية للكثير من العوائل.

وكانت قبل ذلك تمارس على نطاق ضيق من قبل قلة من المهتمين بتربية الحيوانات وعشاقها وهم هواة ونادراً ما يكون لهم تأثير يذكر. هذا بالإضافة إلى وجود الخيول التي كانت تستخدم لجر عربات بيع النفط ، وعربات نقل المحاصيل الزراعية من علوة المخضر إلى الأسواق الشعبية في المدينة ورغم وجودها إلا إنها لم تكن بهذه الكثرة الملفتة للانتباه . إما اليوم وفي ظل ارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير وتحت الظروف الاقتصادية الصعبة الذي تعاني منه شرائح واسعة ، لجأ الكثير منهم إلى اتخاذ تربية المواشي والمتاجرة بها داخل المنازل والأحياء السكنية مهنة ووسيلة لكسب العيش.

وتجاوز الأمر هنا حدود تربية الأغنام والماعز إلى الحيوانات الكبيرة مثل الأبقار والجواميس وعلى نطاق واسع وتحولت معه المدينة من الحياة المدنية إلى شكل هجين من الحياة لا تطابق حياة الريف السعيدة ولا حياة المدينة المتحضرة. ورغم أن الكثير من هؤلاء دفعتهم قساوة ظروفهم المعيشية الصعبة إلى امتهان هذه المهنة فأنها تبقى وقبل أي شيء ظاهرة سيئة وغير حضارية، ناهيك عن كونها وسيلة لإنتاج لحوم رديئة وربما غير صالحة للاستهلاك البشري وأيضا لا تتوفر فيها أية قيمة غذائية ، لكون هذه المواشي ترعى وتقتات على أكداس القمامة ومخلفات بلاستيكية وغيرها.. وهذا فضلاً عن ما تلحقه من إضرار بالغة وكبيرة بالواقع الصحي للمدينة وأبنائها وإتلاف لمنظومة الخدمات البلدية والمجاري التي هي أصلا متعبة وكذلك فهي تشكل مصدراً لانبعاث الروائح الكريهة وتخلق ظروفاً ملائمة لتكاثر الذباب الناقل للكثير من الإمراض الجرثومية .

أسباب تربية المواشي :

أحد المواطنين وهو مربي أغنام يتحدث عن أسباب مزاولته هذه المهنة في مكان غير ملائم لتربية الأغنام يقول:
أقدمت على تربية الأغنام منذ عشر سنوات مضت بدافع الحاجة لذلك وجدت من الأفضل لي أن أزاول تربية الأغنام معتمداً في تغذيتها على المخلفات التي تلقي بها العوائل خبز وخضراوات وقشور الرقي والبطيخ بدأت بعدد متواضع من الأغنام ثم تكاثرت إلى أن أصبح قطيعاً بحدود الستين رأساً فأجوب به الشوارع وأحيانا انتقل إلى الأحياء والمناطق المجاورة منها وغيرها ، واتخذ من حديقة المنزل التي تقع إمام بيتي حظيرة للأغنام ، اشتريتها وأقوم بتربيتها لعدة اشهر ثم أقوم ببيعها إلى القصابين أو مجازر اللحوم في المناسبات الدينية يكثر الطلب عليها وتتصاعد أسعارها ، وعن كيفية التأقلم مع الروائح المنبعثة منها في المنزل أجاب:
روائحها وروائح الفضلات لا تدخل إلى المنزل لان منفذ الحظيرة إلى الخارج!! .

وقال أحد المواطنين أنا أشتري بعض الأغنام الصغيرة وأقوم بتربيتها لفترة شهرين أو ثلاثة حتى تكبر وتسمن قليلا ومن ثم أقوم ببيعها في المناسبات الدينية كشهر محرم أو عيد الأضحى ، وعادة ما أشتري من الأغنام الذكور لأن الإقبال عليها مرغوب أكثر من الإناث ، وقال لي محمد أنا منذ الصباح الباكر أذهب أنا ووالدي وأخواني إلى ساحة بيع المواشي (الصفاه) وأقوم بشراء الحيوانات الصغيرة بأسعار مناسبة وتبقى عندنا بالبيت على سطح الدار لفترة معينة من الزمن ونقوم بشراء الحشائش لها مثل (الجت) والخبز اليابس ومن ثم نقوم ببيعها ، ونحن تقريبا مصدر رزقنا من الأغنام .

وفي بعض الأحياء الشعبية هناك عوائل تربي الأبقار والجواميس في البيوت لغرض أنتاج اللبن الرأب (الروبة) والقيمر (قيمر عرب) والأجبان وبيعها في الأسواق الشعبية وهي مصدر رزقها الوحيد رغم وجود الروائح الكريه والأمراض التي تسببها هذه الحيوانات وغالبا ما تكون هذه الأجبان والألبان غير صحية لأنها تنتج في البيوت

مساوئ هذه الظاهرة :

أحد المواطنين يقول " نلتجئ في هذا الصيف إلى باحة المنزل للنوم فيها بسبب انقطاع التيار الكهربائي والتماساً لنسمات الهواء لكن جارنا الذي يربي الأغنام والماعز نغص علينا العيش فالماعز يفرز روائح مثيرة يجعلنا لا ننام الليل ". أما الأستاذ سعد محمد علي (30) عاما ويعمل مدرس فقال : يمتلك أحد جيراننا مجموعة من المواشي ويربي قسم منها في سطح الدار والباقي خارج الدار،أما التي في السطح فهي مجموعة من الأغنام والماعز فعندما ينقطع التيار الكهربائي لا نستطيع النوم على السطح بسبب الروائح الكريه ، وإما التي خارج الدار فهي (حمارين) لجر العربات ، وفي أحدى المرات تقدم شاب لخطبة أحدى بنات الجيران فما كان من أب الفتاة إلا الذهاب إلى صاحب الحيوانات وأخبره بأن ينقل الحيوانات إلى مكان أخرى حتى تتم الخطبة .

أما الأخ علي كاظم (28) عاما وهو معلم فيقول رأيت على طريق (البتيرة) الرئيسي مجموعة من الماشية تقتات على النباتات والحشائش في الجزرة الوسطية وقد سببت إرباك للسيارات المارة وهي تعبر الشارع فهذه ظاهرة غير حضارية .

* وللسيدة (أم مهجة) حديث ذو شجون حيث تقول:

- لقد عانينا الكثير من المشاكل عندما كنا نسكن في أحدى الأحياء الشعبية بسبب وجود منزل في نفس الحي الذي كنا نسكن فيه مخصص كحظيرة لإيواء عدد من الجواميس وبسبب وجود هذه الحيوانات الكبيرة الحجم تحول هذا الحي إلى بؤرة تنبعث منها الروائح الكريهة وغيوم من الذباب تحوم في كل بيت من الحي وبالتالي تمتد إلى الأحياء الأخرى. وعندما كانت تنقطع الكهرباء ليلاً في فصل الصيف لم يكن باستطاعتنا الخروج للنوم على سطح الدار لشدة العفونة لدرجة أن المرء لا يستطيع التنفس إلا بصعوبة بالغة.

الإمراض المشتركة :

- هناك أكثر من (200) مرض مشترك بين الإنسان والحيوانات، وان الحيوانات التي تعيش في ظروف بيئية غير ملائمة لتربيتها مثل المنازل الضيقة في الأحياء السكنية وخصوصاً التي ترعى بين الازبال والقمامة دائماً تكون عرضة للإصابة بسوء التغذية وبالتالي لن تكون هناك أية قيمة غذائية للحومها ناهيك عن كونها أيضا عرضة للإصابة بالكثير من الإمراض ونقلها إلى الإنسان إما عن طريق التعايش معها في نفس الأماكن أو عن طريق تناول لحومها.

وأضاف الدكتور ماجد خلف أن أهم الإمراض وأكثرها خطورة على صحة الإنسان هي الإمراض الجلدية مثل الجرب وبوكس الجدري وكذلك الأكياس المائية والسل الرئوي الذي نرمز له بـ(TB)وداء البروسلة المعروف بحمى مالطا الذي يتسبب دائماً في حالات إجهاض لدى النساء الحوامل خصوصاً في الشهر الرابع. وأيضا الحمى النزفية وعن الوقاية من هذه الإمراض قال:

- يمكن تشخيص الحيوانات المصابة وعزلها إذ ما تمت عملية الجزر تحت أشراف صحي ومن خلال المجازر الرسمية للدولة ومع ذلك يبقى خطر آخر خارج حدود السيطرة ؛ فإن الحيوانات الحلوبة مثل الأبقار والجواميس التي تعيش في ظروف بيئية غير مناسبة تصاب بداء التهاب الضرع وفي مثل هذه الحالة تختلط نسبة من القيح والدم مع الحليب إثناء عملية حلب الحيوان تؤدي إلى نقل سيل من الجراثيم الخطرة إلى الأشخاص الذين يتناولون هذا الحليب.

ليست هناك تعليقات:

شكرا لكم لزيارتكم لموقع ميسان ماسة العراق الجديد@ نتمنى معاودة الزيارة ان عجبكم الموقع @ تجدون فيه كل ما يتعلق بمحافظتكم الغالية