يـا أمَّ سيـفٍ
فداكِ الرُ بْــعُ وَ الرَ بُــعُ
أمُّ سـيـفٍ...تلك العراقية المجاهدة التي تسكن المنطقة الخضراء .. (عفواً ..المنطقة الحمراء مدينة الصدر) وتعيل خمسة أبناء وزوج مصاب بداء البطالة المزمن وعدم الشعور بالمسؤولية.
أم سيف .. بنت الحمولة...آلت على نفسها أن لا تترك أمور تلك العائلة للأقدار. وكان جهادها ولا يزال عبرَ دور المتْرَيْـشين .. تعينهم على تنظيف وترتيب بيوتهم مقابل مبالغ لا بأس بها بالإضافة الى ما تحصل عليه منهم من زادٍ فائضٍ وملابسٍ ومخلفاتٍ لعيالها وبيتها...فهي بالنسبة لهم أكثر أهمية وَوَطنية من الكهرباء (الوَ..طَنْ..طَنْ..طَنِيّـه).ودارت الأيام وأم سيف على هكذا حال..ذكية..نِـشيطه..هَـبْ ريحْ ومحبوبة من هؤلاء الأجاويد حيث تقدم لهم الخدمات وترفع عن ربّات البيوت كاهل المسح والكنس وغسل الصحون وتنظيف الطَرامي والكراجات و الأثاث المبتلى بزائره اليومي الثقيل...غبار بلدنا التَـكْـنِكَلَرْ .. وَ تِربان صحارينا المعطاء..وَالطَـوْز العراقيّ الأصيل أصالة أبطال الحواسم الجُبَـ .. عفواً الـنُجَباء!؟).. تلك هي ام سيفٍ العراقية بنت الأربعين ( اللي حِسْـدوها )على زوجها الذي تكرّم وتنازل يوماً ومارس مسؤوليته من موقع أدنـى وخرج ليتسوّق كغـيره من الأزواج ( إي والنِـعِمْ ) بعد أن دسّت في جيبه ما يكفي لتلك المهمة التاريخية الخطيرة. وإذا بها وبعد ( رُ بُـعْ ) ساعة فقط تسمع الـ (رَ بُـعْ ) من الجوارين وهم في هرجٍ ومرج يتقدمهم شاعر الحـي الجهوَري الصوت مناديـاً :- يــا أم سيفٍ جزاك الفُـﮕـرُ مكرمةً يــا أم سـيفٍ..أبا سيفٍ قد اٌ نْـجَـعَـصا وتهرع (المـﮕـروده) لترى بعلها(مجضوع) على الأرض غارقاً بدمه المتعفّر بتربة الوطن!؟
وتصرخ (وا بَـعــلاه .. وا أبا سـيفــاه)
فقد نالت منه شظايا عوراء (يِساراً) فأصابة ساقه (يميناً) واخترقت (دشداشة شاكر) ذلك الدرع (الدِريـع) الذي كان يقــيه الكوارث.! وتعـــال ياعمّي شيّـلني. ماذا تفعل؟ والأولاد (مْـعَـرْ تين) بذيالها..والزوج (الـﭽـادود!) مطروح مجروح مذبوح الساق..وطعام الغداء على النار.. والتنّور مْـوَجّرْ .. والجيب خالي إلاّ من (خرجِـيّة) يوم أو يومين .. ولا من معين.. فكلّ حائر بدنياه ويبكي على ليلاه..لا أريد أن أطوّلها عليكم فقد انلاصت (عِمَت عيني) على أم سيف.. ولولا ان الدنيا لا زالت بخير لاٌنـتحرت! ولاٌنتهى هذا الجزء من سالوفتنه بنهاية شكسبيريّة..وجاء الجزء الثاني منها مسلطاً الضوء على أم سيف وهي تَـتَنقّـل ناقلة أبو العيال من مستشفى الى أخرى.. وكلشي بفلوس .. أقصد بدنانير.. عفواً أقصد بعشرات الآلاف...وانتهى بها المطاف في مستشفى أهلي..لا هَـلي!؟(إي..وْ سبِع تَـنعام)
فالجريح المناسب في المستشفى المناسب!؟ حيث بُـتِرتْ ساق أبا الأسياف (وأضيف الى حِملها.. ﭽـيلَة ماش؟) وانتهى معه هذا الجزء من السالوفة بنهاية هتـشكوكيّة! أما الجزء الثالث فقد ركّز على مواصلة أم سيف للمبارزة والجهاد حيث نشاهدها وهي تجاهد جهاد الأوّلـين.. بين الأولاد والزوج والمستشفيات وبيوت الأجاويـد ومراجعة دوائر (الإعانات)..وهنا بيت القصيد في سالوفَـتـنه...ناس تقول لها ابِـشْـري ستحصلين على مليون دينار وناس تقول نصف مليون وناس تقول ( رُ بُـعْ ) مليون ومرّت الأيام والأسابيع والـ ( رَ بُـعْ ) صـنطه ما رجع منهم اٌمْـخَـبِّـرْ . وجاء الفرج بعد ستة أسابيع فقد وصلها خبر مفاده :- أن تذهب غداً صباحاً الى المقر حيث تـقـرّررررر ان تستلم المكرمة و مقـدارها ( رُ بُـعْ ) ..كون أن زوجها قد أصيب أثناء (المِسواﮒ ومن جرّاءه) وغـبّـشت أم سيف وذهبت صباحاً مع ابنها البكر سيف 14 سنه .. وسألت عن المسؤووول فأقبل عليها مرحِّـباً وسألها :- ياٌ مْـرأه هل جلبت معـك ما تحمليـن به الـ (الرُ بُعْ ؟) وتَـلفَّـتَـتْ المسكينة بدهشة وتَـفَحَّصت موقع المواجهة والداخلين اليه والخارجين منه وادركت بفطنتها المعهودة ان المقصـود با لـْ ( رُ بُـعْ ) هو ( ررر رُ بُـــعْ قالب ثـلج !) تستلمه يومياً من الـ ( رَ بُـعْ ) ولمدة اسبوع فقط لأن الشتاء على الأبواب! ولم تستلم من تلك المكرمة إلاّ خمسة أرباع فقط..أما (الربع) السادس والسابع فقد قيل لها انهما قد ماعا من حرارة تموز الخيرات..تموز الـثور..آت!؟ وهكذا انتهى الجزء الثالث (لا الأخير) من سالوفـة أم سيف...بنهايةٍ...وُولـتْ دِزنِـيّه.
الرحمــ داود ـــاني
drahmani2004@yahoo.com
فداكِ الرُ بْــعُ وَ الرَ بُــعُ
أمُّ سـيـفٍ...تلك العراقية المجاهدة التي تسكن المنطقة الخضراء .. (عفواً ..المنطقة الحمراء مدينة الصدر) وتعيل خمسة أبناء وزوج مصاب بداء البطالة المزمن وعدم الشعور بالمسؤولية.
أم سيف .. بنت الحمولة...آلت على نفسها أن لا تترك أمور تلك العائلة للأقدار. وكان جهادها ولا يزال عبرَ دور المتْرَيْـشين .. تعينهم على تنظيف وترتيب بيوتهم مقابل مبالغ لا بأس بها بالإضافة الى ما تحصل عليه منهم من زادٍ فائضٍ وملابسٍ ومخلفاتٍ لعيالها وبيتها...فهي بالنسبة لهم أكثر أهمية وَوَطنية من الكهرباء (الوَ..طَنْ..طَنْ..طَنِيّـه).ودارت الأيام وأم سيف على هكذا حال..ذكية..نِـشيطه..هَـبْ ريحْ ومحبوبة من هؤلاء الأجاويد حيث تقدم لهم الخدمات وترفع عن ربّات البيوت كاهل المسح والكنس وغسل الصحون وتنظيف الطَرامي والكراجات و الأثاث المبتلى بزائره اليومي الثقيل...غبار بلدنا التَـكْـنِكَلَرْ .. وَ تِربان صحارينا المعطاء..وَالطَـوْز العراقيّ الأصيل أصالة أبطال الحواسم الجُبَـ .. عفواً الـنُجَباء!؟).. تلك هي ام سيفٍ العراقية بنت الأربعين ( اللي حِسْـدوها )على زوجها الذي تكرّم وتنازل يوماً ومارس مسؤوليته من موقع أدنـى وخرج ليتسوّق كغـيره من الأزواج ( إي والنِـعِمْ ) بعد أن دسّت في جيبه ما يكفي لتلك المهمة التاريخية الخطيرة. وإذا بها وبعد ( رُ بُـعْ ) ساعة فقط تسمع الـ (رَ بُـعْ ) من الجوارين وهم في هرجٍ ومرج يتقدمهم شاعر الحـي الجهوَري الصوت مناديـاً :- يــا أم سيفٍ جزاك الفُـﮕـرُ مكرمةً يــا أم سـيفٍ..أبا سيفٍ قد اٌ نْـجَـعَـصا وتهرع (المـﮕـروده) لترى بعلها(مجضوع) على الأرض غارقاً بدمه المتعفّر بتربة الوطن!؟
وتصرخ (وا بَـعــلاه .. وا أبا سـيفــاه)
فقد نالت منه شظايا عوراء (يِساراً) فأصابة ساقه (يميناً) واخترقت (دشداشة شاكر) ذلك الدرع (الدِريـع) الذي كان يقــيه الكوارث.! وتعـــال ياعمّي شيّـلني. ماذا تفعل؟ والأولاد (مْـعَـرْ تين) بذيالها..والزوج (الـﭽـادود!) مطروح مجروح مذبوح الساق..وطعام الغداء على النار.. والتنّور مْـوَجّرْ .. والجيب خالي إلاّ من (خرجِـيّة) يوم أو يومين .. ولا من معين.. فكلّ حائر بدنياه ويبكي على ليلاه..لا أريد أن أطوّلها عليكم فقد انلاصت (عِمَت عيني) على أم سيف.. ولولا ان الدنيا لا زالت بخير لاٌنـتحرت! ولاٌنتهى هذا الجزء من سالوفتنه بنهاية شكسبيريّة..وجاء الجزء الثاني منها مسلطاً الضوء على أم سيف وهي تَـتَنقّـل ناقلة أبو العيال من مستشفى الى أخرى.. وكلشي بفلوس .. أقصد بدنانير.. عفواً أقصد بعشرات الآلاف...وانتهى بها المطاف في مستشفى أهلي..لا هَـلي!؟(إي..وْ سبِع تَـنعام)
فالجريح المناسب في المستشفى المناسب!؟ حيث بُـتِرتْ ساق أبا الأسياف (وأضيف الى حِملها.. ﭽـيلَة ماش؟) وانتهى معه هذا الجزء من السالوفة بنهاية هتـشكوكيّة! أما الجزء الثالث فقد ركّز على مواصلة أم سيف للمبارزة والجهاد حيث نشاهدها وهي تجاهد جهاد الأوّلـين.. بين الأولاد والزوج والمستشفيات وبيوت الأجاويـد ومراجعة دوائر (الإعانات)..وهنا بيت القصيد في سالوفَـتـنه...ناس تقول لها ابِـشْـري ستحصلين على مليون دينار وناس تقول نصف مليون وناس تقول ( رُ بُـعْ ) مليون ومرّت الأيام والأسابيع والـ ( رَ بُـعْ ) صـنطه ما رجع منهم اٌمْـخَـبِّـرْ . وجاء الفرج بعد ستة أسابيع فقد وصلها خبر مفاده :- أن تذهب غداً صباحاً الى المقر حيث تـقـرّررررر ان تستلم المكرمة و مقـدارها ( رُ بُـعْ ) ..كون أن زوجها قد أصيب أثناء (المِسواﮒ ومن جرّاءه) وغـبّـشت أم سيف وذهبت صباحاً مع ابنها البكر سيف 14 سنه .. وسألت عن المسؤووول فأقبل عليها مرحِّـباً وسألها :- ياٌ مْـرأه هل جلبت معـك ما تحمليـن به الـ (الرُ بُعْ ؟) وتَـلفَّـتَـتْ المسكينة بدهشة وتَـفَحَّصت موقع المواجهة والداخلين اليه والخارجين منه وادركت بفطنتها المعهودة ان المقصـود با لـْ ( رُ بُـعْ ) هو ( ررر رُ بُـــعْ قالب ثـلج !) تستلمه يومياً من الـ ( رَ بُـعْ ) ولمدة اسبوع فقط لأن الشتاء على الأبواب! ولم تستلم من تلك المكرمة إلاّ خمسة أرباع فقط..أما (الربع) السادس والسابع فقد قيل لها انهما قد ماعا من حرارة تموز الخيرات..تموز الـثور..آت!؟ وهكذا انتهى الجزء الثالث (لا الأخير) من سالوفـة أم سيف...بنهايةٍ...وُولـتْ دِزنِـيّه.
الرحمــ داود ـــاني
drahmani2004@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق