شناشيل العمارة.. واجهات خشبية لعالم ساحر
منشور في صحيفة المدى وموقع ميسان ماسة العراق القديم ( مقالة للمرحوم الزميل محمد الحمراني) رحمه الله
ميسان/ محمد الحمراني
ميسان/ محمد الحمراني
في الأحياء التي تقع وسط مدينة العمارة ومنها: الجديدة والمحمودية والسرية والسراي والصابونجية تنتشر بيوت الشناشيل التراثية بعمارتها الجميلة وزغارفها الجذابة تضيف جمالا على الأمكنة وتحسس الأجيال الجديدة بنضج العمارة القديمة ودقة صنعة هذه البيوت...فالشرف التي تخرج من وسط البناء كن يستخدمنها النساء للنظر الى مايجري في الازقة من احتفالات او مناسبات دينية أو للمشاركة في احاديث مع جيران أخرين ..تتميز بيوت الشناشيل بواجهاتها الخشبية التي رسم عليها نقوش عديدة تمثل النجوم او الشمس أو الحيونات ومنها (الافعى)ويقال بان رسم الافعى في واجهة المنزل بسبب الخوف الذي زرعته (الحية) في الذاكرة وقوتها لمواجهة المخاطر وكذلك تكتب على واجهات المنازل كلمات للتبرك او أسم صاحب البيتويستخدم في الواجهات الخشبية نوع من الخشب يسمى (القوق) بأحجام مختلفة وفي كل بيت توجد ساحة صغيرة تسمى (الحوش) وهي محاطة بالغرف الصغيرة المبنية بالطابوق والنورة وبطريقة (العكادة) وفي محيطها (تكم) خشبية لتساهم في رفع البيت الذي في الأعلى ويقول الحاج جاسم مغتاض وهو صاحب احد بيوت الشناشيل في ميسان بان بيته تم بناءه في بداية القرن العشرين وان والده هو الذي أشرف على البناء وكان الهدف من بناء بيوت الشناشيل هو الحصول على جو لطيف خال من حرارة الصيف القاتلة. وأشار ان الخشب يمنع تسلل الحرارة وخاصة الغرف التي في أسفل البيت تكون باردة لعدم تمكن أشعة الشمس من أختراق الطابق العلوي الخشبي. تعرضت بيوت الشناشيل في العمارة خلال حقبة النظام البائد الى تدمير وأهمال من قبل وزارة الثقافة ومفتشية الاثار في ميسان وتحولت الكثير من هذه البيوت في شارع المعارف الى محال تجارية والى عيادات للاطباء وكذلك صيدليات ومختبرات تحليل طبية وستديوهات تصوير ومحال لبيع الاحذية والملابس المستعملة. واسهم هذا الاهمال في تدمير بيوت كانت لها مميزات متفردة في العمارة والجمال ... فتهرأت الاخشاب واختفى لونها البراق وأصبحت الأمطار والرياح وأشعة الشمس القوية تأكل هذه البيوت وتخربها وبين حين واخر كنا نسمع عن حريق في بيت هنا وحريق في بيت هناك وكان محبي التراث الميساني لا يجدون غير الصمت ليسلوا انفسهم به ازاء الكوارث التي طالت أرث يدون لذاكرة المدينة. الباحث في تراث ميسان عبد الحبار عبد الله الجويبراوي تحدث عن مراحل بناء هذه البيوت فقال: في عام 1900جلب الحاج محمود المهدي اثنين من الاسطوات الشاميين فبرعوا في بناء بيوت الشناشيل وعلى يد هولاء تتلمذ عدد من الخلفات الذين أصبحوا يجيدون بناء بيوت الشناشيل ومنهم السيد حسين الدرازي وسيد رزوقي وسيد احمد السامرائي وحسن خميس والحاج فيلح حسن والحاج محسن ليلو. بعد سقوط نظام الدكتاتور قامت منظمة انسانية عالمية تهتم بالترات باعادة الحياة الى ثلاثة بيوت تراثية وتم اعمارهن فظهر الجمال من جديدة ورحل غبار الخراب..واليوم يوجد العديد من البيوت التراثية بحاجة الى رعاية وأهتمام وترميم فالدول العظيمة تهتم بشوارعها التراثية وبيوتها لتظهر مدى عمق الحضارة والثقافة قي اماكنها وهذا مايجب ان نعمل عليه في أعادة الحياة للبيوت التراثية في ميسان
هناك تعليق واحد:
نتمنى من الحكومة المحلية في مدينتنا العزيزة العمارة اعادة تاهيل وصيانة كل ماهو تراثي في مدينتنا من بيوت الشناشيل وواجهاتها الجميله وكذلك نتمنى اعادة صيانة السوق الكبير الذي يعتبر اهم واكبر معلم تراثي في مدينة العمارة واعادته بشكل تراثي معماري لكي يكون معلما يسر في رؤيته الناظرين.
إرسال تعليق